عادت قضية مبنى الرجبي بمدينة الخليل للظهور مرة أخرى ، فبعد الاستيلاء عليه من قبل المستعمرين ولمدة عامين تم استصدار قرارا من محكمة الاحتلال بوجوب رحيل المستعمرون عن المبنى في شهر تشرين ثاني 2008. انظر صورة 1
وبعد جلاء المستعمرين لم تتم إعادة المبنى لأصحابه الفلسطينيين بل استولى عليه جنود الاحتلال الذين رابطوا فوق وداخل المبنى، وقد لوحظ في الأيام الماضية جلب جنود الاحتلال لبيوت متنقلة ومحولات كهرباء نصبت بجوار المبنى، والممنوع على الفلسطينيين الوصول إليه، فيبدو أن المستعمرين قد غادروا المبنى ليحوله الجنود لثكنة عسكرية حماية لمستعمرة ‘كريات أربع ‘ القريبة من المكان.
اعتداءات المستعمرون لا زالت متواصلة على السكان الفلسطينيين بجوار مبنى الرجبي انتقاماً لإخراجهم من المبنى، ولا زال المتطرف ‘ باروخ مارزل ‘ يقود المستعمرين في اعتداءاتهم ضد السكان الفلسطينيين، وحسب سكان المنطقة، فان من يقوم بالاعتداءات على البيوت الفلسطينية هم من المستعمرين المسلحين والمتدينين، وكان ابرز الاعتداءات مطلع هذا الشهر ‘نيسان – 2009’ حين هاجم المستعمرون مدرسة المتنبي القريبة، وكسروا عدداً من سيارات المواطنين، وسط كيل الشتائم للمواطنين الفلسطينيين، وهتافات تنادي ‘ ان عمارة الرجبي هي ملك للمستعمرين ‘.
صورة 2-4: آثار التخريب عقب جرائم الاحتلال
سلطات الاحتلال وزعت مطلع نيسان 2009 بياناً عسكرياً ادعت فيه أنها ‘تنوي فتح شارع كريات أربع لتسهيل حركة الفلسطينيين على هذا الشارع ‘ والمقصود بهذا الشارع هو الشارع المجاور لمبنى الرجبي والموصل إلى الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة، إلا أن البيان طلب من المواطنين القاطنين في محيط مبنى الرجبي إعطاء تفاصيل مركباتهم لإدارة التنسيق والارتباط لاستصدار تصاريح لهم ليتمكنوا من العبور على هذا الشارع وهذا التفاف على قرار فتح الشارع، إلا انه لم يتم تنفيذ أي شيء من هذا القرار، بل ازدادت مضايقات جنود الاحتلال المتواجدون على الحاجز العسكري على مدخل الشارع.
من هنا تتضح مخاوف المواطنين الفلسطينيين في منطقة الرأس ووادي الحصين القريبتين من مبنى الرجبي، في أن يتحول مبنى الرجبي لمعسكر لجيش الاحتلال أو ثكنة عسكرية لمراقبة حركة المواطنين في حال تم إعادة فتح الشارع ا لمذكور، حيث برزت تصرفات جديدة للجنود المرابطين في مبنى الرجبي تتمثل في استجواب المواطنين وتفتيشهم وصلبهم على الجدران.
ولعل الخطر الذي يكمن في البيان الذي وزعه الاحتلال ‘ لفتح شارع كريات أربع’ انه سيسمح لأصحاب السيارات ممن هم من البلدة القديمة في الخليل بالسير على هذا الشارع فقط، وهذا يعني أن من ليس من سكان البلدة القديمة لن يتمكن من الوصول إلى أقاربه وذويه في البلدة القديمة، مما سيضطره لترك مركبته على الحاجز، حيث ستكون عرضة لاعتداءات المستعمرين وجنود الاحتلال.
سكان المنطقة الذي يشملهم قرار الاحتلال هذا، أبدو رفضهم لهذا القرار بالسماح لهم فقط بالعبور على هذا الشارع، مطالبين بالسماح لهم ولغيرهم بالعبور على هذا الشارع دون قيد أو شرط.
صورة 5: الطريق القديم يمر بجانب بناء الرجبي
وفي الختام يبدو أن قضية ‘ مبنى الرجبي ‘ ستبقى الغائب الحاضر في مدينة الخليل، حيث يقوم الجندي الإسرائيلي والمستعمر بتبادل الأدوار في الاستيلاء على المبنى والاعتداء على المواطن الفلسطيني، وهنا لا بد من حقيقة وهي أن مبنى الرجبي لم يخلى ولم يعد لمالكه الفلسطيني، بل حوّل من بؤرة استعمارية للمستعمرين المتطرفين إلى ثكنة لجنود جيش الاحتلال.
صورة 6: صورة للاعلان الذي نشره جيش الاحتلال حول نيته فتح شارع كريات أربع – الخليل