الانتهاك: منع العمل في طريق زراعي يوصل المزارعين إلى أراضيهم لفلاحتها.
الجهة المتضررة: أكثر من 100 مزارع من القرية.
الجهة المعتدية: لجنة التنظيم والبناء التابعة للاحتلال.
تاريخ الحدث: 22 حزيران 2010م.
الموقع : كفر قدوم والتي تقع على بعد 23 كم من مدينة قلقيلية، وتبلغ مساحتها الإجمالية17,161 دونم، منها 456 دونم مساحة مسطح البناء، ويبلغ عدد سكانها قرابة 2908 نسمة حسب إحصائية سنة 2007 للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ومقام على أرضها المستعمرات التالية: كدوميم تصيون، جفعات هركزيز، كدوميم جيت[1].
تفاصيل الانتهاك:
أقدم جيش الاحتلال في 22 من شهر حزيران 2010 على إيقاف العمل على شق طريق زراعي يربط قرية كفر قدوم بأراضيها الزراعية في منطقة الوجه الشامي شمال شرق القرية، في تلك المنطقة التي تعتبر مهددة بالمصادرة من قبل تجمع مستعمرات ‘كدوميم’ في أي لحظة بسبب قربها عن تجمع المستعمرات بمسافة لا تزيد عن 350م .
يذكر أن الطريق الزراعية التي كان من المنوي تنفيذها من قبل CHF بالتعاون مع المجلس القروي وبتمويل من USAD بطول يبلغ حوالي 2كم ويخدم مصالح أكثر من 100 مزارع من القرية يواجهون صعوبات جمة للوصول إلى أراضيهم الزراعية المهددة بالمصادرة بسبب مضايقات المستوطنين واعتداءات جيش الاحتلال المستمرة ضدهم، حيث تم تبليغ المجلس القروي من قبل احد ضباط الإدارة المدنية التابعة للاحتلال بصورة شفهية بقرار الاحتلال إيقاف العمل في الطريق الزراعية كون قسم منها مقام على المنطقة المصنفة C حسب اتفاق أوسلو المبرم مع السلطة الفلسطينية والذي يعطي الشرعية للاحتلال بإدارة المنطقة سواء من الجانب الإداري أو حتى العسكري .
من جانبه يعقب السيد أبو مصعب شتيوي(56عاما) نائب رئيس المجلس القروي لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ بدأنا العمل في الطريق قبل نحو شهرين بعد أن بذلنا جهوداً مضنية في الحصول على تمويل لشق هذا الطريق الذي لو كتب له ونفذ لخدم عشرات المزارعين وأنعش عدد كبير من الأراضي الزراعية المهددة بسبب اعتداءات المستوطنين، وبسبب صعوبة الوصول إلى أراضينا أصبحت تلك الأراضي شبة بور.’
و أضاف قائلا:
‘في البداية كان الطريق المقترح يصل إلى مسافة 5كم ولكن حرصاً منا على تجنب الاعتداءات المتوقعة من قبل جيش الاحتلال تم اختصار الطريق من 5كم إلى 2كم رغم أن تلك المنطقة التي سننفذ بها المشروع تقع ضمن المنطقة المصنفة B، ولكن بعد أن قطعنا مسافة 1كم في شق الطريق تم إيقافنا من قبل ما تسمى الإدارة المدنية حيث حسب إفادة احد ضباط الاحتلال أن المنطقة التي نعمل بها يقع قسم كبير منها ضمن المنطقة المصنفة C ، حيث أن تصريحات ضابط الاحتلال تتنافى مع المخططات والخرائط المتوفرة لدينا من قبل مديرية الحكم المحلي في قلقيلية والتي تبين أن المنطقة التي ينفذ بها المشروع مصنفة B، عندها قمنا بتقديم اعتراض من خلال مكتب الارتباط المدني الفلسطيني على ذلك وبعد أسبوع سمح لنا بالعمل في الطريق وفق شروط محددة وهي عدم تجاوز المنطقة المصنفة B حسب المخططات التي بحوزتهم ورغم ذلك وبعد استئناف العمل بيوم واحد جاء جنود الاحتلال و أمروا المقاول بإيقاف العمل وسحب آلياته فوراً من المكان دون أي مبرر. ‘
تجدر الإشارة إلى أن سياسة إغلاق الطرق الزراعية المحيطة بالقرية من قبل الاحتلال الإسرائيلي أصبحت عادة يمارسها الاحتلال الذي يعتبر كل مواطن وبيت في القرية هو عدو لهم وتهديد لأمن مستعمراتهم في المنطقة، بذلك تعتبر عملية إغلاق الطرق المحيطة بالقرية إحدى الوسائل الإستراتيجية التي يستخدمها الاحتلال للتضييق على سكان القرية.
يشار في نفس السياق أن قرية كفر قدوم تتعرض بشكل مستمر إلى حملة اعتداءات توصف بالشرسة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال على حد سواء، والتي تتمثل في عمليات اقتحام القرية بشكل متكرر خاصة من قبل أفراد جنود الاحتلال حيث يعيثون في الأرض خراباً و يقتحمون بيوت القرية بشكل دوري بهدف التنكيل بأصحاب منازل القرية بحجة حماية ‘امن المستوطنين’ في المستوطنات المجاورة، وموازاة ذلك يقوم المستوطنون بشن حملة اعتداءات واسعة على المزارعين أثناء تواجدهم بأراضيهم الزراعية لفلاحتها أو قطف ثمارها خاصة خلال موسم الزيتون، هذا ويعتبر موسم الزيتون في قرية كفر قدوم موسماً دامياً يشهد العديد من الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين بحق الشجرة المباركة والمزارعين في القرية بهدف ثنيهم عن الوصول إلى أراضيهم الزراعية، حيث تتم هذه الاعتداءات بالتنسيق وبحماية من جنود الاحتلال الإسرائيلي الذي يوفر لهم الحماية والتشجيع لمزيد من التخريب و الدمار، ففي موسم الزيتون الماضي شهدت المنطقة حملة شرسة من قبل المستوطنين تمثلت بالاعتداءات على المزارعين من خلال قيام المستوطنين بتشكيل عصابات مسلحة هدفها الأساسي مهاجمة المزارعين والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، بالإضافة إلى سرقة ما بحوزتهم من الآلات الزراعية، علاوة على رش أشجارهم بمادة غريبة تقتل نمو الأشجار، هذا بالإضافة إلى تقطيع وحرق اكبر قدر ممكن من أشجار الزيتون المثمرة، كذلك قيام المستوطنين بوضع الكرفانات المتنقلة بطريقة عشوائية في أحواض اودله شرق قرية كفر قدوم تمهيداً لمصادرتها في المستقبل.
من هذا المنطلق ليس غريبا أن يقوم جيش الاحتلال بإغلاق الطرق الزراعية أو منع شقها من الأساس، فهو يعلم أن هذا الطريق هو فقط لخدمة الأراضي الزراعية وأشجار الزيتون المتناثرة في أرجاء القرية، ولكنه يوقن في الوقت ذاته أن عليه توفير البيئة المناسبة لقطعان المستوطنين ليعيثوا في الأرض فساداً وتدمير وقطع الأشجار بهدف ابتلاع اكبر قدر مستطاع من الأراضي الزراعية لصالح توسعة مستوطناتهم التي باتت تشكل حزام يحيط بقرية كفر قدوم يقطع أوصالها ويحرمها من خطة مستقبلية لتطورها والنهوض بالبنية التحتية فيها.
[1] المصدر : وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.