تعتبر الخنازير احدى الحيوانات البرية المتواجدة اليوم في اسرائيل وفلسطين. وهي أكثر شيوعا في الجزء الشمالي من اسرائيل ، وتتواجد بكثرة في وادي الحولة، والجولان والجليل ومنطقة جبال الكرمل في حيفا وحولها، وحول نهر الكسندر[1]. كما أصبحت تتواجد الخنازير البرية أيضا في معظم المناطق الفلسطينية وخصوصا الشمالية منها مثل مناطق الأغوار ومناطق الشفا غورية والمناطق المحاذية للمستوطنات الاسرائيلية و خصوصا في منطقة نابلس, في مناطق وادي الباذان، والفارعه ووادي الساجور ومنطقة سلفيت وواد قانا، وقرى قلقليليه مثل فلاميه و كفر جمال وسنيريه و كفر ثلث, كما توجد بأعداد كبيرة في المناطق الشرقية التابعة لمحافظة جنين كقرى جلبون وفقوعه والمناطق الغربية، خصوصا في منطقتي عانين و أم الريحان بالاضافه إلى مناطق يعبد و كفرراعي[2]. انظر الصورة
و عادة ما تتجول الخنازير البرية في شكل قطعان و يصل وزنها ما بين 10 و 90 كيلوغراما. و بالرغم من أن هذه الخنازير البرية مألوفة في المنطقة الا ان لها اثار مدمرة على البشر و الأراضي الزراعية و الممتلكات. ففي بعض الاحيان تعمل الخنازير البرية, و خصوصا الناشئة منها, على تدمير المحاصيل الزراعية و اقتلاع الأشجار الصغيرة و غيرها المثمرة، و الاعتداء على البشر و الحيوانات الاليفة الاخرى مثل الخراف والماعز, و تلتهم كل ما تجده في طريقها من نبات وحيوان.
و كان الفلسطينيون في الاونة الاخيرة قد تقدموا بشكوى ضد الاعتداءات المتزايدة و المتكررة لقطعان الخنازير البرية التي يتم اطلاقها من المستوطنات الاسرائيلية المجاورة للقرى الفلسطينية شمال الضفة الغربية و تدمير أراضيهم الزراعية و ممتلكاتهم. و نشرت في الآونة الأخيرة تقارير مفادها أن المستوطنيين الاسرائيليين القاطنيين في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية يطلقون الخنازير البرية لتجتاح الاراضي الزراعية الفلسطينية التابعة للقرى الفلسطينية المجاورة. ففي الثالث من شهر حزيران من العام 2009, اشتكى أهالي مدينة سلفيت بأن مجموعة من المستوطنيين الاسرائيليين القاطنين في مستوطنة ارئيل أطلقوا العنان لمجموعة من الخنازير البرية الامر الذي تسبب في حالة من الفوضى والتدمير للمحاصيل الزراعية. و كان الاتحاد الزراعي–التجاري الفلسطيني قد ذكر في وقت سابق بأن الخنازير البرية كانت تنتقل الى القرى الفلسطينية وتدمر المحاصيل الزراعية[3]. و هناك تقارير أخرى مفادها أن الجيش الإسرائيلي و بالتعاون مع المستوطنين الاسرائيليين يطلقون الخنازير البرية الى القرى الفلسطينية عمدا بقصد تدمير المحاصيل الزراعية و التي تشكل المصدر الرئيسي للدخل للعائلة الفلسطينية و للعديد من التجمعات الفلسطينية الصغيرة[4].
و تدعي اسرائيل أنها لا تساهم في زيادة عدد هذه الخنازير البرية في الضفة الغربية أو إطلاق سراحها إلى المزارع والقرى الفلسطينية, و تضيف أيضا انها لا تستطيع السيطرة على عدد الحيوانات في الضفة الغربية لان هذه المنطقة خاضعة للسيطرة الفلسطينية وخارج نطاق سيطرتها. الا أن التقارير الاخبارية رصدت العديد من الحوادث التي تم فيها اطلاق الخنازير البرية عمدا الى الاراضي الفلسطينية المجاورة و كان منها:
أطلق مستوطني ايتمار وآلون موريه المحاذيتين لقرية عورتا شرق مدينة نابلس قطعان الخنازير لإتلاف المزروعات وبث الخوف بين أهالي القرية.
أطلق مستوطنتي بيت ايل وبساغوت قطعان من الخنازير البرية على القرى الفلسطينية المجاورة.
تعتبر منطقة وادي المطوي في سلفيت مرتعا للخنازير البرية حيث أن وجود سيل المياه العادمة التي تلقيها مستوطنة ‘آريئل’ في الوادي تشكّل بيئة خصبة لتكاثر هذه الخنازير البرية.
هاجمت الخنازير البرية عددا من المزارعين الفلسطينيين ممن كانوا في طريقهم إلى حقولهم وأراضيهم الزراعية في سهول عرابة ويعبد وبير الباشا وقباطية في محافظة جنين
هاجمت الخنازير البرية عدداً من تلاميذ المدارس في قريتي يعبد وعرابة وبعض المزارعين دون أن تتمكن من إصابة أي منهم.
تتفاقم ظاهرة انتشار الخنازير البرية في القرى الفلسطينية حيث لا يقتصر وجودها على الأراضي الزراعية الفلسطينية بل أصبحت تتجول بحرية بين منازل المواطنيين و تشرب من عيون المياه التي يعتمد عليها المواطنون الفلسطينون في الحصول على مياه الشرب الامر الذي يشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنيين وسلامتهم خصوصا بعد أن ثبت وجود إصابات بأنفلونزا الخنازير.[5]
هاجم قطيعا من الخنازير البرية احدى القرى الفلسطينية شرق مدينة سلفيت و اتلفت الحقول المزروعة بالقمح و نشرت حالة من الذعر بين المواطنيين الفلسطينيين مما اضطرهم ملازمة منازلهم خوفا من مهاجتهم. [6]
النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية و أثرها على البيئة الفلسطينية
و بما انه من غير الواضح ما اذا كان الجيش أو المستوطنين الإسرائيليين يطلقون الخنازير البرية عمدا الى القرى الفلسطينية، فإنه من المتفق عليه أن جدار العزل العنصري و الطرق الالتفافية الاسرائيلية أدت إلى تقليص الموئل الطبيعي لهذه الخنازير البرية و دفعت بها الى الرحيل عن بيئتها الطبيعية و البحث عن مواطن جديدة. كما ساهمت النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية أيضا في تقطيع أوصال البيئة الطبيعية لهذه الحيوانات البرية و حصر خياراتها في البحث عن مواطن جديدة و التي كانت في النهاية قريبة من القرى الفلسطينية. كما ان هذه الخنازير البرية لا تستطيع دخول مناطق المستوطنات الاسرائيلية بسبب وجود الأسلاك الشائكة حولها الامر الذي يدفعها للتوجه مباشرة إلى الحقول الزراعية التابعة للقرى الفلسطينية حيث تأكل وتخرب كل ما تجده في طريقها.
ملخص
وضمن سلسلة الانتهاكات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة من هدم و تهجير و مصادرة الاراضي الفلسطينية للاغراض العسكرية المختلفة و بناء جدار العزل العنصري, عمدت قوات الاحتلال الاسرائيلي و بالتعاون مع قطعان المستوطنين القاطنين في المستوطنات القريبة من القرى الفلسطينية إلى اطلاق الخنازير البرية المتوحشة الى الاراضي الزراعية بهدف زيادة معاناة المزارعين الفلسطينيين و إجبارهم على الرحيل و السيطرة على اراضيهم و ضمها للمستوطنات المجاورة. و تدعي اسرائيل أن هذه الحيوانات البرية تحافظ على التوازن البيئي في المنطقة الا انها أصبحت تشكل خطرا على حياة المواطنيين الفلسطنيين و مصدر دخلهم و مستقبلهم أيضا.
[1] http://www.israelnationalnews.com/News/News.aspx/131834
[2] http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=161082
[3] http://www.maannews.net/en/index.php?opr=ShowDetails&ID=38288
[5] http://www.al-ayyam.ps/znews/site/template/article.aspx?did=113182&date=6/1/2009