الجزء الثاني : من أصل 660 حاجزاً ما زال مغلقاً 637 حاجزاً , جميعها أكثر أهمية من الحواجز المفتوحة
تقديم:
عندما تطل الحكومة الإسرائيلية بوزير دفاعها ومعظم أركانها على العالم بالإعلان عن خطوة تعتبرها ذات مغزى سياسياً من أجل التسهيل على الفلسطينيين ودعم قدراتهم الاقتصادية وتشجيع القيادة الفلسطينية المؤمنة بأهمية السلام كخيار استراتيجي … يتوقع العالم خطوة ذات قيمة حقيقية يشعر بتأثيرها كل فلسطيني يسكن في أي من محافظات الضفة الغربية سواء أكان مزارعاً أو عاملاً أو موظفاً أو رجل اقتصاد أو رجل دولة … ولكن عندما ينقشع غبار الضجة الإعلامية التي أثارتها هذه الخطوة ويتضح أن 97% من هذه الحواجز ما زال مغلقاً، وان ما تم فتحه منها هي في غالبيتها حواجز ثانوية لا قيمة لها … يتضح حجم التضليل الذي وقع فيه العالم لا سيما المستويات السياسية منها … ويتضح حجم المعاناة التي يخضع لها الفلسطيني الذي يعاني الأمرين من الاحتلال في اللحظة التي يصفق العالم لهذا الاحتلال … هذا ما قاله ويقوله جميع الفلسطينيين الذين تم استجوابهم في مسألة خطوة باراك في إعادة فتح بعض الحواجز.
ولأن غالبية الحواجز التي تم فتحها – (19) حاجزاً – واقعة في محافظة الخليل وعلى طرفي الشارعين الالتفافيين (60) و (35) قام فريق البحث الميداني في المركز أثناء زيارة ودراسة الحواجز المفتوحة – بدراسة وتصوير الحواجز التي بقيت مغلقة على طرفي نفس الشارعين كنموذج معبر عما يحدث في كل أرجاء الضفة الغربية.
الحواجز التي يتواصل إغلاقها على طرفي الشارعين 60 + 35 من منطقة الخليل حسب الموقع والتأثير:
الرقم |
الموقع |
نوع الحاجز |
المستعمرات القريبة منه أو أبراج عسكرية |
تربط المناطق |
ملاحظات |
من |
إلى |
1- |
الطيبة – ترقوميا |
ساتر ترابي |
مستعمرة تيلم |
أراضي زراعية تابعة لترقوميا |
بخط رقم 35 |
قبل مدخل مستعمرة تيلم بأمتار |
2- |
الطيبة – ترقوميا |
ساتر ترابي |
مستعمرة تيلم |
أراضي زراعية تابعة لترقوميا |
بخط رقم 35 |
قبل مدخل مستعمرة تيلم بأمتار |
3- |
الطيبة – ترقوميا |
ساتر ترابي |
مستعمرتي تيلم وادورا |
أراضي بور |
بخط رقم 35 |
بين مستعمرتي تيلم وادورا |
4- |
الطيبة – ترقوميا |
ساتر ترابي |
مستعمرتي تيلم وادورا |
أراضي بور |
بخط رقم 35 |
بين مستعمرتي تيلم وادورا – مقابل حاجز رقم 3 |
5- |
فرش الهوى |
ساتر ترابي |
لا يوجد |
فرش الهوى |
بخط رقم 35 |
قبل جسر حلحول |
6- |
حسكة |
مكعبات إسمنتية وساتر ترابي |
لا يوجد |
العفنة |
بخط رقم 35 |
بعد حاجز رقم5 على نفس الصيد وهو تحت جسر حلحول
|
7- |
البقعة |
ساتر ترابي |
خارصينا |
أراضي البقعة الزراعية |
بخط رقم 60 |
عائلة جابر والرجبي يعيشون مأساة كاملة بفعل الحاجز |
8- |
البقعة |
ساتر ترابي |
خارصينا |
أراضي البقعة الزراعية |
بخط رقم 60 |
بين مستعمرة خارصينا وكريات أربع
|
9- |
العديسة والبقعة |
أحجار كبيرة |
خارصينا |
أراضي البقعة الزراعية |
بخط رقم 60 |
بين مستعمرة خارصينا وكريات أربع مقابل حاجز رقم 8
|
10- |
بني نعيم |
ساتر ترابي |
كريات اربع |
منطقة الجلاجل |
بخط رقم 60 |
توضح الصورة معاناة المواطنين القاطنين هناك |
11- |
بني نعيم |
أحجار كبيرة وساتر ترابي |
كريات أربع |
بني نعيم |
بخط رقم 60 |
طريق مهم يربط بني نعيم عبر طريق وادي الحصين بالخليل |
12- |
قلقس |
ساتر ترابي كبير |
حاجاي |
قلقس |
بخط رقم 60 |
الطريق المؤدي إلى قلقس الرئيسي ويوجد في الموقع أيضا حاجزين ترابيين
|
13- |
قلقس |
ساتر ترابي |
حاجاي |
قلقس |
بخط رقم 60 وبعض مساكن قلقس والخليل |
مقابل حاجز 12 طريق فرعي يربط مواقع قلقس ببعضها |
14- |
قلقس |
ساتر ترابي |
حاجاي |
أراضي قلقس الزراعية |
بخط رقم 60 |
بعد حاجز 13 طريق فرعي ترابي يؤدي إلى طرق زراعية |
15- |
مدخل الحاووز الثاني |
مكعبات إسمنتية وبوابة حديدية |
حاجاي
مقابل المستعمرة |
الحاووز الثاني |
بخط رقم 60 |
يعتبر هذا المدخل هام جداً
كما وأضيفت سواتر ترابية على جانبي المدخل في الآونة الأخيرة |
16- |
قرية الهجرة |
أحجار كبيرة وبوابة حديدية |
مستعمرة حاجاي |
أراضي زراعية تابعة لقرية الهجرة |
بخط رقم 60 |
|
17- |
مدخل قرية الهجرة |
مكعبة إسمنتية وساتر ترابي |
لا يوجد |
أراضي زراعية تابعة لقرية الهجرة |
بخط رقم 60 |
يقابله على بعد 2 متر تقريباً حاجز رقم 18 |
18- |
مقابل قرية الهجرة |
ساتر ترابي |
لا يوجد |
أراضي الهجرة الجنوبية |
بخط رقم 60 |
مقابل حاجز 17 |
19- |
دير رازح |
ساتر ترابي |
لا يوجد |
أراضي دير رازح وواد الشاجنة |
بخط رقم 60 |
|
20- |
دير رازح |
ساتر ترابي |
لا يوجد |
أراضي دير رازح وواد الشاجنة |
بخط رقم 60 |
|
21- |
عبدة |
ساتر ترابي |
لا يوجد |
عبدة |
بخط رقم 60 |
مدخل طريق عبدة مقابل حاجز رقم 22 |
22- |
خربة بسم |
ساتر ترابي |
لا يوجد |
خربة بسم |
بخط رقم 60 |
|
23- |
رابود |
ساتر ترابي |
عوتنئيل |
رابود |
بخط رقم 60 |
طريق رئيسي فتحه يستغرق الوصول إلى الخليل فقط عشرين دقيقة بينما يستغرق ساعة وأكثر عبر الطريق البديل |
24- |
بيت عينون |
مكعبات إسمنتية |
خارصينا |
بيت عينون |
بخط رقم 60 |
يقابله حاجز رقم 25 أيضاً |
25- |
بيت عينون |
ساتر ترابي |
خارصينا |
ايزون – الخليل |
بخط رقم 60 |
يقابله حاجز رقم 24 ويفصل بينهما الشارع الالتفافي 60 |
نماذج حية عن الواقع:
سنستعرض هنا ثلاثة حواجز يتواصل إغلاقها من بين الـ 25 حاجز المفروضة على جانبي الشارعين 60+35، تبين أهمية الحواجز المغلقة وتأثيرها السلبي على حركة التنقل وعلى الاقتصاد الفلسطيني وهي:
1- حاجز رابود ‘ مثلث السموع‘: وهو ساتر ترابي يغلق مدخل قرية رابود منذ عام 2001، ويعد مهماً وحيوياً في ربط بلدة الظاهرية وقرى وخرب من بلدة دورا بمدينة الخليل عبر شارع رقم 60، حيث يسير المواطنون عبره للوصول إلى مدينة الخليل بمسافة ( 14,750 متراً)، وبسبب إغلاق هذا الطريق لجأ الفلسطينيون إلى طريق بديل عنها ( انظر المسار باللون الازرق على خارطة رقم 1 ) ومسافة هذا الطريق ( 22,177 متراً ) أي أصبح الفلسطينيون يسيرون ( 7,427 متراً) إضافية، وبهذا فإن نحو (45,000 نسمة) يعيشون مأساة هذا الحاجز من وقت وجهد إضافيين إلى تكاليف أعلى في المواصلات، هذا فضلاً عن أن الطريق البديل سيء التعبيد وضيق ويمر من خلال تجمعات سكينة فلسطينية مزدحمة مما يضاعف من الوقت، في حين أن الشارع الأساسي هو طريق يمر من خارج التجمعات السكنية وجيد التعبيد وأكثر استيعاباً لحركة السيارات وتنقلها.
صورة 8+9: السدة الترابية على مدخل قرية رابود ويظهر في الصورة مساكن قرية رابود.
وأفادت طالبة في جامعة الخليل تقطن خلف الحاجز وبمحاذاة الشارع الاستيطاني: ‘ نحن نعاني كثيراً وخاصة أن مسكننا يأتي خلف الحاجز، حيث أصبحت المسافة طويلة أسير آلاف الأمتار الإضافية للوصول إلى جامعتي، فأصحو مبكراً للوصول إلى محاضراتي في الوقت المحدد معاناتنا كبيرة ولا أحد يكترث لنا.”
2. حاجزي بيت عينون: حاجزان يقابلان بعضهما يفصلهما الشارع الالتفافي رقم 60، وهما مغلقان منذ 9 سنوات، ويربطان قرى ( بيت عينون، العديسة، سعير، الشيوخ) بمدينة الخليل عبر موقع ايزون، نظراً لوجود روابط اجتماعية أو عمل وغير ذلك بين موقع ايزون وجزء من مساكن بيت عينون وبين قرية بيت عينون والقرى القريبة منها فلجأ المواطنون إلى ايجاد طرق بديلة للوصول إليها فبدلاً من أن يسيروا 200 متراً، أصبحوا يسيرون عبر الطريق البديل 15,400 متراً ليصلوا إلى موقع ايزون، أي أصبحوا يسيرون 15,200 متراً إضافية، وبهذا فأن (31,815 ) نسمة يعيشون مأساة الحاجزين.
الذهاب إلى المدرسة رحلة إلى الموت:
تسير الطالبات في قرية بيت عينون مشياً ليصلن إلى الحاجز الأول من جهة قريتهم ثم يقطعن شارعاً التفافياً عريضاً صمم لعبور الإسرائيليين ويعتبر طريق سريع فالسير عليه شديد الخطورة، ثم يعبرن حاجزاً آخر على مدخل مدرستهن ليصلن إليها… وبهذا فقد تحولت رحلة الوصول إلى المدرسة إلى رحلة خوف من موت محقق. اوليس من الأولى فتح هذا الحاجز بدلاً من فتح طرقاً ترابية وعرة تؤدي إلى أراضي بور لا داعي لإغلاقها أصلاً؟!!.
3- حاجز خلة الوردة ‘ واد الجوز’: وهو ساتر ترابي على طريق حيوي ومهم يربط بلدة بني نعيم بمدينة الخليل، ومسافة هذا الطريق هي ( 7,278) متراً، ولكن بسبب إغلاقه، لجأ أهالي بني نعيم لطريق بديل يسلكونه بمسافة ( 21,790) متراً، أي يسير الفلسطينيون في المنطقة نحو (14,512) متراً اضافية، وبهذا فان المتضررين من هذا الحاجز (23,234) نسمة من بلدة بني نعيم.
4- شارع السموع: يعتبر شارع السموع – الخليل عبر شارع رقم 60 هو سريع ولا يمر عبر التجمعات السكنية وهو جيد التعبيد وأكثر استيعاباً لحركة وتنقل السيارات لكن بفعل إغلاق مدخل الحاووز الثاني بالمكعبات الإسمنتية والبوابة الحديدية أصبح لا مجال لأهالي بلدة السموع من المرور إلا عبر طرق تمر عبر المدن والقرى السكنية ( يطا – الريحية – الفوار – دورا – الخليل) وشوارعها ضيقة وبحاجة إلى تأهيل وبهذا فان الحركة بطيئة ولا تستوعب هذا الكم من الحركة حيث تحتاج السيارة إلى حوالي 1,5 ساعة لقطع هذه المسافة عبر هذه القرى والبلدات بينما الطريق الأخرى المباشرة والسريع فتقطعها السيارة في حوالي ربع ساعة فقط. وان مسافة الطريق المغلق ( 17.5) كم بينما مسافة الطريق البديل ( 19) كم أي أن أهالي السموع يسيرون كيلو ونصف إضافية عدا عن الوقت والجهد الطويلين للوصول إلى مدينة الخليل عبر طرق ضيقة ومكتظة. وبهذا فان (21,100) نسمة يعانون مأساة إغلاق الطريق.
انظر الى خارطة رقم 4.
صورة 13: حاجز الحاووز الثاني المغلق منذ الانتفاضة
ماذا بعد:
يعتبر وجود الحواجز بكافة أشكالها مخالفاً لكل الأعراف والقوانين الدولية ويتناقض مع اتفاقيات جنيف، فلقد أصبحت الحواجز العسكرية ذريعةً لحماية المستعمرين اليهود المقيمين بصورة غير شرعية في الضفة الغربية … فالشوارع الاستعمارية شوارع موت للفلسطينيين وشوارع حماية وأمن وراحة للمستعمرين … حيث أن إدارة الاحتلال أعطت الأمان للغرباء في ارض ليست لهم … وسلبت الأرض من أصحابها الحقيقيين … وأصبحت الشوارع الاستعمارية تخترق وتمزق أوصال التجمعات السكنية الفلسطينية، كما هو الحال في مداخل الطرق المعروضة أعلاه.
إن مركز أبحاث الأراضي إذ يدين مواصلة إغلاق الطرق ومداخل ومدن الضفة الغربية ويحذر من مواصلة العقوبات الجماعية بلا مبرر، ليطالب إدارة الاحتلال الإسرائيلي بإعادة فتح هذه المداخل فوراً ويناشد كافة المسؤولين في العالم وفي مقدمتهم الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي إلى التحرك السريع والفوري للضغط على حكومة الاحتلال بإعادة فتحها، وإزالة الستمائة حاجز التي قطعّت أوصال المدن والقرى الفلسطينية.