الانتهاك: هدم منشآت زراعية وسكنية في خربة طانا.
تاريخ الانتهاك: 10 كانون ثاني 2010.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: المزارعين في خربة طانا شرق بلدة بيت فوريك في محافظة نابلس.
تعريف بخربة طانا:
خربة طانا، القرية البسيطة التي تتناثر بيوتها البدائية على أطراف الجبال، والتي يعيش المزارعون الفلسطينيون بها حياة بسيطة حيث يتخذون من سفوح الجبال والأودية مقراً لهم في بداية انحدار نحو غور الأردن لتطل عليه وعلى الأردن.. بيوت من الصفيح والحجارة والطين وأخرى من الشعر.. وآخرون اتخذوا الكهوف منازل لهم.
الحياة في طانا بسيطة وبدائية فلا كهرباء ولا شبكة مياه، وبطبيعة الحال لا تتوافر شبكة الاتصالات، حتى منها الخلوية، ولكن رغم هذا ورثو حب الأرض أباً عن جد حيث يستغلونها رغم شح الإمكانيات في الزراعة وتربية المواشي التي تعتبر حرفتهم الوحيدة، لكن الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967م وهو يشدد الخناق على أهالي المنطقة المحاذية لغور الأردن فلم يتركهم وشأنهم بل عمد إلى سرقة أراضيهم وقتل مواشيهم وسلب مياههم وممتلكاتهم لدرجة تحويلهم من مواطنين أصحاب ارض إلى دخلاء غير مرغوب بهم، بينما يتمتع مستعمرو مستعمرة ‘ميخوره’ التي تبعد عن طانا مسافة 2كم والمقامة أصلاً على أراض خربة طانا، بكافة الامتيازات والحقوق على حساب أصحاب الارض الشرعيين.
تقع خربة طانا على بعد 14 كم إلى الشرق من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، علماً بأن سكانها ينحدرون بالأصل من بلدة بيت فوريك المجاورة، حيث رحل هؤلاء المزارعون قبل قدوم الاحتلال الإسرائيلي بعشرات السنوات إلى خربة طانا ويبلغ عددهم اليوم نحو 50 عائلة (300 مزارع) يعتمدون بشكل كامل على الزراعة وتربية المواشي.
الانتهاك:
في العاشر من كانون ثاني 2009 تحديداً عند حوالي الساعة 8 صباحاً، أقدمت جرافات الاحتلال بدون سابق إنذار تحت حراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي على تدمير نحو 30 منشأة سكنية وزراعية من منشآت خربة طانا، حيث جاء قرار الهدم بناء على توصيات ما تسمى محكمة العدل العليا الإسرائيلية، والتي أصدرت قي 26 كانون ثاني عام 2009م قرار ينص على هدم تلك المنشآت السكنية والزراعية واعتبار خربة طانا خربة غير معترف بها يجب إزالتها من المنطقة اعتمادا على توصيات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجدول التالي يبن معلومات عامة عن المنشآت التي هدمت في 10 كانون ثاني 2010:
الرقم |
اسم المواطن المتضرر |
المساحة |
عدد المنشآت |
عدد أفراد العائلة |
الأطفال دون 18سنة |
نوع المنشأة |
1 |
خالد مصطفى حسين حنني |
45 |
1 |
12 |
5 |
زراعية |
2 |
واصف ابو سعود عبد الرزاق حنني |
60
|
1 |
7 |
0 |
سكنية |
48 |
2 |
0 |
0 |
زراعية + طابون |
3 |
فايز يوسف سعاده حنني |
52 |
1 |
5 |
0 |
زراعية |
4 |
عبد الحفيظ حسن حنني |
44 |
1 |
6 |
1 |
زراعية |
5 |
سامر عبد الحفيظ حسن حنني |
58 |
1 |
6 |
2 |
سكنية |
6 |
إسماعيل موسى عيسى نصاصره |
56 |
2 |
0 |
0 |
زراعية + طابون |
52 |
2 |
3 |
0 |
سكنية + طابون |
7 |
فرسان فارس حسين حنني |
66 |
1 |
9 |
2 |
سكنية |
40 |
1 |
|
0 |
زراعية |
8 |
رائد عفيف عارف حنني |
46 |
1 |
6 |
4 |
زراعية |
9 |
قصي مصطفى عبد الرحمن حنني |
58 |
1 |
5 |
3 |
سكنية |
10 |
محمد محمود مليطات |
56 |
2 |
7 |
3 |
سكنية + طابون |
11 |
مدرسة ( بنيت عام 1999م) |
60
|
1 |
0 |
20 |
مدرسة أساسية حتى الرابع الأساسي |
12 |
ماجد عفيف عارف |
46 |
1 |
5 |
3 |
سكنية |
22 |
1 |
0 |
0 |
زراعية |
13 |
محمد فارس حسين حنني |
38 |
2 |
4 |
2 |
سكنية + طابون |
14 |
عبد المهدي احمد محمود نصاصره |
42 |
1 |
7 |
2 |
زراعية |
15 |
راضي محمود سليمان حنني |
36 |
1 |
5 |
0 |
سكنية |
42 |
1 |
0 |
0 |
زراعية |
16 |
فوزي موسى عيسى نصاصره |
28 |
1 |
5 |
2 |
سكنية |
17 |
عبد القادر ابراهيم عبد القادر حنني |
58 |
1 |
5 |
1 |
سكنية + أشجار( 30 شجرة تين) |
18 |
محمود احمد محمود نصاصره |
38
|
1 |
4 |
0 |
سكنية |
32 |
1 |
0 |
0 |
زراعية |
19 |
مبنى جمعية الصداقة |
60 |
1 |
0 |
0 |
مؤسسة أهلية |
|
المجموع |
1183 |
30 |
53 |
30 |
|
صورة من 2-6: المنشآت التي دمرها الاحتلال في خربة طانا
يشار إلى أن المنشآت التي تم هدمها في خربة طانا قد بنيت عام 2005م بدعم وتمويل من جمعية الصداقة الفلسطينية، بعد أن تم هدمها جميعها بالإضافة في 5 من شهر تموز 2005 بحجة البناء بدون ترخيص في المنطقة المصنفة C حسب اتفاق أوسلو عام 1993م، لتخطر من جديد جميعها عام 2007م بالهدم ثم ليأتي قرار محكمة العدل العليا في بداية عام 2009 بعدم الاعتراف بالخربة واعتبار البناء بها خارج عن القانون ومن ثم هدم 30 منشأه فيها عام 2010م.
حملة الهدم تسببت في:
تدمير 30 منشأة مجموع مسطحاتها 1183 م2.
تشريد أكثر من 50 مواطناً منهم 30 طفلاً من حقهم في سكن يأويهم، وباتوا الآن بلا مأوى يقيهم برد الشتاء.
حرمان أكثر من 20 طفلاً وطفلة من حقهم في التعليم في مدرسة تحميهم من برد الشتاء وحرارة الصيف.
باتت العشرات من الحيوانات بلا سقيفة تأويهم.
تدمير الجمعية الوحيدة في القرية والتي كانت تدعم أهالي خربة طانا.
باقون رغم مضايقات الاحتلال:
خلال جولة الباحث الميداني لمركز أبحاث الأراضي في المنطقة التقى احد المتضررين وهو الحاج واصف ابو السعود حنني (61عاماً)، حيث قال بكلمات تكشف عن المرارة والألم التي تعصر في نفوس المزارعين في المنطقة حيث قال: ‘ ليست المرة الأولى يهدم الاحتلال بيوتنا وحظائرنا، فمنذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 للضفة الغربية ونحن في دائرة الاستهداف، فقد هُدم منزلي مرتين وعشت في الكهوف ثم عاودت وبنيت بيتاً آخر، ورغم ذلك لن نخرج من بيوتنا حتى لو هدمت وتم اعتقالنا فلا مكان لنا سوى هذه الأرض.
و يضيف: ‘ نحن نملك أوراقاً ثبوتيةً بملكية الأرض تعود للزمن التركي «الطابو» وقد قدمنا الأوراق في المحكمة، ولكن الجيش يعتبر المنطقة عسكرية مغلقة، رغم هدم بيوتنا لن نرحل حتى لو تم اعتقالنا، فنحن نمتهن مهنة تربية المواشي وهي بحاجة إلى أراضٍ واسعة كهذه للرعي، فإن تركنا الخربة قطع مصدر رزقنا، وقد كنت دائماً أقول لهم عندما يأتون إلينا أنتم تهدمون ونحن نبني.’
خربة طانا:
الموقع والمساحة:
تقع خربة طانا إلى الشرق من بلدة بيت فوريك تحديداً على بعد 6 كم عن البلدة وهي تابعة بالأصل إلى أحواض (36، 35، 34، 33) من بلدة بيت فوريك، علماً بأن أراضي بلدة بيت فوريك تبلغ مساحتها الإجمالية 36360 دونماً وتمتد حتى حدود قرية الجفتلك في الأغوار الفلسطينية.
يوجد في خربة طانا 5 عائلات رئيسية وهي: حنني، مليطات، نصاصره، خطابره، حج محمد، علماً بأن هذه العائلات تنحدر بالأصل من بلدة بيت فوريك المجاورة، حيث رحل هؤلاء المزارعين والذين يبلغ عددهم اليوم نحو 50 عائلة يعتمدون بشكل كامل على الزراعة وتربية المواشي، حيث رحل هؤلاء المزارعون من بلدة بيت فوريك إلى منطقة خربة طانا والتي هي بالأصل تابعة لبلدة بيت فوريك لتوفر البيئة المناسبة في الخربة من مياه ومراعي خصبة حيث توجد في المنطقة 3 ينابيع مائية وهي: عين الطرة، ذنب الثور وخلة العين.
يحذر مركز أبحاث الأراضي من أن تكون حملة الهدم هذه مقدمة لهدم 1060 [1]مسكناً ومنشأة تم إخطارها عام 2009 بالهدم في الضفة الغربية ومدينة القدس، وخاصة أن سلطات الاحتلال تنفذ قراراتها هذه تحت ذريعة عدم الترخيص، في حين لو توجهوا المواطنون للترخيص فسيقابلون بالرفض، ونظراً للحاجة الماسة للبناء للعيش فيه فان المواطنين الفلسطينيين يبنون منازلهم على أرضهم إيماناً منهم بحقهم في سكن يأويهم وهو حق تكفله المواثيق الدولية.
هذا ويعتبر التعامل مع الفلسطينيين في المناطق المحتلة المصنفة ( C) كأنها مناطق مضمومة للكيان الإسرائيلي وتطبيق القوانين الإسرائيلية المدنية عليها خروجاً على كل القرارات الدولية التي ما زالت تعتبر الضفة الغربية أراضي فلسطينية محتلة.
[1] المصدر: تقارير مركز أبحاث الأراضي عام 2009 من خلال بحث ميداني مباشر.