تقديم:
في تموز 2009 واصلت بلدية الاحتلال في القدس سياسة التهجير والتطهير العرقي بوسائل مختلفة أبشعها هدم المنازل الفلسطينية، حيث هدم الاحتلال (9) مساكن مجموع مسطحها 407م2 في مواقع مختلفة من القدس وهي : بيت حنينا، سلوان، صور باهر، البلدة القديمة، وكانت المواقع الأكثر استهدافاً هي بيت حنينا حيث تم هدم 3منازل فلسطينية، وبهذا فإن (60) مواطناً فلسطينياً مقدسياً منهم (40) طفلاً باتوا مشردين بلا مأوى و أو ضاق بهم سكنهم بعد أن تم هدم بناءهم بشكل جزئي.
الهدم الإجباري الصامت ‘ الذاتي’:
نمط قديم جديد يعتبر من الخروقات الصارخة للحق في السكن تحت شعار’ اهدم بيتك بنفسك’، نعم كان نمط قديم يتم في الظلام بعيداً عن الإعلام وتصريحات المسؤولين وحتى عن أحاديث الضحايا الفلسطينيين في القدس المحتلة حرجاً وخجلاً في أن يصرح انه هدم بيته بذاته، (خرب بيته بيده)، ورغم أن أعداد الحالات هذه كانت كثيرة لكنها اليوم هي أكثر وأكثر مما دفع المواطنين ضحايا أوامر وقرارات بلدية الاحتلال إلى التصريح بها وفضحها، لأنها خروقات صارخة لا يقبلها منطق، ويمررها الاحتلال تحت ذريعة: بيتك قائم بدون ترخيص فهو غير قانوني وعليك هدمه وإزالته في أقرب فرصة وأن تقوم بتصوير البناء بعد هدمه وتسلمها إلى قسم التفتيش عن البناء والتنظيم في البلدية، مع تحديد تاريخ كسقف زمني ينفذ فيه المالك هدم بيته -خط احمر لا يمكن تجاوزه-، وفي تاريخ تحدده البلدية ستنعقد محكمة البلدية للشؤون المحلية للنظر في عدم تنفيذك قرار الهدم وستفرض عليك غرامة مالية، وستقوم البلدية بهدم وإزالة بيتك على نفقتك أي انك ستدفع تكلفة تنفيذ قرار هدم بيتك إلى بلدية الاحتلال، وإذا لم تدفع سوف تسجن إلى حين دفع ما هو مطلوب منك، فيضطر المواطن مجبراً على هدم مسكنه بنفسه.
ومن بين التسعة منازل التي هدمت أو هدم جزء منها خلال شهر تموز 2009 (4) منازل قام أصحابها بهدمها بأيديهم تحت إجبار وتهديد من بلدية الاحتلال في القدس
1) عائلة أبو طير تهدم منزلها بنفسها: ‘ في الثاني عشر من آذار 2009 هدم المواطن عبد الرحمن محمود أبو طير جزء من منزله بمسطح 30م2 وهو مبني من الطوب ومسقوف بالاسبست، ويقع المنزل في البلدة القديمة. ففي بداية شهر آذار 2009 داهمت قوة من حرس الحدود برفقة متدرب بلدية الاحتلال في قسم التفتيش عن المباني سكن عائلة أبو طير وقامت بتصوير البناء وسجلت مخالفة ضد العائلة بذريعة انه بناء بدون ترخيص ‘ علماً بأن بلدية الاحتلال رفضت الترخيص لأسباب واهية، وهددت البلدية أنها ستعود لهدم البناء بعد أسبوع على نفقة العائلة إن لم تهدمه بنفسها، وفي 12 آذار 2009 قامت العائلة بهدم البناء بيدها.
2) عائلة قطينة تهدم جزءً من مسكنها بتهديد من بلدية الاحتلال: في الرابع والعشرين من حزيران 2009 أجبرت بلدية الاحتلال أسرة المواطن مجير الدين محمد قطينة ( 39 عاماً) على هدم جزء من منزلها بيدها والواقع في حي الواد من البلدة القديمة، وهو عبارة عن غرفة ومطبخ وحمام يقدر بـ 20م2، كانت العائلة أقامته قبل 12 عاماً نظراً للحاجة الماسة لتوسيع المسكن الذي يقطنه 6 أفراد حيث انها تسكن غرفتين صغيرتين تضيق بهما.
3) عائلة التوتنجي تهدم منزلها بنفسها
في السابع من تموز 2009 قام المواطن فايز إبراهيم التوتنجي بهدم بناءه بمسطح 42 م2 وهي عبارة عن غرفة وصالون ومطبخ، ويقع المنزل في حي نسيبة ‘ المشروع الثاني’ في بيت حنينا، هذا وكانت هددت بلدية الاحتلال المواطن التوتنجي بهدم بناءه وان لم يهدم ستقوم هي الأخيرة بهدمه وعلى نفقته الخاصة. وتتذرع بلدية الاحتلال بأن عائلة التوتنجي قامت ببناء مسكنها سنة 1999 الأمر الذي نفاه المواطن فايز وقال بأن بناءه قام منذ سنة 1996، واحضر خلال جلسة للمحكمة صورة جوية تثبت بأن البناء قائم منذ عام 1996 والذي يعنى قانوناً مرور 5 سنوات على البناء دون تسجيل مخالفة ولا يحق للبلدية هدم البناء وكانت المدة تسير بهذا الاتجاه، وقال التوتنجي لمراقب حقوق الإنسان في المركز أبحاث الأراضي: ‘ (( لست افهم كيف أن القاضي تغير وجاء قراره بالهدم سيما وأن الصورة الجوية حسمت الموقف وثبت كذب شاهد الزور الذي جاءت به البلدية وهو من العاملين فيها، وقضت المحكمة بتغريمي 18,000 شيكل على ضوء المخالفة قمت بدفعها خلال عام ونصف، وفي الأول من حزيران 2009 قررت المحكمة هدم البناء المضاف خلال شهرين وهددتني إن لم أقم بهدمه بذاتي ستنعقد المحكمة في 10 أيلول 2009 لتقرر مخالفة ادفعها لعدم تنفيذ الهدم وستقوم البلدية بهدم البناء على نفقتي، وحتماً ستلحق البلدية في حال هدمها للبناء أضراراً ببقية البيت فقمت مرغماً بهدم بيتي بذاتي لعدم مقدرتي على دفع الغرامة ولا تكلفة الهدم وتجنباً لأية أضرار أخرى تلحق ببقية البيت)).’
* بلدية تهدم مسكن عائلة الشويكي في بيت حنينا: في الثامنة صباح 13 تموز 2009 هدمت بلدية الاحتلال بحماية قوات الأمن الإسرائيلي منزلاً مكوناً من طابقين ويحتويان على 8 غرف ومنافعها بمسطح 145م2 يعود للمواطن علاء عبد الرزاق الشويكي ’38’ عاماً بحجة البناء بدون ترخيص. ويقع في حي الاشقرية ببيت حنينا.
إفادة المواطن علاء لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ بنيت البيت في عام 2002 وفي عام 2003 وصلني تبليغ بحضور محكمة للبناء بدون ترخيص فحكمت المحكمة بدفع غرامة قدرها 70,000 شاقل مع قرار هدم البيت وتأجيل ستنفذه لمدة 18 شهر لمحاولة استصدار رخصة للبناء وفي 13 تموز 2009 انعقدت جلسة محكمة البلدية وقررت هدم البيت، وفي ذات اليوم هدمته البلدية، وتقدر الخسائر بـ 100,000 $ بناء البيت وخسارة كبيرة في عفش – أثاث – بيت امي وبيتنا، وها نحن بلا مأوى في هذا الحر الشديد سوى خيمة تبرع بها الصليب الأحمر وبعض الحاجيات من الاونروا حيث لم يبقى شيء من أثاث البيتين، وعندما طلبت أن اخلي الأثاث قال قائد عملية الهدم العسكري الأثاث اللي بيطلع بيطلع والباقي سنهدم البيت عليه.’
* بلدية الاحتلال تهدم مسكن عائلة مسالمة في سلوان:
في الثالث عشر من تموز 2009 قامت جرافة بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس في الساعة الثامنة والنصف صباح 13 تموز 2009 بهدم جزء من مسكن عائلة المواطن جمال مسالمة كانت أضافته تحت ضغط حاجة العائلة لتوسيع مسكنها، والبالغة مساحته 40م2 ويقع في واد الربابة في سلوان. المواطن جمال مسالمة وعائلته المكونة من 17 فرداً 12 منهم أطفال.
* عائلة نمر تهدم بيتها تحت تهديد بلدية الاحتلال بغرامات مالية: في الثامن عشر من تموز2009 هدم المواطن صالح خليل نمر 36 عاماً منزله طابقين قيد التجهيز: الأول مسقوف بالباطون والثاني مسقوف بالاسبست والجدران من الباطون، والواقع في حارة المكف ‘ بجانب مدرسة الوكالة’ – صور باهر.
* بلدية الاحتلال تهدد عائلة صيام بعقوبة مالية عالية إن لم تهدم بيتها بيدها: في الثلاثين من تموز 2009 هدمت عائلة ‘محمد سليمان صيام 32 عاماً’ بناءها المكون من طابق واحد مبني من الطوب ومسقوف بالباطون، بمسطح 60م2، تحت تهديد بلدية الاحتلال بفرض غرامة مالية عليه إن لم يهدم بيته بذاته بحجة البناء بدون ترخيص.
أفاد صيام إلى مراقب حقوق الإنسان والسكن في مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ بنيت البيت في نهاية العام الماضي 2008 وشهر كانون الثاني 2009، وفي 20 حزيران 2009 حضرت البلدية برفقة الشرطة وقامت البلدية بأخذ مقاسات البناء وألصقت أمر هدم إداري على باب البيت الذي اسكنه والعائلة منذ كانون ثاني 2009 حتى 29 تموز 2009، وينص الأمر الإداري على أن أقوم بهدم بيتي خلال 24 ساعة وإلا ستقوم البلدية بهدمه وستفرض عليّ 70,000 شاقل، وفي 30 تموز 2009 شاهدت سيارات الشرطة وحرس الحدود تسير باتجاهنا فبادرت إلى تنفيذ أمر الهدم لتجنب الغرامة العالية التي لا نستطيع دفعها.
ملخص إحصائية هدم المساكن في القدس منذ مطلع 2009 [1]:
الشهر |
عدد المساكن |
عدد أفراد الأسرة |
كانون ثاني |
6 |
40 |
شباط |
11 * |
71 * |
آذار |
9 |
62 |
نيسان |
4 |
23 |
أيار |
1 |
8 |
حزيران |
9 |
70 |
تموز |
9 |
60 |
المجموع |
49 |
334 |
* ملاحظة: ثلاث مساكن عبارة عن خيام تأوي بدو السيايلة تقع ما بين بلدتي الطور والعيزرية يقطن في الخيام نحو 40 فرداً أكثر من نصفهم أطفال.
لمزيد من المعلومات حول هدم المساكن الفلسطينية في القدس منذ مطلع عام 2009 يمكنكم مشاهدة الروابط التالية:
هدم المنازل الفلسطينية في القدس خلال شهر حزيران 2009.
[1] المصدر: مركز أبحاث الأراضي – بحث ميداني مباشر منذ مضطلع عام 2009 – حزيران 2009