شهدت محافظة نابلس موجة جديدة من اعتداءات المستوطنين خلال شهر حزيران 2009 والتي تمثلت بإحراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بالإضافة إلى الاعتداء على عدد من المواطنين الفلسطينيين في مناطق متفرقة في عدد من قرى وبلدات محافظتي نابلس وقلقيلية، ففي الأول من حزيران 2009 عند حوالي الساعة 8 صباحاً، باشرت مجموعات من المستوطنين بإشعال عشرات الحرائق في أراضي ست قرى وبلدات جنوب وشرق نابلس، حيث أقدم المستوطنون على إشعال حرائق على امتداد الطريق الاستيطاني الذي يخترق أراضي قرى بورين وحوارة وصرة وتل وجيت واماتين مما أدى إلى إتلاف مئات الدونمات المزروعة بالحبوب والأشجار والتي قدرت بـ 1344 دونماً كان نصيب بورين الأكبر حيث تم حرق 1213 دونماً زراعياً وتلتها قريتي تل وصرة 55 دونماً ثم اللبن الشرقي 28 دونماً، هذا وقدر عدد أشجار الزيتون نحو 4000 شجرة، هذا وحجبت سماء المنطقة غيمة من الدخان على مدار عدة ساعات جراء الحرائق التي أشعلها مستوطنو مستوطنة ‘يتسهار’.
تجدر الإشارة إلى المستوطنين عمدوا إلى إشعال النيران بشكل منظم حيث ما كاد المستوطنون ينتهون من إضرام النار في مكان من حقول القمح والشعير وبساتين الزيتون حتى ينتقلوا إلى موقع آخر لإشعال النيران فيه على امتداد 50 موقعاً ابتداءً من مدخل مستوطنة ‘كدوميم’ والانتهاء بالقرب من بلدة حوارة بطول 12كم.
يشار إلى انه بينما كان سكان تلك القرى يقفون عاجزين عن فعل أي شيء إزاء سلسلة الحرائق التي كانت تلتهم مزروعاتهم وحقولهم فإن جيش الاحتلال حصر تدخله بمنع المستوطنين من الوصول إلى الفلسطينيين عوضاً عن انه كان يحول دون وصول المزارعين الفلسطينيين إلى معظم الأماكن لإخماد الحرائق التي حاولت عدد من سيارات إطفاء فلسطينية عبثاً محاصرة بعضها على مدار 4 ساعات حيث سُمح لها بعد جهد مضني من الوصول إلى المنطقة بعدما التهمت النيران عدد كبير من الأراضي الزراعية والتسبب في خسارة كبيرة للمزارعين مع بداية موسم حصاد القمح في المنطقة.
يعقب ويصف رئيس بلدية بورين السيد علي عيد لباحث مركز أبحاث الأراضي ((إن ما جرى عمل مدبر التزم جيش الاحتلال بعدم محاولة منع اعتداءات المستوطنين بل منع الأهالي وطواقم الدفاع المدني الفلسطيني من الوصول إلى أماكن الحرائق لإخمادها بينما ترك المستوطنين يجولون بحرية ودون أدنى قيود ما يدعو للقول بأن قوات الاحتلال بدت متواطئة مع ما قام به المستوطنون، حيث يأتي هذا التصعيد من قبل المستوطنين كرد على مسرحية حكومة الاحتلال بإخلاء بؤرة استيطانية عشوائية مكونه من 3 كرفانات تدعى ‘نحلات يوسيف’ بالقرب من مستوطنة ‘الون موريه’، ضمن الخطة الشكلية للاحتلال بتفكيك عدد من البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية، علماً بأن جميع مستوطنات الضفة الغربية تشهد زيادة في عدد الكرفانات والبيوت الجاهزة داخل تلك المستوطنات)).
نصب عدداً من الحواجز لمنع إخماد النيران المشتعلة: عمد المستوطنون إلى نصب العديد من الحواجز على الطريق العام نابلس _ قلقيلية ( طريق رقم 60) حيث قام المستوطنون بالفاء الحجارة على السيارات الفلسطينية المارة عبر هذا الطريق بالتواطؤ مع جيش الاحتلال الإسرائيلي مما أدى إلى إصابة 6 مواطنين بين كسور ورضوض نقلوا على أثرها إلى احد المستشفيات في مدينة نابلس لتلقي العلاج، حيت بلغ عدد المواطنين الذين تم تعرضهم إلى إصابات متفرقة 6 مواطنين علاوة على الأضرار التي لحقت في السيارات التي كان يستقلونها و الممتلكات.
360 شجرة زيتون مثمرة ضحية نيران المستعمرين: في الثامن من حزيران 2009 أقدم مستوطنو مستوطنة ‘ايتمار’ على إحراق 4 دونمات زراعية تعود للمواطن امجد عدنان قواريق (48عاماً) و الواقعة في قرية عورتا 8كم جنوب نابلس والمزروعة بأشجار الزيتون (360 شجرة زيتون مثمرة )، والتي أتلفت بالكامل علماً بأن تلك الأرض تقع على الطريق الالتفافي المؤدي إلى مستوطنة ‘ايتمار’، حيث يشار هنا إلى أن المزارعين الذين يمتلكون أراض قريبة من المنطقة لا يسلمون من الاعتداءات المستمرة من قبل قطعان المستوطنين، الذين يعيثون في الارض فساداً وذلك منذ أن نشأت مستوطنة’ ايتمار’ عام 1984م حتى اليوم.
مستوطنة ايتمار تشكل همّاً يومياً للفلسطينيين المجاورين لها: تتربع مستوطنة ‘ ايتمار’ على أراضي قرى وبلدات عورتا وبيت فوريك واليانون وروجيب. وتحتل مساحة حدودها البلدية الآن 6963 دونماً، ومسطح البناء فيها 253 دونماً، وبلغ عدد المستعمرين فيها حتى نهاية عام 2005م نحو 651 مستعمراً، يشكلون همّاً يومياً لأهالي المنطقة فجميع الأراضي الزراعية المحاذية للطرق الالتفافية المؤدية للمستوطنة تعتبر مهددة بالإتلاف والتخريب من قبل قطعان المستوطنين في أي لحظة حتى المزارعين لا يسلمون من أذى هؤلاء المستوطنين، حيث وسبق أن تم الاعتداء على كثير منهم خاصة خلال موسم الزيتون من قبل عام.
حرق 7 دونمات من أراضي قوصين: أقدم المستوطنين في مستوطنة ‘كدوميم B’ في 11 حزيران 2009 في حوالي الساعة 9 صباحاً على إضرام النيران في أراضي المواطنين في قرية قوصين 8كم شمال غرب مدينة نابلس وذلك في المنطقة الغربية لقريبة من تجمع مصانع بارتون الواقعة داخل حدود مستوطنة ‘كدوميم B ‘ حيث أدت العملية إلى حرق 7 دونمات زراعية مزروعة بأشجار الزيتون و تضرر 560 شجرة زيتون مثمرة بالموقع، حيث عمد جنود الاحتلال في بداية الأمر إلى عرقلة وصول فرق الإطفاء والمزارعين إلى الموقع تحت أسباب وحجج أمنية واهية، وتعود تلك الأراضي للمواطنين: عمر ابو سمحة، سليمان كرم سليمان، محمد احمد حمدان، علماً بأن تلك الأراضي الزراعية يمنع أصحابها من الوصول إليها إلا في موسم الزيتون فقط، حيث يستغل المستوطنين ذلك في تحويل تلك الأراضي إلى مكبات لنفاياتهم.
صورة 3+4: الأراضي الفلسطينية المحروقة
28 دونماً في قرية اللبن الشرقي أيضاً ضحية نيران المستعمرين: في 15 حزيران 2009 في حوالي الساعة 5 فجراً أقدم مجموعة من مستوطني مستوطنة عيلي على إحراق 28 دونماً من الأراضي الزراعية المزروعة بالقمح في قرية اللبن الشرقي 22كم جنوب مدينة نابلس، علماً بان جميع هذه الأراضي تعود ملكيتها للمواطنين: فيصل عيسى رشيد (8دونم)، محمد حسين رشيد (6كم)، عيسى حسين عويس (5دونم) ، رفعت إسماعيل دراغمه (5دونم)، عبد الرحمن محمد عويس (5دونم)، حيث أن هذه الأراضي جميعها مزرعة بالقمح، وقد قام أصحابها بتجميع محصول القمح على شكل أسراب تمهيداً لحصده في اليوم التالي ، ولكن المفاجأة الكبرى هو حرق تلك المحاصيل في جنح الظلام علماً بأنها تشكل مصدر دخل أساسي لأصحاب هذه الأراضي الزراعية بعدما فقدوا عملهم داخل الخط الأخضر، حيث يشار هنا بحسب إفادة بعض المواطنين من القرية تم مشاهدة العديد من المستوطنين يخرجون من تلك الأراضي بعد حرقها باتجاه مستوطنة ‘عيلي’ من خلال الطريق الالتفافي في منطقة السهل الجنوبي المؤدي إلى مستوطنة ‘عيلي’، حيت تم على اثر ذلك استدعاء طواقم الإطفاء من بلدية نابلس بالإضافة إلى أهالي القرية لإخماد النيران التي أتت بالكامل على تلك المحاصيل.
ويوضح الجدول التالي الأضرار التي لحقت في الأراضي الزراعية :
المحافظة |
اسم القرية |
الموقع |
المساحة / دونم |
تاريخ الاعتداء |
اسماء المزارعين المتضررين |
نوع الزراعة |
المستوطنة المعتدية |
قلقيلية
|
اماتين |
خلة بقيقا
شرق القرية |
6 |
01/06/2009 |
جمال محمد صوان |
جميعها أشجار زيتون |
غلعاد زوهر |
15 |
عبد الرحمن متاني |
جيت |
البياضة |
13 |
01/06/2009 |
يحيى مصطفى سدة، شاكر عطية سدة، علي حسين سدة |
9 دونمات مزروعة بالزيتون و 4 دونماً مزروعة بالقمح |
غلعاد زوهر |
نابلس |
تل وصرة |
السطح السهيلة، كفرور، وطات أبو زياد، عمارة المنصور، كعدة، الجاموس |
55 |
01/06/2009 |
حوالي 14 مزارع منهم:
بكر صالح زيدان، إبراهيم حسين اشتيه، بسام محمد، اسعد حسين، مصطفى سماره، عبد المنعم رمضان، اشرف محمد اسعد، إبراهيم الشيخ غنام، صالح حامد صالح، علي اسعد صيفي، جهاد حسان سوقي، يوسف إسماعيل اشتيه |
80% زيتون
20% اشجار تين
|
غلعاد زوهر |
بورين |
خلة العشر، الرحانه، مروج الشيخ خليل، الخشعة، خربة أبو خلوف، خربة الطيرة |
1213 |
01/06/2009 |
أكثر من 30 مزارع منهم:
علي محمد محمود عيد، عماد حمزة زين، بشير حمزة زين، جمال عزت نجار صلاح نمر نجار، جمال عقاب عيد، علي يوسف زين، طالب احمد نجار. |
1200دونم مزروعة بالزيتون
13دونم بالقمح
1530شجرة زيتون مثمره |
يتسهار
جلعاد زوهر |
|
حوارة |
خربة الخضير |
3 |
01/06/2009 |
عطا لله طقو |
زيتون |
يتسهار |
|
عورتا |
|
4 |
08/06/2009 |
امجد عدنان قواريق |
360 شجرة زيتون |
ايتمار |
|
قوصين |
|
7 |
11/06/2009 |
عمر ابو سمحة، سليمان كرم سليمان، محمد احمد حمدان |
تضرر 560 شجرة زيتون |
كدوميم B |
|
اللبن الشرقي |
|
28 |
15/06/2009 |
فيصل عيسى رشيد (8 دونم)، محمد حسين رشيد (5 دونم)، عيسى حسين عويس (5 دونم)، رفعت إسماعيل دراغمه (5 دونم)، عبد الرحمن محمد عويس (5دونم) |
مزروعة بالقمح |
عيلي |
المجموع |
1344 |
|
|
|
|
إن سياسة حرق الأراضي الزراعية من قبل المستوطنين تعتبر حرب منظمة يشنها الاحتلال بهدف إلحاق اكبر ضرر بالمزارعين الفلسطينيين بالتزامن مع سياسة مصادرة ما تبقى من أراضي زراعية في الضفة الغربية، في خطوة إلى ضرب الوجود الفلسطيني من خلال الاستيلاء على الارض الفلسطينية وحرمان السكان الشرعيين من ابسط مقومات الحياة. [1]
[1] المصدر: المجالس القروية في القرى المتضررة