يشار هنا إلى أن قطعان الخنازير البرية التي ينشرها المستعمرون تتكاثر بشكل سريع، وتبحث في فصل الصيف عن المناطق الرطبة، فلذلك باتت تهاجم حدائق المنازل المزروعة بالخضراوات بحثاً عن الماء. حيث أن تلك الحيوانات تقطع مسافات طويلة في الليل خاصة إذا اشتمت رائحة المزروعات المحببة لها مثل البندورة والبطاطا، وباتت الخنازير تشكل خطراً على حياة الناس، ففي بعض القرى مثل قرية مردا وقرية كفل حارس شمال المحافظة يخشى المواطنون الخروج من منازلهم في ساعات الليل خوفاً من الخنازير التي تجوب الطرقات على شكل قطعان كثيرة العدد، وتلتهم الأخضر واليابس وتتلف المزروعات وتحاصر البيوت.
ومن الجدير بالذكر أن قطعان الخنازير تعرضت لبعض المواطنين بحيث باتوا يخافونها ويخشون على أطفالهم منها ليلاً ونهاراً. وحول انتشار تلك الحيوانات في الأراضي الفلسطينية قال المزارع محمد حسان من مدينة سلفيت لباحث مركز أبحاث الأراضي: بأنه رأى مستوطنين قبل عدة أسابيع ينزلون خنازير من شاحنات محملة بها في منطقة العشارة الواقعة بين سلفيت وقرية اسكاكا في المنطقة حيث تنتشر تلك الحيوانات بكثرة هناك.
يشار أن سلطة حماية الطبيعة التابعة للاحتلال الإسرائيلي تقوم بتجميع الخنازير من داخل الخط الأخضر وتلقيها في جبال الضفة خصوصاً وأنها لا تشكل خطراً على المستعمرات لأنها محاطة بجدران وأسلاك شائكة لا تستطيع الدخول إليها.
ومن الجدير بالذكر أن الفلاح الفلسطيني الذي يواجه تلك الحيوانات وحده ويشاهد مزروعاته تدمر يومياً بسببها لا يجد من يساعده في القضاء عليها فإذا استخدم السلاح الناري فإنه معرض لملاحقة الاحتلال، وإذا قرر استخدم السموم لمكافحتها فانه لا يجدها، وإذا وجدها فهو معرض للاعتقال والسجن والغرامة من قبل سلطات الاحتلال بحجة انه الحق ضرراً بالحيوانات البرية في ظل مواصلة المستوطنين إطلاق الخنازير البرية المتوحشة التي تهاجم المحاصيل الزراعية في أراضي المواطنين القريبة من مستعمرات الاحتلال، حيث يتجاهل الاحتلال النداءات الطبية الدولية إلى حماية المدنيين في الوقت الحاضر من تلك الخنازير مع انتشار مرض أنفلونزا الخنازير على مستوى العالم اجمع.
هذا ويشتكي المزارعون الذين يمتلكون أراضي زراعية في منطقة المطوي غرب مدينة سلفيت من قطعان الخــنازير التي تهاجم حقولهم هناك، خاصة وان الخنازير تحب العيش في المناطق المائية والظليلة، هذا وإن قطعان الخنازير تتكاثر في المنطقة القريبة من خزان المطوي بشكل كبير، حيث تستفيد من الأعشاب والمياه في المنطقة.
ويذكر أن مناطق كثيرة في محافظة سلفيت والمحافظات المجاورة أصبحت موبوءة بالخنازير التي تهاجم مزارع ومنازل المواطنين، الذين يقفون عاجزين أمام مواجهتها، بسبب تكاثرها. وتؤرق مشكلة الخنازير البرية جميع الفلسطينيين خاصة أصحاب المنازل التي تقع على مقربة من مشارف مستعمرات الاحتلال، كما يقول أبو عامر وهو مزارع من قرية رافات شمال سلفيت.