وفي الصباح الباكر حضر جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى المسجد وحاولوا منع الصحفيين ووسائل الإعلام وأهالي القرية من دخول المسجد، بذريعة الكشف عن أسباب الحريق، وان السبب هو التماس كهربائي سبب هذا الحريق، وهذا يعتبر غطاءاً وتستراً على فعلة المستعمرين اليهود، حيث تكشف الصور المرفقة في هذا التقرير أن الحريق متعمداً وان الاستهداف هو المسجد.
استهداف أماكن العبادة … سياسة مبرمجة يتبعها المستعمرون بتواطؤ رسمي:
هذا وتأتي عملية إحراق المسجد ضمن سياسة مبرمجة من جانب قطعان المستوطنين برعاية وصمت وتواطؤ من مؤسسات الاحتلال وجيشه وقانونه الصُورّي والذي يهدف إلى تأجيج الصراع عشية ما يسمونه استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الفلسطيني ويظهر في نفس الوقت مدى استهتار الاحتلال بالقيم الدينية والإنسانية للآخرين علماً بأن الأديان السماوية تحرم المس والاعتداء على أماكن العبادة، وتنأى بها عن دائرة الصراع.
تتعرض المساجد في فلسطين تحديداً خلال الأعوام الثلاثة الماضية لحملات شرسة من قبل سلطات الاحتلال ومستوطنيها، ففي الأمس القريب تم إحراق مسجد ياسوف، وقبل شهر قام المستوطنون بمداهمة مسجد بلال بن رباح في وسط بلدة حوارة و قاموا بكتابة عبارات مسيئة للإسلام والمسلمين، وقبل نحو عام ونصف تقريباً قام المستوطنون بكتابة عبارات مسيئة للإسلام وللنبي محمد ‘ عليه السلام’ على جدران وبوابات مساجد قرى وبلدات النبي اليأس وجينصافوط و حوارة وكفر لاقف والفندق في شمال الضفة الغربية ومن ثم بعد ذلك أعلنت سلطات الاحتلال ضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة التراث اليهودي، وها هي اليوم تحرق مسجد اللبن الشرقية، بالإضافة إلى الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك؛ وذلك ضمن مسلسل متواصل تظهر فيه سلطات الاحتلال مدى استهتارها بالمقدسات الإسلامية والمسلمين.
يشار إلى أن الاعتداءات المتواصلة من قبل المستوطنين ليلاً ونهاراً سببها التواطؤ الرسمي مع المستعمرين اليهود، حيث تدعي تلك الدولة صون حرية العبادة، وتُخصص في حكومتها حقيبة وزارية لشؤون الأديان، لكنها عملياً توفر الغطاء القانوني، وتبيح وتشرّع الجريمة والعدوان وتُروّج لثقافة الحرق والتدنيس صبح مساء.
نبذة عن قرية اللبن الشرقية:
تقع قرية اللبن الشرقية في الجهة الجنوبية الغربية من محافظة نابلس، على بعد 20 كيلومترا جنوب مدينة نابلس، و تعتبر القرية آخر القرى الجنوبية في محافظة نابلس، حيث تحيط بالقرية عدة تجمعات وقرى فلسطينية وهي: الساوية وقريوت وعمورية وياسوف وسنجل وعبوين وسلفيت واسكاكا.
تبلغ المساحة الإجمالية للقرية نحو 12075 دونما، منها 150 دونما عبارة عن المخطط الهيكلي للقرية، بالإضافة إلى وجود 240 دونما عبارة عن أراضي سهلية تزرع بالخضار والحبوب على مدار العام، و 700 دونم خاضعة بشكل مباشر للنشاط الاستعماري على أراضي القرية و 200 دونم دمرت تحت طريق رقم (60) وما تبقى من أراضي فهي مزروعة باللوزيات و الزيتون والتين ( المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي).
توجد في القرية حمولتين رئيسيتين وهما: عوايسه وضراغمة، حيث يبلغ المجموع العام للسكان الان حوالي 2900 نسمة وتبلغ نسبة البطالة في القرية قرابة 51% بسبب إجراءات الإغلاق والحصار ومصادرة الأراضي. ويذكر أن 14% من السكان فقط يعملون في الوظائف الحكومية والخاصة وما تبقى يعتمدون على الزراعة كمصدر أساسي للدخل لديهم ( المصدر: المجلس القروي لقرية اللبن الشرقي).
النشاط الاستعماري في قرية اللبن الشرقية:
تتواجد على أراضي قرية اللبن الشرقية مستعمرتان تشكلان كابوسا مستمرا لأهالي القرية وهما مستعمرة معاليه ليفونا التي تقع في الجهة الجنوبية من القرية، بالإضافة إلى مستعمرة عيلي في الجهة الجنوبية الشرقية من القرية.
شرعت سلطات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى عام 2005 بإقامة حزام امني حول المستعمرة بحجة حماية امن تلك المستعمرة، مما أدى إلى مصادرة نحو 500 دونم من قرية اللبن الشرقية لصالح تلك المستعمرة، حيث كانت تلك الأراضي تزرع بالمحاصيل الموسمية والحبوب مما أدى إلى حرمان عشرات العائلات من مصدر دخلها الوحيد. هذا علاوة على المضايقات اليومية التي يسببها المستوطنون تحديدا خلال موسم قطف الزيتون والحرمان من الوصول إلى الأراضي المجاورة للمستعمرتين المذكورتين.