في ظل اعتداءات المستعمرين على المزارعين الفلسطينيين، وخاصة مؤخراً، حيث موسم حراثة الأراضي وزارعتها، مزارع من السموع تعرض وأسرته لشتى أصناف الاضطهاد من قبل بضعة مستعمرين، استولوا على سفح جبل مجاور لأرضه وخيامه وكهوفه، لينغصوا حياة هذا المزارع، رغم أنها حياة بسيطة، إلا أنها في نظر صاحبها كانت هانئة وآمنة.
انه المواطن احمد شحدة أبو عواد من بلدة السموع جنوب محافظة الخليل، في الخمسينات من العمر، ورب أسرة تتكون من عشرة أفراد، أربعة منهم مرضى، ويملك حوالي 200 رأس من الأغنام، هي رأس ماله ومصدر قوت عياله، حسب روايته فهو يستأجر حوالي( 300 دونماً) من الأراضي الزراعية من مالكيها لزرعها، والرعي فيها بأغنامه، وكان يقيم وأسرته في هذه الأرض، ويسكن في الخيام والبركسات، وتأوي الكهوف والحظائر الحجرية أغنامه … إلى أن دار بهم الزمان … وظهرت ‘ اسعل ‘ لتذيقهم المرار … فاسعل هي اسم المستعمرة التي أقامها المستعمرون قبالة ارض ومساكن أبو عواد، وتحديداً في منطقة ‘ خلة عْجوم ‘ جنوب بلدة السموع.
أبو عواد سرد لباحث مركز أبحاث الأراضي قصة معاناته مع مغتصبي الأرض، فيقول منذ قدوم مستعمرة ‘اسعل ‘ إلى المكان سنة 2004، بدا المستعمرون في مضايقتنا، فتارة يطاردون أغنامنا، وتارة أخرى يقتحمون خيامي ويرعبون أسرتي، وفي العام الماضي، طارد المستعمرون أغنامي، واخذوا بضربها بالعصي مما أدى إلى نفوق أربعة منها.
وأضاف أبو عواد أن المستعمرين قاموا أيضاً بإلقاء الحجارة في بئر المياه الذي يسقي أغنامه منه، وأضاف ،’ في العام الماضي وفي شهر تموز قام المستعمرون بربط احد الرعاة ويدعى ‘ مدحت أبو كرش ‘ في عمود كهرباء وانهالوا عليه بالضرب مما أدى إلى إصابته بجروح ورضوض، فقام الجريح برفع شكوى لدى شرطة الاحتلال على المستعمرين الذين ضربوه، وعندما علم المستعمرون بالشكوى هاجموا خيام أبو عواد وكهوفه وأشعلوا النار في إحدى الخيام وسرقوا بعض أغراضه وأخذوها إلى مستعمرة ‘ اسعل ‘ ، فيما قام المستعمرون بهدم حظائر أغنامه، وهدم الكهوف التي تأوي أغنامه.
صورة 3+4 : جانب من أراضي أبو عواد
وأشار أبو عواد أن اعتداءات المستعمرين هذه دفعته إلى ترك مكان سكناه بعد أن سكنها طيلة 15 عاماً، أي قبل قدوم المستعمرة بحوالي عشر سنوات، فعاد أبو عواد إلى بلدة السموع ، إلا انه لا زال يعاني من اعتداءات المستعمرين وجنود الاحتلال لدى محاولته الوصول إلى الأرض التي استأجرها من اجل زراعتها، وكان آخر هذه المضايقات مطلع الموسم 2010 حين تصدى له المستعمرون واجبروا سائق الجرار الزراعي على مغادرة المكان، إلا أن أبو عواد وبعد جهد جهيد، تمكن من حراثة وزراعة القسم غير المطل على المستعمرة ، خوفاً من اعتداء المستعمرين عليه.
صورة 5+6 : آثار هدم كهوف أبو عواد
أما أم محمد زوجة احمد أبو عواد، فحدثتنا والحنين يراودها للعودة إلى تلك الكهوف والجبال التي سكنتها طيلة 15 عاماً، إلا أن اعتداءات المستعمرين لم تفارق مخيلتها، فسردت قصة اقتحام المستعمرين لخيامهم في موسم الحصاد، بعد أن كانت أم محمد وأولادها قد غادرت الخيمة للحصاد، فاقتحمها المستعمرون وكسروا ما بداخلها، ثم طردوها وأولادها، الأمر الذي أدى بابنها المريض موسى (11 عاماً) إلى الوقوع في الحفر والأشواك مما إلى إصابته بجروح، وأصابته بالهلع وما يشبه العقدة النفسية، فلدى سؤالنا لموسى ‘ هل تود العودة إلى خلة عجوم؟ ‘ أجاب : ‘ لا لأن المستوطنين سيقتلوننا ‘.
نبذه عن مستعمرة ‘اسعل ‘ :
هي عبارة عن تجمع استعماري لحوالي عشرة بيوت استعمارية متنقلة على سفح جبل بمنطقة ‘ خلة عجوم’ جنوب بلدة السموع، يحرسها جنود الاحتلال على مدار الساعة، أقيمت في العام 2004 تقريباً، على أراضي مواطنين من عائلة ‘ أبو الكباش ‘ من بلدة السموع ، يحظر جنود الاحتلال على المواطنين من أصحاب الأراضي المقامة عليها المستعمرة دخولها قطعياً، وتسيطر المستعمرة على حوالي 150 دونماً سيطرة تامة يمنع الدخول إليها، لا يحيط ‘باسعل أي أسلاك شائكة أو أسوار، مما يدل على نية التوسع على أراضي المواطنين.