يواصل المزارعين في قرية فقوعة معاناتهم المستمرة عبر منعهم من قبل قوات الاحتلال من الاقتراب من ما تبقى من أراضيهم الزراعية المحاذية للجدار الفاصل في منطقة الهجيج الشرقي، المربعة، خلة الكبارة، المنايص، البلد، مرج يونس، تين ناصر شمال وشرق قرية فقوعة.
يشار إلى أن طبيعة الأراضي الزراعية المحاذية للجدار الفاصل في قرية فقوعة تعد من أخصب أراضي القرية الزراعية، حيث أن تلك الأراضي الزراعية تزرع بشكل دوري بالخضار والزراعات الحقلية وتعد مصدر دخل أساسي لأهالي القرية الذين فقدوا أعمالهم داخل الخط الأخضر بعد إقامة الجدار الفاصل على أراضي القرية عام 2002م محولاً حياة أهلها إلى جحيم لا يطاق، وبعد إقامة الجدار العنصري بدأت قوات الاحتلال بتشديد الخناق على المزارعين بالقرية في محاولة لمنعهم من زراعة واستغلال أراضيهم المحاذية للجدار الفاصل على عمق 500 متر شرق الجدار الفاصل، حيث بدأت قوات الاحتلال بملاحقة وطرد المزارعين المتواجدين في أراضيهم الزراعية من جهة وأحياناً تلجأ قوات الاحتلال إلى إتلاف المزروعات مستخدمةً أكثر من طريقة في ذلك إما بقص المزروعات أو أحياناً رش المزروعات بمادة كيميائية مما يكفل عدم نموها مرة أخرى، حيث تم تسجيل أكثر من انتهاك من قبل الاحتلال باستخدام هذه الطريقة في الفترة الأخيرة وفي نفس المنطقة، وحديثاً ومنذ شهر نيسان الحالي لجأ الاحتلال إلى طريقة جديدة في منع أهالي القرية من الوصول للمنطقة وهي مطاردة رعاة الأغنام ومنعهم من استغلال الأراضي الزراعية في الجهة الشمالية أو الشرقية من القرية، بحجة أنها أراضي قريبة من الجدار الفاصل مما سيؤدي ذلك إلى مشكلة كبيرة بالنسبة للمزارعين ورعاة الماشية علماً بأن تلك الأراضي في المنطقة تعد فقط المنفذ الوحيد لرعاة الأغنام بعدما فقدوا جميع المراعي خلف الجدار العنصري، هذا من شأنه خلق مشكلة حقيقية في القرية، وخاصة لمربي الماشية وقطاع الثروة الحيوانية في المنطقة، مما سيؤدي إلى زيادة عدد من المواطنين الذين سوف يتم تحويلهم إلى سوق البطالة والفقر.
القرية والجدار:
يحيط الجدار بالقرية من ثلاث جهات، الشرق، الغرب، والشمال ولا يترك سوى منفذاً واحداً لها. ويسير هذا الجدار مسافة 6 كيلومتر على أراضي القرية من الجهات الثلاث. ويبعد عن منازلها مسافة تتراوح ما بين 15 متراً ولغاية 150 مترا.
تجدر الإشارة إلى أن الأراضي التي تم عزلها تصنف بالتالي:35% مشجرة، و35% حقلية، و10% حرجية، و20% مراعي وأملاك دولة. و يشار في نفس الصدد، أن سلطات الاحتلال أقامت بوابتين على الجدار العنصري المحاذي للقرية، ولكن الاحتلال عمد إلى إغلاق البوابتين على مدار العام إلا بموسم الزيتون، حيث يفرض الاحتلال شروطاً تعجيزية على عملية فتح البوابات من حيث الوقت، حيث تقوم سلطات الاحتلال بفتح البوابات لفترة قصيرة من الساعة 8ـ9 صباحاً، ومن الساعة 4ـ5 مساء، علاوة على عدم السماح للمزارعين بالعبور إلا بعد حصولهم على التصاريح وفق الشروط والمعايير الإسرائيلية التعجيزية، حيث لم يسمح خلال موسم الزيتون الماضي حسب معلومات المجلس القروي إلا 22 شخص فقط بالعبور لجني ثمار الزيتون من أراضيهم الواقعة خلف الجدار العنصري، علاوة على ذلك، فان هنالك عدة منازل في القرية تقع على مسافة اقل من 30 متر من الجدار العنصري، حيث يشكل وجودها مصدر قلق وخوف لدى أصحابها من الممارسات الإسرائيلية الاحتلالية اليومية.
الموقع والمساحة:
تقع قرية فقوعة شمال شرق جنين على بعد ( 11 ) كم بمحاذاة الخط الأخضر ، و يبلغ عدد السكان 3200 نسمة، تبلغ مساحة أراضي القرية 36000 دونماً، تمت مصادرة 24000 دونماً منها عام 1948 وبقي 8000 دونماً وهي أراضي طابو اسرائيلي وهناك نحو 4000 دونماً تصنف ضمن ما يسمى أراضي دولة يسيطر عليها قوات الاحتلال بشكل كامل. حيث يشار إلى انه تم مصادرة وعزل ما مجموعه 450 دونماً من الأراضي المملوكة لسكان القرية خلف الجدار العنصري، وتبلغ مساحة المخطط الهيكلي للقرية 2000 دونماً.[1]
[1] المصدر: مجلس قروي فقوعة