الانتهاك : مصادرة 4 مضخات مائية يستخدمها المواطنون للشرب ولري مزروعاتها والثروة الحيوانية.
التاريخ : 15 نيسان 2010م.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي / الوحدة المركزية للتفتيش.
الجهة المتضررة: المواطنون: فايق احمد صبيح، علي زهدي علي أبو محسن، طالب راضي عمر.
الموقع: خربة الفارسية والتي في الجزء الشرقي من محافظة طوباس تحديدا في منطقة وادي المالح على بعد 20 كيلومترا عن مدينة طوباس، حيث تمتد أراضي الخربة من حاجز التياسير غربا وحتى نهر الأردن شرقا. ويبلغ عدد سكانها الآن 241 نسمة علما بان عددهم قبل الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967 كان يزيد عن الألف نسمة يعتمدون بشكل أساسي في حياتهم الاقتصادية على الزراعات الحقلية وعلى تربية المواشي. وينحدر أهالي الخربة من عائلات بشارات وضبابات وضراغمة من مدينة طوباس وبلدة طمون. ويسكن أهالي الخربة في بيوت من الشعر او الزينكو.
وكانت تشتهر الخربة بوجود ينابيع المياه فيها وخصوبة تربتها مما أهلها لتكون نقطة جذب لكثير من مزارعي المنطقة ولتصبح مصدرا رئيسيا للغذاء لمناطق شمال الضفة الغربية.
صورة 1+2: توضح منظر عام لخربة الفارسية
تفاصيل الانتهاك:
في خطوة غير مسبوقة من قبل الاحتلال، أقدمت ما تسمى الإدارة المدنية التابعة للاحتلال الإسرائيلي في صباح يوم الخميس 15 نيسان 2010 على مداهمة المضارب البدوية التابعة لخربة الفارسية في الأغوار الشمالية، حيث شملت المداهمة أعمال تفتيش في بيوت المزارعين في الخربة ومن ثم مصادرة 4 مضخات ( مواتير) مائية يستخدمها عدد من أهالي خربة الفارسية لري مزروعاتهم وتوفير الاحتياجات المائية لهم وللثروة الحيوانية التي يمتلكونها.
جدول 1: يوضح الجدول التالي أسماء أصحاب المضخات ومعلومات عنهم:
الرقم |
اسم المتضرر |
عدد أفراد العائلة |
تكلفة المضخة بالشيكل |
عدد المضخات |
المضخات المائية المصادرة كانت تروي |
صورة عن الإخطار |
أشجار مروية بالدونم |
مزروعات خضار بالدونم |
رأس أغنام |
1 |
فايق احمد صبيح |
7 |
24,000 |
2 |
166 |
34 |
230 |
|
2 |
علي زهدي علي أبو محسن |
5 |
13,000 |
1 |
0 |
53 |
450 |
|
3 |
طالب راضي عمر |
9 |
14,000 |
1 |
0 |
40 |
120 |
|
المجموع |
21 |
51,000 |
4 |
166 |
127 |
800 |
|
بعد المصادرة …. تسلم أصحاب المضخات إخطارات المصادرة ؟!
دون سابق إنذار حضر جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى خربة الفارسية وصادر المضخات المائية التي تروي 166 دونماً من الأشجار المروية و127 دونماً من مزروعات الخضار، ويشرب منها 800 رأساً من الأغنام، جميعها فقدت مصدر المياه، والغريب في الأمر أنه بعد عملية المصادرة قام الاحتلال بتسليم أصحاب المضخات إخطارات خطية بمصادرتها، حيث أن هذه الإخطارات صادرة عن ما يسمى ((جيش الدفاع الإسرائيلي – الإدارة المدنية لمنطقة يهودا والسامرة – الوحدة المركزية للتفتيش))، والأمر نفذ حسب ما ذكر في الإخطار حسب بند 80 بشأن تعليمات أمن 1970 ‘ ضبط سلع’.
صورة 3+4: مزروعات الفارسية بات خطر الجفاف يتهددها بعد مصادرة مصدريّها وتُظهر الصور جبال الأردن القريبة
30 عاماً عمر هذه المضخات:
إن المضخات المائية المصادرة كانت تستخدم في سحب المياه من ما تعرف عين المالح الواقعة في واد المالح، والتي بدورها تعتبر شريان الحياة والمصدر الوحيد للمياه لأهالي خربة الفارسية القاطنين في واد المالح، حيث أن هذه المضخات المصادرة يتم استخدامها منذ أكثر من 30 عاماً لتغطية الحد الأدنى من حاجة سكان الخربة الذين يعتمدون على ما تبقى من أراض زراعية وفي تربية الماشية في حياتهم فهي حرفتهم الأساسية الوحيدة ولا يستطيعون العيش بدونها، علماً بأن أنابيب شركة ‘ميكروت’ التابعة للاحتلال الإسرائيلي والتي تسرق بدورها مياه الأغوار الفلسطينية لصالح المستوطنات المقامة تمر من وسط خربة الفارسية لتغذية مستوطنة ‘مخولا’ في حين يمنع أهالي الخربة القاطنين في واد المالح من الاستفادة ولو بجزء بسيط من هذه المياه رغم أنهم أصحاب المياه الشرعيين.
يذكر أن مصادرة مضخات المياه ستسبب في كارثة كبيرة لأهالي خربة الفارسية المهددة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بالزوال من خلال تحويلها إلى معسكرات لتدريب جيش الاحتلال أو إلى مناطق مغلقة عسكرياً، علماً بأن أهالي منطقة واد المالح المقامة عليها خربة الفارسية في تناقص مستمر نتيجة ممارسات الاحتلال العنصرية في حقهم. وأفاد السيد عارف ضراغمة مسئول لجنة المشاريع للخرب شرق طوباس لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ إن مصادرة المضخات المائية من مزارعي خربة الفارسية تمت بوجه غير قانوني حيث تمت مصادرتها بشكل مفاجئ بدون أي إنذار سابق رغم أنها لا تشكل أي مصدر خطر على هؤلاء المستوطنين، فالمخزون المائي الحقيقي تم مصادرته من قبل الاحتلال، وأما المياه التي تسير في عين المالح فهي عبارة عن مياه موسمية مصدرها الأمطار، وهي بالأصل شحيحة يستخدمها أهالي خربة الفارسية من خلال تلك المضخات التي تمت مصادرتها على أمل إنقاذ ما تبقى من أراض زراعية وثروة حيوانية في المنطقة فالاحتلال الإسرائيلي لم يدع أهالي خربة الفارسية ولو للحظة واحدة وشأنهم تارة يعتدون على رعاة الماشية وتارة أخرى يتلفون المحاصيل الزراعية حتى البيوت البسيطة أو ما تعرف بيوت الصفيح لم تسلم من الاحتلال الذي يقدم على هدمها أولا بأول، في حين البيوت الجاهزة والفلل داخل المستعمرات يسمح لها بالتوسع على حساب الأراضي الفلسطينية ويسمح لها بمصادرة المياه بدون وجه حق، بينما أراضينا وبيوتنا تحرم علينا بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة أو لأنها منطقة تدريب لجيش الاحتلال الإسرائيلي.’
كما أفاد السيد محمد صلاحات من محافظة طوباس لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ لقد خاطبنا الاحتلال الإسرائيلي بهدف الحصول على توضيحات عن أسباب مصادرة المضخات المائية بعد 30 عاماً من عملها دون مسائلة من قبل الاحتلال وحتى هذه اللحظة لم يتم تزويدنا بأي مبرر من عملية المصادرة تلك وهذا يعكس استهتار الاحتلال ومماطلته وهذا يؤكد أن عملية المصادرة هي بالأصل غير قانونية، ونحن في محافظة طوباس في خطوة احترازية لإنقاذ أهالي خربة الفارسية قمنا بمخاطبة لجنة المشاريع في بردلا وعين البيضا للمساعدة في تزويد خربة الفارسية بالمياه وإلا سيكون الوضع كارثياً في المنطقة. ‘