تقديم:
يبدو أن مستوطني مستوطنة ‘بيت عين ‘ المقامة على أراضي منهوبة لبلدتي بيت أمر وصوريف قد أتقنوا إتباع سياسة الأرض المحروقة للقضاء على الثروة الزراعية في بلدة بيت أمر، متبعين أسلوب الحرق في القضاء على هذه الثروة الطبيعية الخضراء التي تميزت بها بلدة بيت أمر، محاربين بذلك المزارع الفلسطيني بكل ما أوتوا من قوة، بإطلاق الرصاص عليه وضربه بالآلات الحادة ومنعه من الوصول إلى أرضه تارة، وبإحراق تلك الشجيرات التي زرعها هذا المزارع قبل ان تدب أرجل ذاك المستوطن فوق الأرض العربية الفلسطينية تارة أخرى … وقائمة الاعتداءات هنا تطول .
خربة صافا الفلسطينية تعاني من مستعمرة بيت عين الإسرائيلية المجاورة:
تقع خربة صافا شمال غرب بلدة بيت أمر، ويبلغ عدد سكانها حوالي ( 3600 ) نسمة، تحتوي الخربة على (مدرسة مختلطة، ومسجداً للصلاة) وترتبط إدارياً وخدماتياً ببلدية بيت أمر، ويحدها من الشرق مستوطنة ‘عتصيون ‘، ومن الغرب : بلدة صوريف، ومن الشمال : مستعمرة ‘ بيت عين ‘، ومن الجنوب : بلدة بيت أمر.
بلدة بيت أمر: محاصرة هي الأخرى بالاستيطان والطرق الالتفافية ، حيث يحدها من الجهة الجنوبية مستعمرة ‘ كرمي تسور ‘ ومن الشرق الشارع الالتفافي ’60 ‘ ومن الشمال مستوطنة ‘ بيت عين ‘والآن، بلدة بيت أمر على موعد مع الحصار وإحكام الإغلاق على مدخلها الوحيد والرئيسي من الجهة الشرقية، حيث ستنفذ سلطات الاحتلال مخططها بإقامة الجدار الشائك والبوابة على مدخل البلدة . انظر الخارطة
 |
الانتهاك:
المستعمرون الإسرائيليون يحرقون مساحات أخرى من أراضي خربة صافا : في ظل هجمات المستوطنين المتواصلة ضد أهالي الخربة، أقدم حوالي 50 مستوطناً قادمين من مستعمرة ‘بيت عين’ على إحراق حوالي 150 دونماً من أراضي خربة صافا الزراعية.
ففي 13 تموز 2009 فقد تسلل قرابة ( 50 ) مستوطناً تحت حماية جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى الأراضي الزراعية الواقعة في وادي أبو الريش المحاذي لمستوطنة ‘بيت عين’ الإسرائيلية المقامة على أراضي بلدة بيت أمر الفلسطينية مصطحبين معهم عبوات ضخمة تساعد على اشتعال النيران بسرعة وهي عبارة عن مادتي ( الكاز والبنزين) بهدف إحراق أكبر عدد ممكن من الأشجار، وقد قام المستوطنون بإحراق مَزارع تقع أسفل الوادي وقاموا بسكب مادة الكاز والبنزين على الأشجار بهدف امتداد الحريق إليها، وقد ساعدت حرارة الجو وقوة الرياح إلى امتداد الحريق إلى الجبل المجاور وأتت النيران على حوالي (150 ) دونماً مزروعة بأشجار اللوزيات تعود ملكيتها لمزارعين من بلدة بيت أمر ومزارعين من بلدة صوريف.
 |
وأضافت المصادر أن النيران المندلعة في أراضي المواطنين قد استمرت حتى قرابة الساعة الرابعة بعد الظهر، حيث تمكنت طواقم الدفاع المدني التابعة لبلدية الخليل ترافقها طواقم القسم الهندسي في بلدية بيت أمر وعدد من مواطني بلدة بيت أمر من السيطرة على الحريق، حيث أعاقت قوات الاحتلال وصول طواقم الدفاع المدني وطواقم الإسعاف الفلسطينية الى مكان الحريق، وحاول العشرات من المستوطنين الاعتداء على طواقم الدفاع المدني وعلى المواطنين الذين حاولوا إطفاء الحريق، بينما سمحت تلك القوات لطواقم الإطفاء الإسرائيلية بإخماد النيران المشتعلة بالقرب من مستوطنة ‘ بيت عين ‘.
هذا وواجهت طواقم الدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى الحريق بسبب ووجود الأراضي في مواقع طريقها وعرة جدا وتدخل القسم الهندسي في بلدية بيت أمر لوصول الطواقم وإخماد الحريق.
ويبين الجدول حجم الأضرار التي تكبدها المواطنون جراء هذه الجريمة :
الرقم | الاســـم | المساحة المتضررة بالدونم | نوع المزروعات |
1 | فتحي احمد الصليبي | 18 | زيتون، خوخ، أحراش |
2 | محمد احمد ثلجي عادي | 50 | لوزيات وأحراش |
3 | أراضي تابعة لآل ثلجي عادي | 82 | لوزيات وأحراش |
المجمـــوع | 150 | ||
يشار هنا أن هذه الجريمة التي اقترفها المستوطنون بحق أراضي وأشجار المواطنين في خربة صافا لم تكن بالأولى فقد أقدم المستوطنون على إحراق أراض زراعية أخرى في شهر تموز 2009 ، لمزيد من المعلومات اضغط على الرابط التالي ( المستعمرون الإسرائيليون يواصلون اعتداءاتهم ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم 10,July,2009 )
وقد جاءت هذه الجريمة في موسم نضج ثمار اللوزيات التي تشكل مصدراً رئيساً في دخل مواطني بلدة بيت أمر التي تشتهر بزراعة اللوزيات، حيث تكبد المواطنون خسائر جمة، وحاربهم المستوطنون في مصدر رزقهم، حيث طالب المواطنون في خربة صافا بلجم المستوطنون ووضع حد لاعتداءاتهم على أراضيهم ومزروعاتهم.
 |
 |
صورة 5+6: أشجار خربة صافا وأصبحت جرداء من الثمار والورق
وفيما يلي تلخيص لأبرز اعتداءات المستعمرين خلال تموز 2009 ضد خربة صافا:
منعت قوات الاحتلال في السابع من تموز 2009 وفداً تضامنياً ضم 240 متضامناً من أعضاء البرلمان الأوروبي، ورؤساء بلديات العديد من الدول الأوروبية، من الوصول لبلدة بيت أمر للتضامن مع المزارعين في خربة صافا، حيث قامت قوات الاحتلال بالتشديد من إجراءاتها العسكرية على الطرق والمداخل الرئيسة المؤدية لبلدة بيت أمر.
قام جنود وشرطة الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق الطرق المؤدية إلى خربة صافا في الحادي عشر من تموز 2009 ومنعت المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، وحاول الجنود الاعتداء على المزارع فهد عبد الله جابر صليبي، خلال محاولته الوصول إلى أرضه، رغم وجود تنسيق مسبق بين بلدية بيت أمر والحاكم العسكري الإسرائيلي، يقضي بالسماح للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم.
في التاسع عشر من تموز 2009 هاجم المستوطنون الإسرائيليون منازل المواطنين في خربة صافا وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية صوب المنازل ، فيما اقتحمت قوات من جيش الاحتلال الخربة بدعوى البحث عن المستوطنين وإعادتهم إلى مستوطنة ‘بيت عين ‘ .
