يقع حي البستان وسط ضاحية البستان في الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة القدس القديمة. وبحسب تصنيف الانتداب البريطاني، فان ملكيّة جميع أراضي وعقارات هذا الحيّ والذي وتبلغ مساحةّ حوالي 70 دونماً، هي مقدسيّة فلسطينيّة خالصة. فمنذ احتلال القدس الشرقية عام 1967 ،تعرضت المدينة لهجمة من قبل الحكومة الإسرائيلية وكذلك من جانب المنظمات اليهودية مثل ‘عتارات كوهانيم’ و ‘العاد’ و هي الأخيرة التي أنشئت عام 1986 بهدف تأسيس و بناء ما يسمى بمدينة داوود في المكان الذي يعيش عليه أهالي سلوان. انظر خارطة رقم 1
الهجمة الاستيطانية الاسرائيلية على حي البستان جنوب مدينة القدس
في العام 1991، تصاعدت الهجمة على سلوان وذلك بالاستيلاء على أكثر من 40 منزلا بالقوة من قبل المستوطنين اليهود. كذلك قامت بلدية القدس الإسرائيلية و المنظمات اليهودية بالإشارة لحي البستان على الخرائط التي أصدرتها باسم ‘مدينة داوود’
في العام 2004 أصدرت بلديّة الاحتلال في القدس قراراً بهدم جميع مباني حيّ البستان ‘لصالح بناء حديقة أثريّة متصلةٍ بمدينة الملك داوود’ .
في بداية العام 2005 بدأت بلدية الاحتلال بتنفيذ هذا الأمر وبدأ سكان الحيّ بتلقي أوامر هدم ولوائح اتهام جرّاء البناء بدون ترخيص وخلال ذلك العام هدمت البلديّة بالفعل بيتين في الحيّ. لكن حكومة الاحتلال عادت وجمّدت القرار في أواخر عام 2005 نتيجة تعرّضها لضغوطٍ دوليّة إضافةً لتقدم أهالي حيّ البستان بعريضة احتجاج للمستشار القضائي لحكومة الاحتلال طالبوه فيها بمنع هدم الحي.
وفي شهر آب 2008 عرض سكان الحي مخططهم على بلدية الاحتلال لكن البلدية أعلمتهم أن المخطط الذي تقدّموا به لن يُبحث قريباً، وأن البلديّة ستمضي قدماً بخطتها لبناء ‘حديقة وطنية’ في الحيّ وعرض عليهم إخلاء منازلهم طوعاً مقابل الحصول على تعويضات أو إعادة تسكينهم في منطقة أخرى في القدس، لكنّ أهالي الحيّ رفضوا هذا العرض بالمطلق فأبلغتهم بلديّة الاحتلال لاحقاً برفضها للمخطط الذي تقدّموا به،
يوم 21 شباط 2009 سلّمت بلديّة الاحتلال في القدس 134 عائلةً مقدسيّة مكوّنة من أكثر من 1500 شخص يقطنون في 88 عقاراً في حيّ البستان في ضاحية سلوان جنوب المسجد الأقصى أوامر لإخلاء بيوتهم تمهيداً لهدمها لإقامة حديقةٍ عامّة تُسمّى ‘حديقة الملك داوود’ مكانها.
في تموز 2009، أقدمت ‘السلطات الإسرائيلية على نقل ملكية 14 عقاراً في سلوان تبلغ مساحتها الإجمالية 28 دونماً، إلى جهات يهودية دون الحصول على موافقة المستشار القانوني للحكومة’، وذلك في إطار مخطط بلدية القدس، لإخلاء حي البستان في القدس من سكانه الفلسطينيين وتحويله إلى حدائق توراتية ومبان سكنية مخصصة لليهود. وعلى اثر ذلك تلقت ثماني عائلات مقدسية إخطارات بهدم منازلها في الحي بحجة البناء غير المرخص والبناء على مرافق عامة.
هدم حي البستان جزء من مخطط اكبر مشروع تهويد ‘الحوض المقدّس’:
في تسعينيّات القرن الماضي، طرحت بلديّة الاحتلال في القدس مشروع تهويد المنطقة التي يُسمّيها الاحتلال ‘الحوض المقدّس’، وهي تشمل البلدة القديمة بكاملها وأجزاءً واسعة من الأحياء والضواحي المحيطة بها؛ حيّ الشيخ جراح ووادي الجوز في الشمال ضاحية الطور في الشرق، وضاحية سلوان في الجنوب ويتضمّن مشروع التهويد هذا:
إنشاء مدينةٍ أثريّة مطابقةٍ للوصف التوراتيّ ‘لأورشليم المقدّسة’ أسفل المسجد الأقصى وفي ضاحية سلوان وأجزاءٍ من الحيّ الإسلاميّ في البلدة القديمة،
إحلال السكّان اليهود مكان سكّان المنطقة العرب الفلسطينيّين، بدءًا من المدينة القديمة ووصولاً إلى أحياء وادي الجوز والشيخ جراح والطور وسلوان ورأس العمود.
خارطة رقم 2: الحوض المقدس
ولا تنحصر أهدافٌ مشروع تهويد ‘الحوض المقدّس’: على الأرض فحسب بل تشمل أيضا التهويد الثقافيّ والسياسيّ والديمغرافيّ والدينيّ، وتتلخص :
محو الهويّة العربية لمدينة القدس واستبدالها بهويّة يهوديّة،
ترحيل اكبر عدد من المقدسيّين إلى مناطق أبعد عن الحوض المقدّس
والبلدة القديمة أو حتى ترحيلهم خارج مدينة القدس،
عزل الحوض المقدّس عن الأحياء العربية الفلسطينية في مدينة القدس،
استكمال مخطط التواصل الجغرافيّ بين البؤر الاستيطانيّة في البلدة القديمة ومحيطها وبين المستوطنات الموجودة على أطراف مدينة القدس، كمستوطنة التلّة الفرنسيّة في الشمال وكتلة ُE1 الاستيطانيّة في الشرق، ومستوطنة تل بيوت الشرقيّة في الجنو