الحدث: إخطارات بترحيل عدد من سكان خربة الرأس الأحمر.
المكان: خربة الرأس الأحمر شرق محافظة طوباس.
الزمان: 6 من شهر حزيران 2010م.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضرره: عدد من السكان البدو في خربة الرأس الأحمر.
الانتهاك:
في صباح يوم الأحد السادس من شهر حزيران الحالي اقتحمت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي تجمع السكان البدو في خربة الرأس الأحمر الواقعة في الأغوار الشمالية ( 8 كم شرق محافظة طوباس)، حيث سلم جيش الاحتلال عدد من السكان البدو إخطارات تجبرهم من خلالها على الرحيل من المنطقة بحجة وقوعها ضمن ما يسميه الاحتلال الإسرائيلي بمنطقة عسكرية مغلقة، كما سلم أوامر لعائلات من عاطوف، حيث أمهل الاحتلال السكان البدو ثمانية أيام كحد أقصى للرحيل من المنطقة، و ألا سيصبح مصيرهم مثل مصير عدد كبير من السكان البدو في خربة الرأس الأحمر و الخرب البدوية المجاورة والتي شهدت أعمال تخريب متعمد من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لمعظم المنشات الزراعية و السكنية فيها و المصنوعة من الخشب و الخيش تحت أسباب أمنية أو وقوع بيتهم البسيطة ضمن المنطقة التي يصفها الاحتلال الإسرائيلي منطقة عسكرية مغلقة .
الجدول التالي يبن معلومات عامة عن المواطنين المخطرين بالرحيل و بعض المعلومات عن منشاتهم المتضررة:
الرقم |
اسم المواطن المتضرر |
عدد أفراد العائلة |
الأطفال دون سن 18 عام |
نوع المنشاة |
المساحة |
1 |
جمعة خضر فياض بني عوده |
8 |
4 |
بركس زراعي , بيت من الخيش، طابون |
البركس:24م2
البيت: 15م2 |
2 |
أياد مصطفى عبد الرازق بني عوده |
5 |
2 |
بركس زراعي ، بيت من الخيش |
البركس:18م2
البيت: 14م2 |
3 |
محمد خضر فياض بني عوده |
7 |
4 |
بركس زراعي , بيت من الخيش، طابون |
البركس:28م2
البيت: 14م2 |
4 |
مصطفى عبد الرزاق صالح بني عوده |
9 |
4 |
بركس زراعي ، بيت من الخيش |
البركس: 2م2:
البيت: 18م2 |
5 |
عبدالله حسين عبدالله بشارات |
5 |
3 |
بركس زراعي ، بيت من الخيش ، طابون |
البركس: 14م2
البيت: 12م2 |
المجموع |
34 |
17 |
|
|
وفي 6 حزيران 2010 سلمت قوات الاحتلال مواطنين من قرية عاطوف أوامر ( تحذير بشأن إخلاء من منطقة مغلقة )، وعرف منهم: المواطن مجاهد جمعة فياض، والمواطنة أمينة بني عودة.
إخطارات 1-4: مرفق أوامر الهدم التي وجهت لأهالي عاطوف
يشار أن سكان خربة الرأس الأحمر يبلغ عددهم (18عائلة ) يقطنون بالقرب من سهل البقيعة شرق محافظة طوباس ، حيث أن هذا العدد قابل للزيادة أو النقصان بسبب أعمال التنقل و الهجرة الموسمية لهؤلاء البدو، حيث يعود أصولهم إلى بلدة طمون في محافظة طوباس و تعتبر الزراعة و رعي الماشية حرفتهم الأساسية و الوحيدة، و يعتبر الخشب و الخيش مصدر لبناء بيوتهم البسيطة و التي بالكاد تحميهم من حر الصيف و برد الشتاء ، حيث يعتبر العيش بكرامة و الاستقرار في المنطقة أملا لهم في تلك الحياة التي ورثوها أب عن جد ، حيث تبدا رحلتهم في بداية فصل الربيع من كل عام بحيث ينتقلون ضمن رحلتهم الموسمية من بلدة طمون إلى منطقة الرأس الأحمر الواقعة بالقرب من سهل البقيعة بحثا عن المياه و الطعام لهم و لأغنامهم التي تعتبر المصدر الأساسي للدخل لديهم ، حيث اعتادوا منذ عشرات السنين كغيرهم من التجمعات البدوية المحيطة بهم ( خربة يازرا، خربة عاطوف، ، خربة حمصه، خربة الحديدية، خربة الفارسية، عين حلوه، حمامات المالح، خربة سمرا وخربة الحمه) على التنقل بالمنطقة و استغلالها بالزراعة و رعي الماشية، إلى أن جاء ت ظلمة الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م و الذي وضع في صلب أولوياته السيطرة على غور الأردن بشكل تام باعتبارها بحسب الادعاءات الاحتلال حدود دولة الاحتلال الشرقية و التي بآي حال من الأحوال لا يمكن التنازل عنها في أي مفاوضات أو اتفاقيات مستقبلية، لذلك أعلن الاحتلال عن الأغوار منطقة عسكرية مغلقة و اتخذ عدد خطوات تكفل تهجير السكان الأصليين و السيطرة على كافة الموارد الأساسية فيها.
فخربة الرأس الأحمر كغيرها من الخرب و التجمعات البدوية في الأغوار الفلسطينية معظم منشاتها الزراعية و السكنية مخطرة بالهدم و الترحيل ضمن سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف لزرع الأغوار بالمستوطنات التي يزيد عددها في الأغوار عن 36 مستوطنة توفر فيها كافة الخدمات و الامتيازات و التي تتفوق بها عن كثير من نظيراتها من المستوطنات في الضفة الغربية من حيث المغريات و المحفزات و التسهيلات في السكن و الخدمات و إعفاء في الضرائب مع توفر المياه بكميات كبيرة لهؤلاء المستوطنين في المنطقة تعادل أضعاف حاجة الفلسطينيين من المياه ، في حين يحرم الفلسطينيين سكان الأغوار من الحد الأدنى من المياه الموجودة أصلا في أراضيهم بمنطقة الأغوار الفلسطينية حتى وصلت لدرجة حرمانهم من مجرد حفر بئر لجمع المياه تخدم بيوتهم بسيطة، كذلك استخدم الاحتلال كل الوسائل والأساليب من أجل مصادرة أراضي الأغوار وتهجير السكان بطريقة أو بأخرى ولم يدخر جهداً أو وسيلة في سبيل الاستيلاء على مساحات شاسعة من تلك المناطق، وهذه الأساليب كانت وما زالت تنتهجها سلطات الاحتلال في كل الأماكن التي احتلتها من فلسطين، ومن بينها الإعلان عن قسم كبير من أراضي الأغوار مناطق عسكريه اصطلح على تسميتها بالمناطق التي تحوي الألغام الأرضية أو المناطق المغلقة لأغراض التدريب العسكري، والتي باتت في مجملها تشكل 46% من مساحة الأغوار الفلسطينية، فالزائر إلى مناطق الأغوار يدهش بطبيعة المنطقة الاخاذه و لكنه لا يعلم المنطقة في محيطها- و بين ثناياها تحتوي على مناطق مزروعة بالألغام تهدد مصير أبناء المنطقة بالموت و الهلاك في أي لحظة بشكل يخالف الأعراف و القوانين الدولية التي تحذر زرع الألغام في المنطق المأهولة بالسكان.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض إجراءات صارمة تحول دون توسع و تطور الخرب و القرى الفلسطينية في منطقة الأغوار، لدرجة أنها أصبحت أشبة بالتجمعات البدائية تفتقد إلى الحد الأدنى من المقومات الأساسية للبقاء، فالاحتلال يطارد سكان الأغوار حتى في منازلهم البسيطة المصنوعة من القماش و الخشب فمعظم البيوت في الخرب و التجمعات البدوية مخطرة بالهدم في أي لحظة، كان الاحتلال يوجه رسالة لهم مفادها انه لا أمان لكم هنا في الأراضي التي تعيشون عليها منذ القدم، في حين أن حكومة الاحتلال تنفق ملايين الدولارات في سبيل نمو و تطور الاستيطان في الأغوار الفلسطينية في سعيه تهويد المنطقة بالكامل، بعد طرد معظم سكانها الأصليين في وضع يشبه سياسة الاحتلال التي مورست بحق الفلسطينيين عشية حرب عام 1948م. [1]
صورة 1 و صورة 2: منظر عام لسهل البقيعة
[1] المصدر: عارف ضراغمه- مدير مجلس مشاريع الخرب شرق طوباس