الحدث: إخطار 35 منشأة سكنية و 33 منشأة زراعية بالإخلاء.
المكان: خربة الفارسية في الأغوار الشمالية شرق طوباس.
الزمان: 27 حزيران 2010م.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: أكثر من 103 فرداً منهم 62 طفلاً من خربة الفارسية.
تقديم :
خربة الفارسية في قلب الأغوار الشمالية الفلسطينية كانت على موعد متجدد ضمن مسلسل الاعتداءات الاسرائيلية بحق سكان الأغوار التي كانت وما زالت محط أنظار واهتمامات الاحتلال الإسرائيلي الذي كرس إمكانياته المختلفة في طرد أهالي الأغوار الشرعيين وابتلاع كامل أراضي الأغوار خدمة لمصالحهم التوسعية العنصرية.
فكل شبر وحجر في خربة الفارسية يعكس مدى همجية الاحتلال ويعبر عن الظروف التي يعيشها هؤلاء السكان الذين يعيشون حياة بسيطة تخلو من مقومات الحياة الأساسية حيث يعتبر الخيش والخشب مصدر بيوت لهم وتربية المواشي والأغنام مصدر غداء ورزق لديهم يجابهون حر الصيف وبرد الشتاء في ظروف قاسية لا يتحملها أي إنسان عادي، تحت ظروف احتلال ظالم لا يرحم الإنسان والحيوان وحتى الحجارة، فهو لا يتردد لحظة واحدة في قمع السكان في المنطقة من طرد ومصادرة أغنامهم ومصادرة مياههم التي حرموا من الحصول على الحد الأدنى منها دون أي مبرر يقبله القانون الإنساني.
أهالي خربة الفارسية بتضحياتهم وبقائهم على أراضيهم التي ورثوها أباً عن جد ويمتلكون من الوثائق الرسمية وأوراق الطابو صادرة في عهد الحكم الاردني ما يثبت ملكيتهم للمنطقة التي استغلوها بالزراعة جيل بعد جيل حتى الوقت الحاضر ورغم تهجير قسم كبير منهم من قبل الاحتلال فإن ما تبقى منهم يعتبر بمثابة شوكة في حلق الاحتلال الذي يسعى إلى تهجيرهم بشتى الطرق والوسائل بهدف إفراغ المنطقة لصالح توسعة المستعمرات القائمة بصورة غير شرعية في المنطقة، فالاحتلال اتبع عدد من الوسائل لتهجير السكان من خلال زرع المنطقة بالألغام الأرضية والإعلان عن قسم كبير منها منطقة عسكرية مغلقة ومن خلال هدم عدد كبير من المنشآت بحجة البناء بدون الحصول على الترخيص من قبل الاحتلال كون المنطقة مصنفة C من اتفاق أوسلو والموقع مع السلطة الفلسطينية عام 1993م، حيث أن الاحتلال فعلاً ألغى هذا الاتفاق الأصل ولكنه يتمسك بالبند الذي يتعلق بسيطرته على المنطقة المصنفة C التي يتخذها مبرر لهم في إخطار وهدم البيوت في الضفة الغربية.
تفاصيل الانتهاك:
ففي خربة الفارسية أقدم جيش الاحتلال على اقتحام التجمع البدوي مجدداً في 27 من شهر حزيران 2010 حيث سلم 10 عائلات من الخربة إخطارات بإخلاء المنطقة خلال 24 ساعة وإلا كان مصيرهم الطرد والتهجير من المنطقة بالكامل ليس لسبب يذكر سوى أنهم حسب ادعاء الاحتلال يتواجدون في منطقة عسكرية مغلقة رغم أن أهالي المنطقة يمتلكون وثائق تثبت ملكيتهم لأراضي المنطقة من قبل وجود الاحتلال.
يشار إلى انه بالإخطارات الجديدة سوف يجد أهالي خربة الفارسية أنفسهم أمام تحديين جديدين كلاهما مر فإما تفكيك خيامهم والهجرة من أراضيهم وبالتالي تهجير ما يزيد عن مئة مواطن بينهم اكثر من 60 طفل، أو البقاء في المنطقة وجعلهم عرضة للترحيل وهدم منشآتهم في أي لحظة. الجدول التالي يبين معلومات عن المخطرين في خربة الفارسية و بعض المعلومات عنهم:
الرقم |
اسم الموطن المتضررين |
عدد المنشآت السكنية |
عدد المنشآت الزراعية |
عدد أفراد العائلة |
عدد الأطفال دون 18 |
ملاحظات |
1 |
صالح سعد ضراغمه و عائلته |
4 |
6 |
17 |
13 |
|
2 |
محمد مصطفى عوض ضراغمه وعائلته |
3 |
4 |
11 |
7 |
|
3 |
ياسين جميل يوسف ضراغمه و عائلته |
5 |
4 |
14 |
9 |
|
4 |
فائق مصطفى احمد ضراغمه |
1 |
1 |
2 |
0 |
|
5 |
عادل احمد أبو عليان و عائلته |
3 |
2 |
5 |
3 |
|
6 |
حمد احمد محمد عوض و عائلته |
7 |
5 |
15 |
7 |
|
7 |
محمد احمد محمد عوض و عائلته |
3 |
2 |
4 |
2 |
|
8 |
زياد احمد صوافطه و عائلته |
2 |
2 |
9 |
5 |
تم ترخيص البركسات مسبقا من قبل الاحتلال / إخطار 7 |
9 |
حسن يوسف أبو عوده و عائلته |
4 |
3 |
11 |
7 |
|
10 |
عدنان سعد ضراغمه و عائلته |
3 |
4 |
15 |
9 |
|
المجموع |
35 |
33 |
103 |
62 |
|
المصدر: مركز أبحاث الأراضي – بحث ميداني مباشر
يذكر أن خربة الفارسية تقع في الجزء الشرقي من محافظة طوباس تحديداً في منطقة وادي المالح على بعد 20 كيلومترا عن مدينة طوباس، حيث تمتد أراضي الخربة من حاجز التياسير غرباً وحتى نهر الأردن شرقاً. ويبلغ عدد سكانها الآن 241 نسمة علماً بأن عددهم قبل الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967 كان يزيد عن الألف نسمة يعتمدون بشكل أساسي في حياتهم الاقتصادية على الزراعات الحقلية وعلى تربية المواشي. وينحدر أهالي الخربة من عائلات بشارات وضبابات وضراغمة من مدينة طوباس وبلدة طمون. ويسكن أهالي الخربة في بيوت من الشعر أو الزينكو.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حول قسم كبير من أراضي خربة الفارسية إلى مناطق عسكرية مغلقة بالإضافة إلى سيطرته على كافة عيون الماء المنتشرة في المنطقة لصالح مستعمرة ‘شيدموت مخولا’ ومستعمرة ‘مسكيوت’ التي تشهد انتعاشاً ملحوظاً بسبب سرقة ماء المنطقة، علاوة على ما تقدم حوّل الاحتلال الجزء الشرقي من أراضي خربة الفارسية إلى مناطق ألغام تشكل تحديداً جديداً لأهالي المنطقة، الذي بات وجودهم في المنطقة يشكل خطراً حقيقياً لهم في ظل غياب القوانين والأعراف الدولية التي تحظر تحويل المناطق السكنية والزراعية إلى مناطق عسكرية ومناطق مزروعة بالألغام، حيث أن الاحتلال الإسرائيلي يعتبر نفسه فوق القانون الدولي.[1]
صورة 2+3: الفارسية منطقة مغلقة عسكرياً – طوباس
[1] المصدر: عارف ضراغمة رئيس تجمع البدو في واد المالح