الانتهاك: حرق عشرات الدونمات الزراعية.
الموقع: حوض أم القبا/ الأغوار الشمالية.
تاريخ الانتهاك: 15 /05/2010
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضرره: المزارعين في الأغوار الشمالية.
تقديم:
تتعرض الأغوار الفلسطينية منذ احتلالها عام 1967م إلى هجمة شرسة ومزدوجة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين المنتشرين على أكثر من 21 مستوطنة وبؤرة استيطانية على امتداد الأغوار الفلسطينية يسلبون أخصب الأراضي الزراعية تحت تهديد السلاح وبأوامر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال الإعلان عن المنطقة منطقة عسكرية مغلقة.
فمنطقة الأغوار التي اصطلح على تسميتها سلة الغذاء في فلسطين يحرم من بقي متمسكاً بأرضه من أبسط الخدمات، وتتخذ إجراءات عقابية ضده لأقل الأسباب بحيث منع أصحابها الحقيقيين من زراعتها واستغلال مراعيها ومياهها أو حتى مجرد بناء بيت بسيط من الخشب و الخيش وسقف من صفيح يقي أصحابه حر الصيف وبرد الشتاء، وحتى المراعي يمنع من استغلالها تحت أسباب يسميها الاحتلال أمنية من خلال الإعلان عن 46%من مساحة الأغوار مناطق عسكرية مغلقة أو مناطق مزروعة بالألغام الارضيه.
تجدر الإشارة إلى أن اعتداءات جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين لم تقف عند حد مصادرة الأراضي ومنع أصحابها من استغلالها بشتى الطرق والوسائل بل تعدى ذلك إلى إحراق الأراضي الزراعية بهدف إتلافها وبالتالي قطع الفرص على أصحابها باستغلالها ثانية، حيث يندرج ذلك ضمن حملة الاحتلال الصيفية ضد الوجود الفلسطيني في الأغوار، وذلك بإشعال مزيداً من النيران في الأراضي الفلسطينية، على أمل إنهاء هذا الوجود في هذه المنطقة، وبالتالي يسهل السيطرة الإسرائيلية عليها.
تفاصيل الانتهاك:
في الخامس عشر من أيار 2010 كانت الأغوار الشمالية على موعد جديد من سلسلة الحرائق التي ينفذها الاحتلال في المنطقة بالتزامن مع بداية فصل الصيف من كل عام ، حيث أقدم الاحتلال الإسرائيلي على إحراق العشرات من الدونمات الزراعية في منطقة أم القبا شرق واد المالح في الأغوار الشمالية أثناء عملية التدريبات العسكرية وإطلاق القنابل المضيئة في السماء والتي يجريها الاحتلال الإسرائيلي بشكل دوري في المنطقة بحجة التدريبات وحراسة الحدود في المنطقة، مما أدى ذلك إلى إتلاف عدد كبير من الأراضي الزراعية والمراعي والتي منع أصحابها بالأصل من استغلالها بحجة الإعلان عن تلك المنطقة منطقة عسكرية مغلقة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ليس لشيء سوى لهدف تهجير أصحاب تلك الأراضي وضمها في المستقبل لصالح نفوذ التوسع الاستيطاني، والتي كانت هي في السابق مصدر دخل كثير من العائلات البدوية التي تقطن المنطقة بحيث يستغلونها بالزراعات الحقلية ورعي الماشية فيها.
يذكر أن عملية حرق الأراضي الزراعية قوبلت باستهتار واستخفاف قيادة جيش الاحتلال بالأمر رغم مناشدة أهالي المنطقة للسماح لهم بالدخول و إطفاء الحريق، إلا أن جيش الاحتلال ماطل بالسماح بدخول سيارات الإطفاء مما أدى إلى انتشار النيران على مساحات واسعة من القش اليابس في الأراضي الزراعية المستهدفة.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي مع بداية موسم الصيف في كل عام يعمد إلى إجراء تدريبات مكثفة في المناطق الرعوية وفي الأخص المناطق التي يتم تمهيدها للزراعة من قبل سكان الأغوار في فصل الربيع تمهيداً لزراعتها في الصيف، حيث يتفاجىء المزارعون الذين ينتظرون موسم الحصاد بفارغ الصبر مع بداية موسم الصيف بقيام آليات الاحتلال في تسوية الأراضي الزراعية التي تم إعدادها للزراعة ضاربين بذلك موسم الزراعة ورعي الماشية في المنطقة وبالتالي القضاء على مصدر دخل الكثير من الأسر البدوية التي تقطن في الأغوار الفلسطينية، عدا عن الحرائق التي يفتعلها الاحتلال هنا وهناك حيث في كل مرة يحدث بها حريق بسبب فعل تلك التدريبات فان جيش الاحتلال يبرر ذلك بسبب موجة الحر وذلك بهدف التستر عن نواياه المتمثلة بتهجير السكان من المنطقة.