الانتهاك: مستوطنو مستوطنة ‘اورانيت’ الإسرائيلية يضرمون النيران في أراضي قرية عزون عتمة – محافظة قلقيلية
الموقع المتضرر: أراضي قرية عزون عتمه الواقعة خلف الجدار العنصري بجانب مستعمرة اورنيت في الجهة الغربية من القرية.
نوع الاعتداء: حرق أراضي زراعية تقدر بخمسين دونماً مزروعة بمائة شجرة زيتون.
تاريخ الحدث: الأربعاء 9 آب 2009.
الجهة المعتدية: مستعمرو مستعمرة ‘اورانيت’.
الجهة المتضررة: المواطن عبد الكريم مصطفى سلامة من قرية عزون عتمة.
الانتهاك:
أشعل مستعمرو مستعمرة ‘اورانيت’ جنوب مدينة قلقيلية في التاسع من آب 2009 النار بأراضي المواطنين في قرية عزون العتمة المحاذية للمستعمرة من الجهة الشرقية في المنطقة المعروفة باسم خلة عيسى، ما أسفر عن حرق أكثر من مئة شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن عبد الكريم مصطفى سلامة (46عاماً) من قرية عزون عتمة جنوب قلقيلية والذي يعتبر الزراعة من أهم المصادر لدخله الشهري له و لعائلته.
يشار إلى أن الأراضي التي تم إحراقها ( خلة عيسى) كانت تستخدم لفترة ليست ببعيدة في الزراعات المحمية بالإضافة إلى الزيتون، وكان يستفيد منها عشرات العائلات في قرية عزون العتمة، ولكن بسبب إقامة مقطع جديد من الجدار العنصري مؤخراً ‘ منذ بداية العام الحالي 2009’ والذي يفصلها من الجهة الغربية والجهة الغربية الجنوبية مما أدى إلى عزلها خلف الجدار العنصري بالإضافة إلى ذلك أدى هذا المقطع الجديد من الجدار العنصري إلى استكمال عزل قرية عزون العتمة من جميع الجوانب بشكل محكم وبالتالي تحويل القرية إلى سجن كبير محاط من جميع الجهات بجدار الفصل العنصري والمستعمرات القائمة وهي ‘اورانيت’ من الجهة الغربية ومستعمرة ‘شعار بيتكفا’ ومستعمرة ‘القنا’ من الجهة الجنوبية ومستعمرة ‘عتسفرايم’ من الجهة الشرقية.
تجدر الإشارة إلى أن خلة عيسى التي تم إحراقها حديثاً، لا يستطيع سكان قرية عزون عتمة من الوصول إليها إلا بعد الحصول على تراخيص من ما تسمى الإدارة المدنية التابعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي وذلك عبر البوابة الوحيدة الزراعية التي أقيمت على الجدار العنصري المقام في تلك الجهة، مما جعلها مرتع لمستعمري مستعمرة ‘اورانيت’ المقامة في تلك المنطقة على أراضي عزون عتمة، يتصرفون بها من تجريف او تخريب وحرق في بعض الأحيان بدون وجود أي جهة تردعهم عن ذلك بالإضافة إلى قيام المستعمرين على شق شبكة طرق تحيط بالمستعمرة بالإضافة إلى إضافة العديد من البيوت الجاهزة لصالح المستعمرة في حين يمنع صاحب الارض من الوصول إلى أراضيه في تلك المنطقة لأسباب يسميها الاحتلال أمنية.
مستعمرة اورانيت تنهب المزيد من الأراضي الفلسطينية:
تأسست مستعمرة ‘اورانيت’ على أراضي المواطنين في قرى عزبة سلمان وعزون عتمة عام 1983م، حيث تبلغ مساحة مسطح البناء 1,134 دونماً منها 1,017 دونماً نهبت من أراضي قرية عزون عتمة، ويبلغ عدد المستعمرين لغاية عام 2006م 5316 مستعمر.
معاناة المواطنين في قرية عزون عتمة:
السياج حول حياة المواطنين إلى جحيم لا يطاق: حوًل حياة نحو 1783 مواطناً من أهالي قرية عزون عتمة إلى جحيم لا يطاق خصوصاً إذا ما علمنا أن ذلك الجدار العنصري أصبح يحيط بقرية عزون عتمة من جميع الجهات الأربعة وبالتالي حول القرية إلى سجن كبير تتحكم به بوابة واحدة فقط تقع على المدخل الشمالي لقرية عزون عتمة حيث أصبح تسمية تلك البوابة ببوابة الموت لما يعانيه أهالي القرية من معاناة شديدة على تلك البوابة من أعمال التفتيش والتنكيل تطال الداخلين والخارجين عبر تلك البوابة، بالإضافة إلى انه سبق وأن توفي مواطن في عام 2006 على تلك البوابة بعد أن أصيب بحادث سير في القرية ورفض جنود الاحتلال المتمركزين على البوابة السماح له بالمرور إلى المستشفى إلا بعد أن تم استنزاف دمه بشكل كامل على الحاجز. يشار هنا إلى أن قوات الاحتلال بعد الساعة 12 ليلاً تغلق البوابة بشكل كامل حتى الساعة 5 صباحا، وبذلك حولت حياة المواطنين إلى جحيم لا يطاق بفعل هذا السجن الكبير، حيث كان أهالي قرية عزون عتمة قبل إقامة الجدار وعند وجود حالة مرضية إنسانية ينقلون مريضهم داخل الخط الأخضر بسبب عدم وجود جدار فاصل في المواقع المحيطة بالخط الأخضر بينما تكون بوابة عزون والتي تربطها بالقرى المجاورة مغلقة، وبعد إقامة الجدار الفاصل الجديد سيكون من الصعب على أهالي القرية التعامل مع الحالات الاضطرارية بسبب إغلاق البوابة الوحيدة وعزل القرية من جميع الجهات الأربعة .
عزل آلاف الدونمات خلف السياج الفاصل: علاوة على ما تقدم فان المقطع الجديد من الجدار الفاصل الذي تم إنشاءه حديثاً أدى إلى عزل قسم كبير من أراضي قرية عزون عتمة لتصبح تلك الأراضي تقع في الجهة الجنوبية والغربية من ذلك المقطع الجديد، حيث حسب معطيات المجلس القروي، فان الجدار الفاصل الجديد أدى إلى عزل 1800 دونماً من أراضي عزون عتمة وسنيريا المزروعة بالزيتون وإنشاء عددٍ من البيوت البلاستيكية هناك، و1100 دونماً من أراضي الزاوية ومسحة مزروعة بالزيتون، و800 دونماً من جهة الغرب قرب الخط الأخضر من جهة مدينة كفر قاسم المحتلة عام 1948، ومنها جزء يقع داخل سياج مستعمرة ‘اورنيت’ وبمحاذاتها، حيث يقدر مجموع الدونمات التي سوف يتم عزلها بنحو 3700 دونماً، حيث تكمن المصيبة هنا أن المزارعين سواء كانوا من قرية عزون ومن القرى المجاورة (سنيريا، بيت أمين، الزاوية، مسحة) ممن يمتلكون قطع أراضي زراعية في المنطقة، أصبحوا بحاجة للحصول على تصاريح جديدة للوصول إلى أراضيهم التي تم عزلها خلف الجدار الفاصل، علما بان على المزارعين الحصول أولا على تصاريح تمكنهم من الدخول إلى قرية عزون عتمة أولا ثم الحصول على تصاريح للدخول عبر البوابات الجديدة المقامة على الجدار الفاصل للدخول إلى أراضيهم التي تم عزلها، مما سيؤدي ذلك إلى كارثة كبيرة خاصة في مواسم الزيتون المقبلة.
هنا نود الإشارة إلى أن تلك الأراضي التي تم عزلها خاصة المزروعة بالبيوت البلاستيكية تعتبر مصدر دخل لعشرات المزارعين في قرية عزون عتمة وللقرى المجاورة ممن يمتلكون أراضي في المنطقة وأن عملية عزل الأراضي خلف الجدار الفاصل قد يفقد تلك العائلات مصدر دخلها وبالتالي يهدد استقرارها، و يشار هنا إلى أن الاحتلال منذ إقامة المقطع الجديد من الجدار الفاصل وقوات الاحتلال في بعض الأحيان تمنع المزارعين أو في أحيان أخرى تعقد عملية مرور المحاصيل الزراعية التي يقوم المزارعون بجنيها من أراضيهم الزراعية المعزولة خلف الجدار الفاصل وبالتالي يؤدي ذلك إلى تلف تلك المحاصيل بالكامل إذا استمرت تلك العملية، وهذا بدوره سيؤدي إلى خسارة كبيرة للمزارعين.
بالإضافة إلى وجود 75 مواطناً أصبحوا معزولين خلف السياج: أدى الجدار الفاصل إلى عزل 9 بيوت سكنية يقطنها 75 مواطناً، تعود ملكيتها لعائلات: أيوب، رداد، والتي تقع في المنطقة الجنوبية من القرية علماً بأن هذه البيوت تعاني منذ العام 2000م من عدم القدرة على التواصل مع القرية عن طريق السيارات حتى العربات الخاصة بالحيوانات لا تستطيع الوصول إلى هذا الحي حيث يتم التواصل مع القرية مشياً على الأقدام ونقل كافة مستلزمات الحياة بالأيدي لمسافة تزيد عن 200م، ومنذ إقامة المقطع الجديد فرضت قوات الاحتلال إجراءات تعقيدية تخص عملية الحركة للمواطنين القاطنين في تلك المنازل من خلال تقيد حركتهم وفرض قيود على نوعية البضائع والمنتجات التي يسمح بنقلها إلى منازلهم، بالإضافة إلى عملية الاستفزاز والمداهمة الليلية لمنازل المواطنين في المنطقة، حيث كان لذلك بالغ الأثر النفسي على حياة المواطنين القاطنين في تلك المنازل.
من الجدير بالذكر، أن أهالي قرية عزون عتمة يتخوفون من قيام قوات الاحتلال بفرض قيود جديدة على عملية الدخول والخروج إلى قرية عزون عتمة والتي أصبحت معزولة عن محيطها الفلسطيني من جميع الجهات، حيث برزت في الآونة الأخيرة عدة اقتراحات من قبل الاحتلال والمتضمنة إجبار أهالي عزون عتمة على الحصول على تصاريح إقامة مسبقة تمكنهم من الدخول والخروج إلى قريتهم، حيث أن لهذا القرار في حال تطبيقه بالغ الأثر السلبي إذا ما علمنا أن سكان القرى المجاورة مثل قرية بيت أمين وسنيريا ينحدرن بالأصل من قرية عزون عتمة وفي حال تطبيق القرار الجديد فان ذلك سوف يعقد من عملية تواصلهم مع قريتهم الأم بحجة أن سكناهم خارج القرية حيث سوف يعقد الاحتلال عملية منحهم تصاريح زيارة مستقبلية للقرية.[1]
عزون عتمة:
تقع بلدة عزون عتمة على بعد (8.5) كم جنوب شرق قلقيلية، وتبعد حوالي ثلاثة كيلومترات عن الخط الأخضر. وتبلغ مساحتها الإجمالية 8081 دونماً منها 268.5 دونماً مساحة مسطح البناء. يبلغ عدد سكان قرية عزون عتمة حوالي 1771 نسمة، وهي تقع جنوب شرق مدينة قلقيلية، ونهب الجدار العنصري ( 7,384) دونماً من أراضيها ( المصدر: نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي). انظر خارطة رقم 1
لمزيد من الحالات الدراسية التي أعدها مركز أبحاث الأراضي حول قرية عزون العتمة خلال العام الحالي 2009 انظر إلى الروابط التالية:
[1] المصدر: مجلس قروي عزون عتمة.