سلمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي في الحادي والعشرين من شهر نيسان من العام الجاري ثمان عائلات فلسطينية من خربة لفجم في قرية عقربا الواقعة جنوب شرق مدينة نابلس اوامر عسكرية تخطرهم بهدم منازلهم خلال ال 48 ساعة القادمة بذريعة عدم حيازتهم التراخيص اللازمة وايضا بحجة وجود هذه المنازل في منطقة عسكرية اسرائيلية مغلقة يحظر على المواطنين الفلسطينيين التواجد و البناء فيها. و فيما يلي أسماء أصحاب المنازل التي تم انذارها بالهدم:
جميل محمد عبد الله بني جابر.
زيد محمود قاسم بني جابر.
خليل ربيع بني جابر.
فراس خليل ربيع بني جابر.
عبدالله عبد الغني بني جابر.
غلاب ابراهيم محمد ميادمة.
محمد ابراهيم محمد ميادمة.
واصف ابراهيم محمد ميادمة.
صورة 1 & 2: منازل فلسطينية مهددة بالهدم في قرية عقربا
هذا و قامت جرافات الاحتلال الاسرائيلي معززة بدوريات من قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال اقل من 24 ساعة بمداهمة الخربة وتوجهت نحو المنازل المنذرة بالهدم وقامت بدون سابق انذار بهدم خمسة منها وسوتها بالارض من غير ان تعطي اصحاب هذه المنازل فرصة لاخراج متعلقاتهم ومقتنياتهم الموجودة داخل منازلهم. و فيما يلي أسماء أصحاب المنازل التي هدمت في قرية عقربا:
جميل محمد عبد الله بني جابر.
زيد محمود قاسم بني جابر.
خليل ربيع بني جابر.
فراس خليل ربيع بني جابر.
عبدالله عبد الغني بني جابر.
فيما قام أصحاب المنازل الثلاثة المتبقية و هم غلاب ابراهيم محمد ميادمة, محمد ابراهيم محمد ميادمة, و واصف ابراهيم محمد ميادمة بتفكيك منازلهم المكونة من الصفيح المعدني و الرحيل الى منطقة اخرى للسكن فيها.
و هذه ليست المرة الاولى التي يتسلم فيها أهالي قرية عقربا أوامر بالاخلاء و الهدم, حيث سلمت قوات الاحتلال الاسرائيلي في الخامس من شهر اذار من العام 2009 أهالي قرية /عقربا/ جنوب شرق مدينة نابلس 15 اخطارا باخلاء وهدم منازل و مسجد وزرائب اغنام وابار مياه مملوكة للمواطنيين الفلسطينيين في منطقة خربة الطويّل الواقعة ضمن اراضي قرية عقربا.
معاناة قرية عقربا جراء الاحتلال الاسرائيلي:-
ان اهالي قرية عقربا يعانون من ممارسات جيش الاحتلال الاسرائيلي من جهة ومن همجية المستوطنين الاسرائيليين الذين يقطنون في مستوطنة ايتمار[1] المحاذية للقرية من جهة اخرى ، حيث قام المستوطنون في السابع و العشرين من سبتمبر من العام الماضي (2008) بقتل راعي الاغنام ابن قرية عقربا عطية بني منية في منطقة تعرف هود الفجم على بعد 10 كيلومترت من القرية حيث وجد مقتولا رميا بالرصاص بينما كان يرعى اغنامه في تلك المنطقة ،علما بانها ليست المرة الاولي التي يقوم بها قطعان المستوطنون بالاعتداء على اهالي قرية عقربا حيث قام المستوطنون الاسرائيليون بقتل الراعي محمد حمدان بني جابر بينما كان يرعى اغنامه في منطقة الرامة القريبة من مستوطنة ايتمار حيث وجد مقتولا بنفس الظروف والملابسات التي قتل فيها الراعي عطية بني منية. والجدير بالذكر بان اسرائيل قامت ببناء مستوطنة ايتمار بشكل غير قانوني في العام 1984 و على حساب الاراضي الفلسطينية التابعة لقرى عورتا، بيت فوريك، اليانون، روجيب و قرية عقربا. انظر الخريطة ادناه:–
لمحة عامة عن قرية عقربا
تقع قرية عقربا حوالي 18 كم جنوب شرق مدينة نابلس. يحدها من الناحية الشمالية الشرقية قرية الدوا, قرية جوريش و مستوطنة مجداليم من الناحية الجنوبية و الجنوبية الغربية, وقرية أوسرين من الغرب وخربة تل الخشب من الجهة الجنوبية الشرقية. يبلغ عدد سكان قرية عقربا 9537 نسمة بحسب تعداد السكن و المساكن للإحصاء المركزي الفلسطيني في العام 2008 وغالبيتهم من الفلاحين. و تبلغ مساحة القرية اليوم 146,448 دونم, منها 1094 دونم (0.75% من المساحة الكلية للقرية) تقوم عليها المنطقة العمرانية.
و بالرجوع الى اتفاقية أوسلو المؤقتة الموقعة في شهر أيلول من عام 1995 بين السلطة الوطنية الفلسطينية و إسرائيل, تم تصنيف ما مساحته 9.9 % من قرية عقربا كمنطقة ب (وهي المناطق التي تقع فيها المسؤولية عن النظام العام على عاتق السلطة الفلسطينية و تبقى لإسرائيل السلطة الكاملة على الامور الأمنية)،بينما تم تصنيف الجزء المتبقي من القرية 131913 دونما (90.1% من المساحة الكلية للقرية) كمنطقة ج (وهي المنطقة التي تقع تحت السيطرة الكاملة للحكومة الإسرائيلية)، ومن الجدير بالذكر أن معظم الأراضي الواقعة في منطقة C هي الأراضي الزراعية والمناطق المفتوحة (جدول 1).
جدول 1: تصنيف الأراضي في قرية عقربا اعتمادا على اتفاقية أوسلو الثانية 1995 |
تصنيف الأراضي |
المساحة بالدونم |
% من المساحة الكلية للقرية |
مناطق ا |
0 |
0 |
مناطق ب |
14535 |
9.9 |
مناطق ج |
131913 |
90.1 |
المساحة الكلية |
146448 |
100 |
المصدر: قاعدة بيانات وحدة GIS- أريج 2009 |
ممارسات الإحتلال الاسرائيلي في قرية عقربا
عقب الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية و قطاع غزة في العام 1967 , انتهجت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سياسة مصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح بناء المستوطنات الإسرائيلية و القواعد العسكرية و شق الطرق الالتفافية لربط تلك المستوطنات بعضها ببعض. و كان لقرية عقربا, مثل باقي القرى و المدن الفلسطينية, أن خسرت جزءا من أراضيها, ما يقارب أل 5939 دونما (4.1 % من المساحة الكلية للقرية) لصالح بناء سبع مستوطنات إسرائيلية. (انظر جدول رقم 2 )
جدول رقم 2: المستوطنات الاسرائيلية الجاثمة على أراضي قرية عقربا |
المساحة العمرانية للمستوطنة |
عدد المستوطنين |
تاريخ الانشاء |
مستوطنة اسرائيلية |
46 |
140 |
1970 |
مسوع |
1436 |
100 |
1980 |
يافيت |
1266 |
220 |
1972 |
فصايل |
1031 |
290 |
1978 |
تومر |
930 |
170 |
1970 |
جلجال |
458 |
130 |
1975 |
نيتيف هاجيدود |
772 |
200 |
1973 |
جيتيت |
|
|
|
|
5939 |
1250 |
|
المساحة الكلية |
المصدر: قاعدة بيانات وحدة GIS- أريج 2009
كما تضيق حكومة اسرائيل على اهالي قرية عقربا من ناحية السكن حيث انها تسعى الى تهجير المواطنيين من منازلهم التي شيدوها قبل العام 1967 باعتبار المنطقة التي يقطنوها خاضعة للسيطرة الاسرائيلية الكاملة و لذا يجدر بهم الحصول على التراخيص اللازمة من الادارة المدنية الاسرائيلية في المنطقة للبناء و استصلاح الاراضي لاي غرض كان, سواء للبناء, الزراعة و غيرها.
خاتمة
بعد صعود اليمين الاسرائيلي المتطرف لسدة الحكم في اسرائيل ،شهدت الاراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا مدينة القدس المحتلة تصعيدا اسرائيليا غير مسبوق له يستهدف منازل المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم حيث اصبحت سياسة هدم المنازل الفلسطينيية هي اللغة الاسرائيلية الوحيدة التي يخاطب بها الفلسطينيين و اضحى الدمار هو سيد الموقف الامر الذي يعكس السياسة الاسرائيلية المتاصلة في عقول القادة الاسرائيليين والتي تتمثل بالقضاء على الوجود الفلسطيني ومحاصرة وخنق السكان وتحويل حياتهم اليومية الى جحيم ومعاناة لا تنتهي.
هذا ومنذ اليوم الاول من العام الجاري وحتي 30 نيسان 2009 ، قام الاحتلال الاسرائيلي بهدم 36 منزلا فلسطينييا في انحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة وغالبيتها في مدينة القدس ناهيك عن اصدار اوامر هدم ل 813 منزلا فلسطينيا معظمها ايضا في مدينة القدس المحتلة.
ان ما تقوم به دولة الاحتلال الاسرائيلي من استباحة وهدم لمنازل المواطنيين الفلسطينين في مختلف مناطق الاراضي الفلسطينية المحتلة يعد انتهاكا صريحا وواضحا لجملة من قواعد ومواثيق القانون الدولي و الانساني وذلك على النحو التالي:
المادة 23 من اتفاقية لاهاي للعام 1907 و المادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 تنص على انه يظر على القوة المحتلة بان تقوم بهدم منازل وممتلكات مواطنين سكان المناطق التي احتلتها باستثناء وجود الضرورة العسكرية الملحة ، وفيما عدا ذلك فانه يعتبر خرقا للاتفاقيات وانتهاكا يرتقي لجريمة الحرب.
ايضا ووفق الاعلان العالمي لحقوق الانسان و الذي اقرته الجمعية العمومية للامم المتحدة بقرارها رقم 217 في العاشر من كتنون الاول من العام 1948 ، المادة السابعة من الاعلان تنص على انه لا يجوز لاي شخص ان يحرم من ممتلكاته بشكل تعسفي تحت اي ظرف.
[1] مستوطنة ايتامار: تاسست عام 1984 ويقطنها ما يقارب ال 660 مستوطن اسرائيلي