تناقلت وسائل الاعلام في الاونة الاخيرة اخبارا عن جهات رسمية اسرائيلية بان الجيش الاسرائيلي قد ازال 15 حاجزا في الضفة الغربية المحتلة وذلك لتسهيل حركة الفلسطينيين، اهمها حاجز مدخل مدينة اريحا و حاجز نابلس حيث صحبتها حملة ترويجية عن سعي اسرائيل للتخفيف من القيود المفروضة على تنقل المواطنين الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية. انظر الخارطة
اما حقيقة الامر فتتلخص بان ما تقوم به اسرائيل هو مجرد مداعبات سياسية اعلامية، حيث ان الحواجز التي اعلنت اسرائيل عن ازالتها ما زالت قائمة على أرض الواقع، غير ان تصنيفها الاداري قد تغير بحيث اصبحت الان ما يعرف باسم حواجز طيارة مع الاشارة الى وجود نقطة عسكرية اسرائيلية بدون ان يكون هناك حاجز على الطريق الا بحسب الحاجة، وهذا يتعلق عادة بمرور قوافل المستوطنين الاسرائيليين على نفس الطريق الذي يسلكه الفلسطينون حيث يقوم جيش الاحتلال باعادة تفعيل الحاجز بشكل مؤقت ثم يعاود فتحه من جديد. كذلك الامر فان موضوع الحاجز يرتبط بالحالة الامنية كما تصدر عن قيادة الجيش الاسرائيلي الذي يعاود وضع الحواجز على الطرق في حال رفع حالة التاهب الامني للجيش الاسرائيلي.
لقد عانى الفلسطينيون من وجود الحواجز والعقبات الاسرائيلية الموزعة في جميع أنحاء الضفة الغربية لسنوات طويلة و التي تصاعدت خلال العقد المنصرم من مجرد عدة حواجز الى اكثر من 650 عقبة منها الحواجز الثابتة (عددها 79) و الحواجز الطيارة (عددها 17) وابراج الحراسة (عددها 71) و البوابات الزراعية (عددها 113) و الحواجز الاسمنتية (عددها 70) و السواتر الترابية (عددها 234) و البوابات الحديدة (و عددها 85)، كلها تساهم بشكل مباشر في الحد من حرية التنقل و الحركة للمواطنين الفلسطينيين ما بين المدن او باتجاه اراضيهم الزراعية و خصوصا تلك الواقعة على الجدار.
و الجدير ذكره بان اسرائيل قد عمدت خلال الاعوام السابقة الى اعادة تعريف مسارات الطرق في الضفة الغربية المحتلة وذلك بانشاء شبكة طرق خاصة بالمستوطنين الاسرائيليين حيث تم ربطها بشبكة الطرق الاسرائيلية القائمة و عملت على تقطيع اوصال المدن و القرى الفلسطينية الى مناطق منفصلة عن بعضها البعض. ومن جهة اخرى اصبحت شبكة الطرق الفلسطينية شبه منفصلة و اكثر صعوبة للمواطنين الفلسطينيين حيث يضطرون للسفر مسافات اطول بعيدا عن الحواجز العسكرية او نقاط الاغلاق. و رغم ذلك كله ما زالت اسرائيل تتمسك بالحواجز الاستراتيجية المحيطة بمدينة القدس المحتلة بهدف تكريس سياسة عزل المدينة المقدسة عن امتدادها الطبيعي لباقي مناطق الضفة الغربية المحتلة، ناهيك عن حاجز وادي النار و المعروف باسم ‘حاجز الكونتينر’ و الذي يشكل نقطة الفصل الكامل ما بين شمال وجنوب الضفة الغربية و الذي يعتبر اكبر عائق امام تحرك 2.4 مليون فلسطيني.
ما زالت دولة الاحتلال الاسرائيلي تلجا الى اسلوب المراوغة في معاملتها مع الفلسطينيين و المجتمع الدولي ، سواءا على صعيد الاستيطان او موضوع الحواجز و تعلن ازالة بعض منها بهدف تسهيل حياة الفلسطينيين و تستمر بالمحافظة على مئات اخرى تسيطر فيها على حركة الفلسطينيين و حرية تنقلهم.