أقدم مستعمرو مستعمرة ‘ بيت عين ‘ – المقامة على أراضي مصادرة لمواطني بلدات بيت أمر وصوريف شمال محافظة الخليل – على إحراق واقتلاع مئات الاشجارالمثمرة لمزارعين من خربة صافا وبلدة بيت أمر.
وجاءت هذه الاعتداءات على المزروعات والمزارعين بعد سلسلة اعتداءات شبه يومية شهدتها خربة صافا اقتحم خلالها المستعمرون العديد من المنازل وحطموا العديد من الأبواب واعتدوا بالضرب وبإطلاق النار على المواطنين هناك.
مستعمرة بيت عين:
مستعمرة بيت عين أنشئت في عام 1992 من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارييل شارون الذي كان واحدا من سادة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأقيمت على أراضي قرية الجبعة في أقصى شمال غرب الخليل كواحدة من عشر مستعمرات تشكل كتلة غوش عتصيون الاستيطانية والتي تعد واحدة من ثلاث كتل استيطانية كبرى في الضفة الغربية وهي: ارييل في شمال الضفة ومعاليه أدوميم في وسطها، وتقع مستعمرة بيت عين على مسافة 1.5 كلم الى الشمال من خربة صافا. وبلغ عدد المستعمرين فيها مع نهاية عام 2007 نحو 906 مستعمراً (المصدر : مؤسسة السلام في الشرق الأوسط) ويصنف هؤلاء المستعمرون على انهم أعضاء في أكثر الأحزاب اليمينية تطرفاً في إسرائيل والذين لا يقبلون العرب ف محيطهم. ووفقاً للمرجع السسابق فان مساحة المستعمرة تبلغ 1345 دونماً من بينها 239 دونم مسطح بناء (المصدر : المرجع السابق).
خربة صافا:
وهي تقع على بعد نحو 20 كيلومترا الى الشمال الغربي من مدينة الخليل. ويبلغ مجموع سكانها حوالي 1350 نسمة ومساحة أرضها الإجمالية نحو 000 10 دونم منها 200 دونم مسطح بناء (المصدر : الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني). إن معظم أراضي الخربة مزروعة بالخوخ والعنب واللوزيات. وان الخربة مرتبطة إدارياً ببلدة بيت أمر ويحيط بها من الشرق كتلة غوش عتصيون الاستيطانية، ومن الغرب بلدة صوريف، ومن الجنوب بلدة بيت أمر، ومن الشمال مستعمرة بيت عين. والجدير بالذكر إن بلدة بيت أمر أيضاً محاطة بالمستعمرات والطرق الالتفافية من ثلاثة جوانب : مستعمرة كرمي تسور من الجنوب، وكتلة غوش عتصيون الاستيطانية من الشمال والطريق الالتفافي رقم 60 من الشرق. يبلغ مجموع سكانها حوالي 000 15 نسمة ومساحتها 22000 دونماً منها 3000 دونماً مساحة مسطح البناء (المصدر : المرجع السابق). ووفقاً لخارطة الجدار العازل المعلنة من قبل الاحتلال فان حوالي 6000 دونماً من الأراضي الزراعية الخصبة من خربة صافا وبلدة بيت أمر ستدمر لصالح الجدار العنصري في حال انشأ بين القرية ومستعمرات غوش عصيون. وطرحت خطة بناء الجدار قبل ثلاثة اعوام ولكنه لم ينفذ حتى الآن.
الهجمات ضد أهالي خربة صافا من قبل المستعمرين الإسرائيليين خلال شهر حزيران 2009:
18/6/2009: هاجمت مجموعات المستعمرين مزارعي بلدة بيت أمر المتواجدين في أراضيهم المحاذية لمستعمرة ‘ بيت عين ‘ في منطقة ‘عين البيضه ‘ شمال البلدة، واجبر المستعمرون – وتحت تهديد السلاح ورشق الحجارة – عدداً من النسوة والأطفال على مغادرة أراضيهم وترك ما تم جنيه من ورق العنب الذي جنوه من أراضيهم، مما أدى بالمزارعين إلى الهرب خوفاً على حياتهم وحياة أطفالهم.
19 /06/2009: أضرم المستعمرون النار في أراضي المزارعين وفي أشجار اللوزيات والعنب والحشائش في منطقة ‘ العرق ‘ شمال خربة صافا، حيث أتت النيران على العديد من الأشجار التابعة لعائلة ‘ ثلجي ‘، وساهمت الأجواء الخماسينية على اشتعال النيران، حيث حضرت اطفائية بلدية الخليل وأخمدت النيران، ووجد في المكان آثار الأدوات التي استعملها المستعمرون في إشعال النيران، حيث عثر على ‘غالون بنزين وعلبة ثقاب ‘ مما يدل على أن المستعمرين استعملوا البنزين في إشعال النار في أراضي المواطنين
.
صورة 7+8: غالون بنزين وقداحة وجدتا في حقل محروق
22/06/2009: نفذ المستعمرون جريمة أخرى بحق أشجار تعود لمزارعين في منطقة ‘ وادي ابو الريش ‘ شمال خربة صافا، وتمثلت الجريمة في إعدام عشرات الأشجار المثمرة من زيتون وعنب ولوزيات، حيث قطَع المستعمرون عشرات الأشجار واقتلعوا العشرات أيضا، مخلفين دماراً واسعاً في بساتين المزارعين، فيما أكد شهود عيان من فريق التضامن الفلسطيني والذين حضروا إلى المنطقة أن المستعمرون قاموا بجريمتهم هذه تحت حراسة جنود الاحتلال وعلى مرأى منهم، وعرف من بين أصحاب الأراضي المعتدى عليها كل من:
فهد عبد الله وهادين.
موسى عبد الله الصليبي.
حماد عبد الحميد وهادين.
صورة 9+10+11: بعض أشجار العنب والزيتون التي قطعها المستعمرون من بيت عين
شهادات الضحايا :
أربعة أشقاء من عائلة الصليبي يملكون ما مساحته 100 دونماً من الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة منذ الخمسينات وقبل قدوم مستعمرة ‘ بيت عين ‘ إلى خربة صافا، حيث أفاد الحاج حماد صليبي ( 80 عاماً ) وهو احد المالكين للأرض لباحث مركز أبحاث الأراضي حول طريقة الاعتداء عليه من قبل المستعمرين أثناء تواجده في أرضه بالتالي: (( لدى قيامي بحراثة ارضي هاجمني مجموعة من المستعمرين الملثمين وضربوني على راسي وبطني بقطعة حديدية مما أدى إلى نقلي إلى المستشفى لتلقي العلاج)).
صورة 12+13: السيد الوهادين يعرض جرح كبير في رأسه من جراء ضربه من المستوطنين
فيما أفاد محمد جابر الصليبي ‘وهو مالك آخر للأرض ‘ بالتالي: ‘أن جنود الاحتلال يشكلون الحامي للمستعمرين أثناء قيامهم بالاعتداء على الفلسطينيين، مضيفاً ان جنود الاحتلال كانوا يوعزون للمستعمرين بالاعتداء على المزارعين، وان الجنود اخبروا المستعمرين بأنه ‘ في حال ضرب أي مستعمر بأي حجر من قبل المزارعين فان الجنود سيردون بإطلاق الرصاص باتجاه المزارعين الفلسطينيين’ .على حد قوله.
شكاوي عديدة:
المزارعون المعتدى عليهم والذين يمارس بحقهم شتى أنواع الاعتداءات، لجئوا إلى تقديم شكاوى لدى شرطة الاحتلال ضد تصرفات المستعمرين التي أفقدتهم مصدر رزقهم ودخلهم، وحرمتهم من الوصول إلى أراضيهم وقطف ثمارها هذا الصيف، حيث تم تقديم ما يقارب العشرين شكوى ، الا انه وفي كل مرة تدعي شرطة الاحتلال بأن ‘هذه الشكاوى باطله وكاذبة وانه لا اعتداءات يمارسها المستعمرون بحق المزارعين الفلسطينيين ‘ مع العلم أن هذه الاعتداءات تمارس أمام أعين جنود الاحتلال .
هذا، وقد أصبح وصول المزارع الفلسطيني في بلدة بيت أمر إلى أرضه محفوفاً بالمخاطر، إذ لا يمكن الوصول إليها إلا بمرافقة المتضامنين الأجانب، الذين ربما يشكلون الحامي الوحيد للمزارع من اعتداءات المستعمرين، وفي حال استمر الأمر على ما هو عليه الآن، فان هذا يعني أن مئات الدونمات الزراعية وآلاف الأشجار المثمرة ستكون عرضى للمصادرة لصالح الاستيطان، إضافة إلى تدمير محصول زراعي كامل يعتاش عليه مئات الأسر من أهالي خربة صافا وبلدة بيت أمر.
جدير بالذكر أن مجموع مساحات الأراضي التي تواجه خطر الاستيطان من مستعمرة ‘ بيت عين ‘ تقدر بحوالي ( ألف دونم ) حسب مشروع التضامن الفلسطيني حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة ما مساحته ( 80% ) في حين تشكل الأراضي المزروعة بالأشجار الحرجية ما مساحته ( 20% )، ويحظر على المزارعين إنشاء آبار في هذه الأراضي من اجل ري المزروعات، كما يحظر عليهم إقامة سياج أو سلاسل لمنع أغنام المستعمرين من الدخول إلى أراضي المواطنين.
حرق خيمة للمزارعين جنوب بلدة يطا :
أقدم مسعمرون من مستعمرة ‘ سوسيا ‘ المقامة على أراضي بلدة يطا جنوب الخليل على إحراق خيمة بمساحة ( 50 مترا ) كان يقطنها مجموعة من رعاة الأغنام أثناء نومهم ليلاً، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من الرعاة بحالات اختناق وهم ( يحيى النواجعة وإبراهيم النواجعة وعبد الرحمن النواجعة)، فيما قام المواطنون بإطفاء النيران المشتعلة في الخيمة وتقديم العلاج للمصابين.
يذكر هنا ان هذه الخيمة كانت بمثابة مقر لمتابعة أمور مواطني خربة سوسيا الذين يواجهون خطر مصادرة أراضيهم والمتواجدين على أراضيهم أملاً في حمايتها من مستعمري مستعمرة سوسيا.
حرق مزروعات شرق الخليل :
أفاد شهود عيان أن مجموعات من مستعمري ‘ كريات أربع ‘ شرق مدينة الخليل أقدموا على إشعال النار في أراضي مزارعين من عائلة جابر بمحاذاة مستعمرة ‘ كريات اربع ‘ وفي منطقة ‘ البويرة ‘ تحديداً، وأشار الشهود ان النيران أتت على العديد من الأشجار المثمرة في المكان، ومما يجدر ذكره انه وضمن ممارسات المستعمرين بحق أهالي مدينة الخليل، فقد قامت مجموعة من المستعمرين في التجمع الاستيطاني ‘ أبراهام افينو ‘ وسط المدينة، بمنع اطفائيات بلدية الخليل من الوصول الى بيت اشتعلت النيران فيه جراء حادث عرضي مطلع شهر حزيران / 2009 ، حيث عمد المستعمرون الى منع سيارات الإطفاء من الوصول الى مكان الحريق، مما اضطر المواطنون الى إخماد النار بوسائلهم المتواضعة.