الانتهاك: إغلاق مدخل سوق اللبن والمؤدي إلى باب الخان وحي السهلة.
الموقع: البلدة القديمة في مدينة الخليل.
تاريخ الانتهاك: الحادي عشر من شباط 2010.
الجهة المعتدية: سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: أهالي البلدة القديمة عامة والقاطنين في حي السهلة والخان واللبن خاصة.
استمراراً لسياسة خنق مدينة الخليل القديمة أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الحادي عشر من شباط 2010 المدخل المؤدي من سوق اللبن إلى باب الخان وحي السهلة في البلدة القديمة من مدينة الخليل بهدف تقطيع أوصالها.
صورة 1+2 : الجدار الحديدي الذي وضعه الاحتلال في سوق اللبن
وأفادت مصادر في لجنة إعمار الخليل، أن جنود الاحتلال قاموا بإغلاق المدخل المذكور إغلاقاً تاماً بالصفائح الحديدية، وبدون إبداء أي أسباب، أو إنذارات مسبقة .وبهذا الإغلاق الجديد تكون سلطات الاحتلال قد رفعت من عدد المداخل والشوارع المغلقة في قلب المدينة، والتي قدرت بأكثر من ( 112 ) حاجزاً وبوابة حديدية وسدة ترابية، قبل إغلاق المدخل الجديد، وتعمل هذه الحواجز على تقطيع أوصال البلدة القديمة، وتعيق التواصل السكاني الاجتماعي، فضلاً عن الحركة التجارية التي أصبحت شبه معدومة في أسواق البلدة القديمة.
البلدة القديمة … حرمان ومنع حرية الحركة والتواصل بين البلدة القديمة:
تحيط بمدينة الخليل 2 (H2) العديد من نقاط التفتيش والحواجز العسكرية الثابتة بالإضافة إلى الطرق المغلقة بالمربعات الإسمنتية والأتربة. وتعيق جميع هذه الحواجز الحركة داخل أحياء المدينة المقطعة كما تعيق الحركة لمن يريد الخروج إلى الاجزاء الأخرى من مدينة الخليل 1 (H1) . كما لا يستطيع المزارعون من خارج المدينة من الوصول إلى أسواق البلدة القديمة، خصوصاً سوق الخضار المغلق منذ عام 2000، بالإضافة إلى سوق الذهب القديم وسوق اللبن والجلود وغيرها من الأسواق التي كانت تعج بالنشاط التجاري سابقاً. وهي مخنوقة بأكثر من 112 نوعاً من الحواجز والاغلاقات والبوابات والأبراج العسكرية المنتشرة في جميع مناطق الخليل 2. وتعيق هذه الحواجز الحركة عبر شارع الشهداء أو عبر ‘ طريق المصلين’.
وبعد الإغلاق الأخير حرمت سلطات الاحتلال التواصل والحركة ما بين سوق اللبن وسوق القزازين والأحياء الأخرى خلف الجدار الحديدي، وحرمت كذلك المواطنين من عائلة الرجبي والمتواجدين خلف البوابة الحديدية من سهولة الوصول إلى سوق اللبن للخروج من البلدة القديمة باتجاه المناطق الأخرى، فبعد أن كانت المسافة تستغرق حوالي الخمس دقائق، أصبحت الآن تستغرق ما يقارب النصف ساعة وتضطرهم للمرور عبر الأحياء المجاورة للحرم الإبراهيمي، والتي تحوي العديد من نقاط التفتيش والبؤر الاستعمارية التي تطوق المكان.
الاحتلال يتبع سياسة تهجير صامتة في البلدة القديمة:
والهدف الذي ترنو إليه سلطات الاحتلال من كل هذه الاغلاقات والمضايقات على أهالي البلدة القديمة من الخليل ، يتمثل في إفراغ المنطقة من ساكنيها الفلسطينيين، لتتوسع بؤرة ‘ ابراهام افينو ‘ والبؤر الاستعمارية الأخرى مكانهم، إذ تقوم سلطات الاحتلال بالتضييق على المواطنين هناك لتضطرهم على مغادرة منازلهم ومحلاتهم التجارية.
إن المار بأسواق البلدة القديمة من الخليل يلاحظ الانخفاض في حركة المواطنين تدريجياً لدى اقترابه من سوق اللبن، فلدى مرورك بسوق ‘ خزق الفار ‘ باتجاه سوق اللبن، تأخذ حركة المواطنين بالتلاشي، إلى أن تصبح شبه معدومة في المكان كل ذلك بسبب سياسة الاغلاقات التي اتبعتها سلطات الاحتلال في البلدة القديمة.
وفي سوق اللبن ذو المدخل المغلق حديثاً، أفاد ابو نضال الجبريني، صاحب المحل التجاري الوحيد المفتوحة أبوابه في السوق بالتالي: ‘ إن ممارسات الاحتلال السابقة في البلدة القديمة حرمت أصحاب المتاجر من فتح محلاتهم، وبعد إغلاق المدخل الجديد جعلت من محلي التجاري مكاناً للالتقاء بأصدقائي لا أكثر، نظراً لانعدام المتسوقين وخاصة ممن أصبحوا خلف الجدار الحديدي الجديد. ‘
يشار هنا أن سلطات الاحتلال كانت قد أغلقت مدخلاً آخراً من مداخل أسواق البلدة القديمة في العام 2002، بعد أن وضعت جداراً حديدياً على مدخل سوق الخضار المغلق من جهة سوق ‘خزق الفار ‘ لتفصل سوق ‘خزق الفار’ عن منطقة سوق الخضار وحي السهلة .
وفضلاً عن المضايقات التي شكلها هذا الجدار الحديدي من انعدام التواصل بين الأحياء السكانية في المنطقة، فقد اشتكى المواطنون من تجمع مياه الأمطار في فصل الشتاء خلف هذا الجدار، حيث تتجمع المياه من المناطق المجاورة باتجاه الجدار الحديدي، مما يؤدي إلى تسربها إلى داخل محلات المواطنين، وتغلق مدخل منزل عائلة نضال العويوي المقيم بالقرب من هذا الجدار.
مدينة الخليل وبلدتها القديمة[1]:
تعتبر مدينة الخليل الثانية في الضفة الغربية التي يسكن في قلبها اليهود بعد مدينة القدس العتيقة. ويبلغ عدد سكان مدينة الخليل 163,146 نسمة، وبلغت مساحة البناء لمدينة الخليل 23,873 دونماً، أما المساحة الإجمالية تبلغ 50,163 دونم ومن ضمنها مساحة الخليل القديمة والتي تسمى (H2) حسب اتفاقية أوسلو والتي تشكل مساحتها نسبة 20% من إجمالي مساحة مدينة الخليل ‘ 4,615’ دونم والتي تخضع بالكامل لسلطة الاحتلال. هذا وصادر الاحتلال من أراضي مدينة الخليل 2,240.6 دونماً لصالح الاستيطان، حيث يقع على أراضي مدينة الخليل 8 مستعمرات وبؤر استعمارية منها 5 بؤر استعمارية تتركز في البلدة القديمة ويبلغ عددهم أكثر من 600 مستعمراً يحرسهم أكثر من 1500 جندي، والبؤر هي:
أبراهام افينو ( سوق الخضار)، تأسست عام 1986، ويبلغ مسطح البناء 47.6 دونماً.
بيت رومانو ( مدرسة أسامة بن المنقذ سابقاً).
بيت هداسا ( الدبويا)، تأسست عام 1980، ويبلغ مسطح البناء 18.5 دونماً.
رمات يشاي ( تل الرميدة)، يبلغ مسطح البناء 65 دونماً.
الحي اليهودي تأسس سنة 1967، ويبلغ مسطح البناء 66.6 دونماً.
أما المستعمرات الأخرى والمقامة على أراضي مدينة الخليل:
كريات أربع، تأسست سنة 1972، ويبلغ مسطح البناء 1,173 دونماً، ويقطنها 6,605 مستعمراً.
خارصينا (رمات مامري)، تأسست سنة 1983، ويبلغ مسطح البناء 812 دونماً.
حاجاي، تأسست سنة 1984، ويبلغ مسطح البناء 57.5، ويقطنها 388 مستعمراً.
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.