الانتهاك: اعتداء مستوطنو مستوطنة 'يتسهار' على ممتلكات المواطنين الفلسطينيين.
تاريخ الانتهاك: 6 من شهر كانون أول 2009.
المتضررون: المواطنين: نادر هاشم علان، وعقل محمد بركات.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة 'يتسهار' الإسرائيلية.
تفاصيل الانتهاك:
في السادس من كانون أول 2009 في حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، أقدم مجموعة من مستوطني مستوطنة 'يتسهار' تحت جنح الظلام على اقتحام قرية عينابوس الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية من مستوطنة يتسهار، حيث استهدفوا منزل المواطن نادر هاشم علان (35عاما) والذي يعمل في مجال الزراعة وتربية المواشي، و يسكن في منطقة محاذية لمستوطنة 'يتسهار'، ونتج عن هذا الاقتحام إحراق مخازن للقش خاصة بإطعام الدواب تقع في الطابق الأول (التسوية) من منزل المواطن المذكور أعلاه، كما أحرقوا أربعة مركبات وآليات على أطراف وداخل القرية بشكل كامل.
صورة 1+2: آثار الاعتداء الذي لحق بالممتلكات الفلسطينية سببها مستعمري ' يتسهار ' الإسرائيلية – عينابوس
يشار إلى أن هذا الاعتداء كما وصفه رئيس المجلس القروي السيد نافذ رشدان يعتبر الأخطر من نوعه على أهالي قرية عينابوس، ليس بسبب اعتداء المستوطنين على القرية، حيث سبق وأن تعرضت القرية لمضايقات من قبل جيش الاحتلال والمستوطنون على حد سواء وسبق وأن تم اقتحام القرية عدة مرات خلال الفترة الماضية، بل لأنها تعتبر المرة الأولى التي يتجرأ فيها المستوطنون على اقتحام داخل القرية تحت جنح الظلام، حيث أصبح هذا الأمر يشكل 'هاجساً كبيراً من احتمال قيام المستوطنين باقتحام أي منزل مستقبلاً والاعتداء على من فيه بشكل مباشر'.
يذكر أن مستوطنة يتسهار صادرت مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية وخاصة من قرية عينابوس، كما أن المستوطنين يقومون بمنع أهالي القرية من دخول آلاف الدونمات لزراعتها أو حتى الاعتناء بما هو مزروع من قبل المواطنين فيها، إلا بعد الحصول على تنسيق مسبق من قبل ما تسمى الإدارة المدنية في حكومة الاحتلال التي قلما تمنح المواطنين الفلسطينيين التصاريح للوصول إلى أراضيهم إلا خلال مواسم محددة من العام وهو موسم الزيتون، حيث يستغل المستوطنون ذلك في سرقة الأراضي الزراعية ومنع المزارعين الفلسطينيين من استغلالها وخاصة تلك الواقعة في الحدود البلدية للمستوطنة والتي كانت في الماضي تُستغل في زراعة الزيتون والعنب بالإضافة إلى الزراعة المروية بمختلف أنواعها. كما يمنع المستوطنون المزارعين من الوصول إلى أراضيهم واستغلالها مما تسبب في رفع نسبة الفقر والبطالة في القرى المجاورة والتي تشكل تقريبا نحو 52% من مجمل السكان.
يشار إلى أن اعتداءات المستوطنين لم تتوقف في الآونة الأخيرة خاصة منذ إعلان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية 'بنيامين نتنياهو' خطة تقضي بوقف البناء في مستوطنات الضفة الغربية لعشرة أشهر، حيث عارض المستوطنون تلك الخطة جملة وتفصيلاً، وأطلقوا شعارات تحريضية ضد الفلسطينيين، وشكلوا مجموعات للاعتداء المباشر على المواطنين القريبين من مستوطناتهم وخاصة شمال الضفة الغربية.
وأفاد السيد عبد الرحمن فريد مصطفى علان (24عاما) لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:(( عند حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، تلقيت اتصالاً من خالي نادر هاشم علان 35عاما، حيث اخبرني أن أقوم بملاحقة سيارة مستوطنين قاموا بإحراق المخزن الواقع أسفل منزل خالي، حيث أنني اعلم أن هذا المخزن يوجد به بالات قش تستخدم لإطعام الماشية، كذلك يوجد به جرارين زراعيين وسيارات تعود لأخوالي الذين يعتمدون على الزراعة في حياتهم كمصدر أساسي لمعيشتهم، عندها تحركت على الفور من منزلي الكائن على الطريق العام الذي يربط قرية عينابوس ببلدة حوارة ، حيث شاهدت سيارة تسير بسرعة عالية على هذا الطريق تحمل لوحة تسجيل صفراء كانت تبعد عني مسافة 200 متر كانت متوجهةً صوب مفترق الطرق المؤدي إلى مستوطنة يتسهار، عندها حاولت اللحاق بها عبر سيارتي الخاصة التي كنت أقودها بسرعة جنونية مما أدى إلى ارتطامها في مطب على الطريق حيث انطفأت السيارة، أما سيارة المستوطنين فلقد لاذت بالفرار باتجاه مستعمرة يتسهار، بعد 4 دقائق تمكنت من تشغيل سيارتي من جديد، حينها توجهت إلى القرية من جديد بعد أن فشلت في ملاحقة سيارة المستوطنين، وعند وصولي إلى مكان الحريق ذهلت مما رأيت من منظر النيران، كان الجيران يساعدون في إخماد الحريق حيث أتت النيران على سيارتين الأولى من نوع روفر 1998 والثانية من نوع جيمس 1991م، كذلك جراريين زراعيين 2001، 2005 كذلك 25 بالة قش وزن الواحدة طن ونصف، كذلك أدى الحريق إلى تصدع جدران المخازن وإلحاق أضرار فادحة في الطابق العلوي، بالإضافة إلى إحراق سيارة المواطن عقل محمد بركات (40عام) وهو مواطن من مدينة الخليل يسكن على بعد 80 متر من منزل خالي ويعمل في تجارة السجاد، حيث تقدر قيمة الخسارة الإجمالية 70 ألف دينار أردني ، يشار إلى أن سيارات الإطفاء في بورين ساهمت في إخماد الحريق، وفي حوالي الساعة 4 فجراً حضرت إلى المكان قوة من جيش الاحتلال برفقة سيارة شرطة تابعة لهم، وبدءوا بالتحقيق في ملابسات الحادث، حيث فهمنا ضمنيا أن وراء هذا الحريق عصابة من المستوطنين، إلا أن شرطة الاحتلال كعادتها تستهتر بالموضوع ولا تأخذه بمحمل الجد، فهم في الحقيقة وجه آخر للمستوطنين، الذين باتوا يشكلون خطر حقيقي على حياة المواطنين في القرية والقرى المجاورة، وأن عملهم هذا دليل ومؤشر على أن الأيام القادمة سوف تشهد مواقف عصيبة بسبب تمادي اعتداءات المستوطنين على السكان الفلسطينيين العزل)).
مقدمة عن قرية عينابوس:
تعتبر هذه القرية من أقدم القرى الفلسطينية يرجع تاريخها إلى عهد اليبوسيين وهم قبائل عربية نزلت جماعة منهم حول عين ماء وأقاموا في منطقة هذه القرية وجاءت التسمية (عين يبوس) نسبة إلى اليبوسيين، تقع على بعد 12كم من مدينة نابلس بالاتجاه الجنوبي منها، يحدها من جهة الشمال قريتا بورين ومادما ومن الجنوب ياسوف ومن الشرق حوارة ومن الغرب قريتي عوريف وجماعين، تمتاز هذه القرية بكثرة الجبال والهضاب التي تحيط بها منها جبل مرتفع يسمى جبل سلمان الفارسي وأشهر هذه الهضاب هضبة عطارد، وتبلغ المساحة العمرانية للقرية 260 دونماً ، من أصل 4000 دونم عبارة عن المساحة الإجمالية للقرية .
بلغ عدد سكانها عام 1922 حوالي 227 نسمة ارتفع إلى 340 نسمة وفي عام 1967م بلغ عدد سكانها حوالي 555 نسمة ارتفع إلى 1200 نسمة عام 1987م . وبلغ عدد سكان بلدة عينابوس 3000 نسمة في عام 2005 ، ويقدر عدد المغتربين من أهالي القرية أكثر من 2000 شخص.[1]
[1] المصدر: مجلس قروي عينابوس
اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس