الاعتداء: تلويث واد قرية بيت أمين بمياه مجاري مستعمرة شعار بتكفا.
تاريخ الاعتداء: بداية سقوط الأمطار- تشرين أول 2009.
الموقع: وادي قرية بيت امين شرق محافظة قلقيلية.
الجهة المتضررة: أهالي قرية بيت أمين وقرية عزون عتمة.
الجهة المعتدية : مستعمرو مستعمرة شعار بتكفا.
الانتهاك
مع بداية موسم الأمطار الحالي وبالتزامن مع استمرار عملية تدفق مياه مجاري مستعمرة ‘شعار بتكفا’ في وادي قرية بيت أمين جنوب محافظة قلقيلية، والذي بدوره أدى إلى ارتفاع منسوب المياه الملوثة بمياه المجاري القادمة من مستعمرة ‘شعار بتكفا’ في الوادي التي اختلطت مع مياه الأمطار التي غمرت مساحات واسعة من أراضي قريتي عزون عتمة وبيت أمين المعروفة بخصوبتها وأهميتها الزراعية، حيث يوجد في محيط واد بيت امين العديد من البيارات الزراعية المزروعة بمختلف أنواع الحمضيات والبيوت البلاستيكية التي تعتبر مصدر دخل أساسي ومهم لأبناء القرية وقرية عزون عتمة وقرية عزبة سلمان المجاورة.
صورة 1+2: وادي بيت امين … تحولت مياه الأمطار من نعمة إلى نقمة بفعل المستوطنين
يشار في هذا الصدد، أن وادي بيت أمين ينبع بالأصل من منطقة حوارة جنوب نابلس، ثم يتفرع في واد قانا إلى عدة تفرعات منها تفرع يصب في وادي بيت أمين والذي ينتهي في البحر الأبيض المتوسط.
يذكر أن مستعمرة ‘شعار بتكفا’ على أراضي قرية عزون عتمة تأسست كبؤرة استعمارية صغيرة عام 1981 ثم ما لبثت وأن توسعت لتصادر ما يزيد عن 200 دونماً من أراضي القرى سابقة الذكر وشكلت وتشكل جسماً سرطانياً يحول حياة ما يزيد عن 18الف فلسطيني في المنطقة إلى جحيم لا يطاق، حيث تعتبر اليوم مصدر لتلويث الطبيعة خطر حقيقي يهدد قطاع الزراعة والتنوع الحيوي في المنطقة.
إدعاءات الاحتلال زائفة:
إن الاحتلال الإسرائيلي قد نشر مؤخراً في وسائل الإعلام المختلفة عن قيامه بوقف ضخ مياه مجاري مستعمرة ‘شعار بتكفا’ في أراضي الفلسطينيين في قرية بيت أمين وعزون، ولكن حقيقة ما جرى خلال فترة تساقط الأمطار يكشف زيف ادعاءات الاحتلال في ذلك، حيث استغل مستعمرو مستعمرة ‘شعار بتكفا’ ومستعمرة ‘اورانيت’ المجاورة فيضان وادي بيت أمين بمياه الأمطار في ضخ المزيد من المياه العادمة عبر العبارات إلى ذلك الواد مما زاد احتمالية انتقال هذه المياه الملوثة إلى البيوت البلاستكية المجاورة للوادي، وكذلك إلى البيارات المجاورة مما يزيد من احتمالية تلويثها وجعلها غير صالحة للاستهلاك البشري، حيث كما هو معروف فانه في حالة تناول الخضار الملوثة يتسبب بالعديد من الأمراض ومن أهمها مرض الفشل الكلوي والناتج عن فشل عمل الكلى في التخلص من الملوثات الموجودة في الأطعمة والخضار.
يشار إلى أن المياه العادمة ومياه المجاري الصادرة عن المستعمرة المذكورة بالإضافة إلى مجاري مستعمرة ‘اورانيت’ والمقامة منذ عام 1981 غرب قرية عزون عتمة والتي تصب في واد بيت أمين المار في جوار قرية بيت أمين وعزون عتمة وعزبة سلمان تشكل مصدر تلويث للتربة المحيطة بذلك الواد، كذلك تشكل مصدر تهديد على المياه الجوفية القريبة منه، ويشار هنا إلى أن هنالك 3 آبار جوفية تقع بالقرب من هذا الواد، منها بئر العبيط في قرية بيت أمين والذي يضخ بقوة 60 كوب في الساعة والمستخدم في عملية الشرب والزراعة في المنطقة، بالإضافة إلى بئر السلمان في عزبة السلمان والذي يضخ بقوة 60 كوب/ ساعة، حيث أن احتمالية تلويث تلك الآبار الارتوازية من جراء تلك المجاري قائم في أي لحظة مع العلم أن بئر العبيط لا يبعد سوى أمتار قليلة عن مجرى هذا الواد، مما سينتج عنه كارثة كبيرة في المنطقة، علاوة على ما تقدم تعتبر الروائح الكريهة والصادرة من تلك المجاري مصدر إزعاج لكل شخص يمر بالمنطقة حيث تحولت الأرض الممزوجة برائحة بيارات البرتقال إلى رائحة كريهة تملأ المكان وتنفر المارين من هناك، بالإضافة إلى ما تقدم يعتبر هذا الواد الملوث مصدر لجلب الحشرات الضارة إلى المكان مما يسبب إتلاف البيوت البلاستكية والأراضي الزراعية المفتلحة القريبة من المكان مما ستنعكس آثاره بشكل كبير على المنطقة وعلى الزراعة فيها وكذلك على السكان.
المزارع بلال محمد والمزارع صدقي عبد الله صالح من المزارعين الذي يمتلكون 5 دونمات من الأراضي الزراعية المزروعة بيوت محمية والقريبة من وادي بيت أمين بالإضافة إلى أراض مفتلحة هناك وكغيرهم من المزارعين والذين يمتلكون ارض زراعية قريبة من مجرى الواد حيث تعتبر تلك الأراضي مصدر الدخل الوحيد لديهم في سد حاجياتهم الأساسية بعدما فقدوا عملهم داخل الخط الأخضر عام 2000، حيث يقول المزارع صدقي عبد الله لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ إن الملوثات تسبب بجلب الحشرات إلى المزروعات وبالتالي إنفاق مبالغ طائلة من الأموال لمكافحة تلك الملوثات وهذا بدوره يزيد من عبء المزارع الفلسطيني الذي يكاد تسد الزراعة جزءً من حاجياته الأساسية، علاوة على الروائح الكريهة والضارة وكذلك الأمراض التي تلحق بهم من جراء الحشرات والمياه العادمة مثل الأمراض الجلدية وفشل الكلوي وغيرها، بينما ينعم المستعمرين في مستعمرة شعار بتكفا وغيرها بمياه وفيرة ونظيفة على حساب الفلسطينيين في المنطقة.’