في صباح يوم السبت في الثاني من أيار 2009 أثناء توجه عدد من المزارعين من قرية جيت إلى أراضيهم الزراعية في المنطقة المعروفة باسم بيادر العدس الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية من القرية على بعد 500 متر عن بيوت القرية وذلك من اجل فلاحة أراضيهم الزراعية والتي اعتادوا على زراعتها باستمرار سنوياً بمختلف أنواع الزراعات والمحاصيل الصيفية والشتوية، وأصبحت تلك الأراضي تشكل مصدر دخل أساسي لهؤلاء المزارعين بعدما فقدوا جميع أعمالهم ومصادر أرزاقهم داخل الخط الأخضر.
الانتهاك: أثناء عمل المزارعين بأراضيهم تفاجئوا بمجموعة كبيرة من المستوطنين يرتدون زيّ ملابس المتدينين وقد أحاطوا بهم من جميع الجهات على التلال المشرفة على الأراضي التي يفلحونها، حيث كانوا تحت حراسة قوة كبيرة من جيش الاحتلال وكانت جهة قدومهم ما تعرف بالبؤرة الاستعمارية ‘غلعاد زوهر’ والتي تبعد مسافة 240 متر عن الموقع الزراعي الذي هم به، حيث يذكر أن المزارعين اخذوا بالتراجع من المكان لحماية أنفسهم من اعتداءات المستعمرين المتكررة، إلا أن المستعمرين بدءوا بمهاجمتهم على الفور بالحجارة حيث أدى ذلك إلى إصابة المواطن احمد محمد أبو بكر (64 عاماً) بجروح مختلفة، واستمر المستعمرون بتقدمهم نحو المزارعين المتواجدين في المنطقة علماً بأن جنود الاحتلال كانوا يعمدون إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء بهدف إبعاد المزارعين وبث روح الخوف فيهم، حيث أقدم المستعمرون خلال هذه العملية على إعطاب المحراث الزراعي والعائد للمواطن احمد أبو بكر من خلال وضع كمية كبيرة من التراب داخل داخون المحراث الزراعي الذي يملكه، بالإضافة إلى إتلاف جميع المواد الغذائية التي كانت بحوزة المزارعين والتي تعتبر مصدر غذاء لهم أثناء عملهم بالحقل، حيث يشار إلى أن المستعمرين استخدموا أيضاً مادة حارقة في رش المزارعين مما أدى إلى إصابة نفس المواطن المذكور بحروق مختلفة في جسمه نقل على أثرها في وقت لاحق إلى مستشفى مدينة قلقيلية لتلقي العلاج هناك، علاوة على سرقة بعض الأدوات الزراعية التقليدية والتي كان المزارعين يستخدمونها أثناء عملهم الزراعي.
تجدر الإشارة هنا إلى أن أصوات الأعيرة النارية الصادرة عن أسلحة جنود الاحتلال دفعت عدد كبير من أهالي قرية جيت للتوجه إلى المنطقة لنصرة وحماية المزارعين المتضررين هناك، مما دفع حينها المستوطنين وجنود الاحتلال للتراجع إلى الخلف بعدما لاحظوا توافد أهالي القرية بشكل مكثف للمكان لحماية إخوانهم المزارعين.
تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الحدث يعتبر سلسلة من مسلسل الأحداث التي يشهدها و يعيشها أهالي و مزارعي قرى جيت و فرعطه و تل المحاذية للبؤرة الاستيطانية غلعاد زوهر، و ذلك منذ بداية تأسيس البؤرة الاستيطانية وحتى تاريخ اليوم، حيث أخذت اعتداءات و عربدة المستوطنين التي لا لم يوجد أي جهة حتى هذه اللحظة توقف جماحهم و اعتداءاتهم أخذت طابع الشكل الدوري وبأشكال عديدة من أبرزها حرق محاصيل المزارعين خلال موسم الحصاد إلى الاعتداء عليهم بالضرب والانتهاء بسرقة وقتل مواشيهم وإتلاف أدواتهم الزراعية علاوة على مهاجمة بيوتهم السكنية وتخريبها، حيث منذ بداية عام 2008 إلى تاريخ اليوم تم تسجيل أكثر من 30 حالة اعتداء من قبل هؤلاء المستوطنين على المزارعين في تلك القرى و بمختلف الأشكال سابقة الذكر دون وجود رادع او جهة قانونية تلزمهم حدودهم، حيث أن المزارعين الفلسطينيين يقومون بتقديم شكوى للارتباط الإسرائيلي ضد أولاد زوهر في كل مرة ولكن دون جدوى أو فائدة تذكر.
يشار إلى انه وبحسب البيانات الصادرة عن منظمة بتسيلم لحقوق الإنسان الإسرائيلية، فإن أصول اعتداءات هؤلاء المستعمرين تعود إلى أنهم أحفاد المستعمر زوهر كبير المستعمرين في الضفة الغربية يقومون بجلب عدد كبير من المستعمرين المتطرفين من مستوطنة كريا ت أربع باتجاه البؤرة الاستيطانية في كل يوم سبت عبر حافلات لتشكيل عصابة تهاجم المزارعين في القرى سابقة الذكر.
تجدر الإشارة إلى انه قبل حوالي 5 سنوات اغتصب عدد من المستوطنين، وبمساندة من الجيش الإسرائيلي مساحة واسعة من أراضي قرى(فرعتا، اماتين، صرة، تل)،وذلك لإقامة نواة استيطانية ما لبثت أن اتسعت رقعتها يوما بعد يوم، ملتهمة المزيد من أراضي تلك القرى، لتشكل في وقت لاحق مستعمرة إسرائيلية كبيرة، سميت’بمزرعة جلعاد زوهر’، نسبة إلى أولاد المستوطن زوهر، حيث بدأت من هنا رحلة المعاناة المستمرة لأهالي القرى المجاورة منذ اليوم الأول من استيلاء المستوطنين على ارضي المواطنين.
تجدر الإشارة إلى أن المستوطنين القاطنين في مزرعة جلعاد هم من المتطرفين والحاقدين على الفلسطينيين وغالبيتهم من المؤيدين للحاخام الإسرائيلي الراحل مائير كهانا وهو ما لمسه أهالي قرية فرعتا من خلال الاعتداءات المتكررة من قبل أولئك المستوطنين.
لمزيد من المعلومات حول اعتداءات مستعمري ‘غلعاد زوهر’ انظر إلى تقارير مركز أبحاث الأراضي: