الانتهاك: تقطيع 40 شجرة زيتون باستخدام الآلات الحادة.
الموقع: منطقة البريص حوض 8- قرية بورين جنوب محافظة نابلس.
التاريخ: 23 شباط 2010.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة يتسهار الإسرائيلية.
الجهة المتضرره: أهالي قرية بورين الفلسطينية.
تفاصيل الانتهاك:
في فجر يوم الثلاثاء 23 من شهر شباط 2010 كانت قرية بورين على موعد جديد ضمن سلسلة اعتداءات المستوطنين التي لا حدود لها من حيث المكان و الزمان و ذلك من قبل مستوطنتي يتسهار وبراخا المقامتان على أراضي القرية، حيث كانت الضحية هذه المرة اشجار الزيتون المعمرة في منطقة البريص حوض (8) من أراضي القرية، والتي تعتبر بنظر الاحتلال رمزاً للبقاء ورمزاً للوجود الفلسطيني الذي يتحدى به أطماع الاحتلال في سرقة الأراضي الزراعية و تغيير المعالم على الارض عبر إقامة البؤر الاستيطانية بطرق عشوائية وممنهجة في شتى أرجاء الأراضي الفلسطينية في خطوة منهم لبسط نفوذهم وسرقة اكبر قدر مستطاع من تلك الأراضي باستخدام أساليب الخداع والتزييف.
صورة 1+2+3+4: الجهد الفلسطيني في سنوات يدمره المستوطن الإسرائيلي في دقائق
يشار إلى إن المستوطنين من مستوطنة ‘يتسهار’ فجر الثالث والعشرين من شباط استغلوا حالة منع التجول في قرية بورين والذي فرضه جيش الاحتلال بحجة البحث عن مقاومين فلسطينيين، حيث قام المستوطنون تحت جنح الظلام بالنزول من أعلى المستوطنة إلى منطقة البريص كما هو شائع تسميتها من قبل أهالي القرية، والتي تقع على بعد 100م من مستوطنة ‘يتسهار’، حيث قام المستوطنون بقطع وتخريب ما يقارب 40 شجرة زيتون مثمرة يقدر عمرها بنحو 60 عاماً وذلك باستخدام الآلات الحادة اليدوية، كذلك قاموا بسلخ لحاء تلك الأشجار حتى يصيبوه بأكبر ضرر ممكن ، مما أدى إلى إتلافها وتخريبها بالكامل.
الجدول التالي يبن معلومات عن المتضررين وعدد الأشجار التالفة لكل مواطن
الرقم |
اسم المواطن المتضرر |
عدد الأشجار التالفة |
الموقع |
1 |
منتهى عارف كامل نجار |
4 |
حوض البريص |
2 |
رهى عارف كامل النجار |
3 |
حوض البريص |
3 |
سهيل قاسم النجار |
25 |
حوض البريص |
4 |
معروف كامل النجار |
5 |
حوض البريص |
5 |
فاطمه كامل النجار |
3 |
حوض البريص |
المجموع |
40 |
|
في مقابلة باحث مركز أبحاث الأراضي مع المواطن سهيل قاسم عارف ( 62 عاماً) ، أفاد بالتالي:
(( هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على نفس القطعة من الارض في المنطقة من قبل هؤلاء المستوطنين، فخلال موسم الزيتون العام الماضي تم إحراق 3 دونمات في نفس المنطقة، و قبل 4 سنوات تم تقطيع مايزيد عن 50 شجرة زيتون، نحن نعاني من معضلة كبيرة تحرمنا من الاستفادة من أراضينا الواقعة في تلك المنطقة بدون أي مبرر يذكر، فنحن منذ تأسيس المستوطنة ونحن نعاني من اعتداءات منظمة ومتكررة من قبل المستوطنين أدت في النهاية إلى تحويل العشرات من الدونمات الزراعية في القرية إلى أراضي بور قاحلة حرم المزارعين من الاستفادة منها، حيث أن هذه الأراضي كانت مصدر دخل لتلك الأسر ومصدر للخضار والحبوب تكفي حاجة القرية برمتها، علاوة على ذلك صادر المستوطنون من أراضينا المئات من الدونمات لصالح توسيع مستوطنتي’ براخا و يتسهار’ و شق الطرق الالتفافية المؤدية إليهما على حساب أراضي وأهالي القرية، هذا بالإضافة إلى تلك العصابات التي تشكل من قبل المستوطنين والتي تهدف إلى مهاجمتنا في بيوتنا ليلاً ونهاراً تحت حماية وحراسة جنود الاحتلال، والتي أدت في النهاية إلى استشهاد عدد كبير من أبناء القرية ، كما يقومون بسرقة الأغنام وال مواشي و محاصيل المزارعين في القرية علاوة على إحراق المئات من اشجار الزيتون ، لقد تقدمنا بعشرات الشكاوي إلى شرطة الاحتلال حول خروقات المستوطنين و لكن دون فائدة إلى الآن ، ورغم ذلك فنحن صابرون وباقون على الأرض وأملنا بالله كبير بعدما فقدنا الأمل بالشعوب في إنقاذنا من المصيبة والكابوس الذي نعيشه ليلاً ونهاراً)).
خسارة كبيرة:
من جهة أخرى يؤكد علي عيد رئيس مجلس قروي بورين لباحث مركز أبحاث الأراضي تراجع وتناقص موسم الزيتون بالقرية، وذلك نتيجة لاعتداءات المستوطنين المتكررة على الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
وأوضح عيد: ‘ كل سنة عن سنة الوضع يزداد سوءً، لقد تم تقطيع 1750 شجرة العام الماضي، وتم تقطيع وقلع 3500 شجرة زيتون عام 2008م ، والقرية شهدت استهدافاً مباشراً منذ احتلال إسرائيل لها، لأراضيها وأشجارها وأهلها، حيث خسرت ما بين 14-17 ألف شجرة زيتون وتين ولوز منذ الانتفاضة الأولى، وتم اقتلاع أكثر من 9 آلاف شجرة زيتون منذ بداية انتفاضة الأقصى’.
عائلة صوفان واعتداءات المستعمرين:
إن الاعتداءات الاستيطانية لا تقتصر على الأرض فقط والأشجار، فالمستوطنين يحاولون جاهدين تهجير سكان القرية، ويمنعون الفلسطينيون من البناء على أرضهم بحجة وقوعها في المناطق المصنفة C، فمنزل المواطنة أم أيمن صوفان منذ أحداث انتفاضة الأقصى إلى اليوم يعد شاهداً حياً على اعتداءات المستوطنين المستمرة، حيث إن منزل المواطنة حنان صوفان يعد اقرب المنازل في قرية بورين إلى مستوطنة ‘يتسهار’ على بعد 25 متراً فقط من الشارع الرئيسي المؤدي للمستوطنة في قرية بورين جنوب نابلس، حيث تعرض أهالي المنزل في السابق خلال عام 2002م إلى هجوم من قبل المستوطنين برفقة عشرات الكلاب وحطموا كل محتويات المنزل وأشعلوا النار فيه، وتوفي رب العائلة حينها بجلطة حادة وهو يرى الحريق والخراب والتنكيل بأولاده أمام عينيه دون أن يتمكن من مساعدتهم.
ومنذ ذاك اليوم اعتداءات المستوطنين مستمرة على العائلة، ففي فجر يوم الخميس 7 كانون ثاني عام 2010 قام عشرات المستوطنين بقطع 18 شجرة من الزيتون الكبير ‘الروماني’ في منطقة عين الجريني الواقعة في المنطقة الشرقية من بورين المجاورة لمنزل لعائلة، حيث إن كل شجرة زيتون تنتج سنوياً ما يقارب 30 كغم من زيت الزيتون مما يعد خسارة للعائلة، سيما وانه الدخل الرئيسي لها بعد وفاة رب الأسرة.
يشار إلى أن سياسة إسرائيل الاستيطانية تنتهج سياسة التهجير، فكل المؤشرات تؤكد على ذلك، واستهدافهم للحجر قبل البشر في اعتداءاتهم، ولا يوفرون فرصة لتكبيد الفلسطينيين اكبر خسارة في خطوة لتهجيرهم من المنطقة لصالح توسيع المستوطنات.