بالتزامن مع ما أشيع مؤخراً من قيام الاحتلال بإخلاء حاجز بيت ايبا ونصب بدل منه حاجز عسكري جديد على بعد 2كم شمال حاجز بيت ايبا الذي تم إخلاءه ( حاجز الطنيب) اخطر قائد قوات الاحتلال في الضفة الغربية في بداية شهر نيسان 2009 قرية دير شرف الواقعة شمال مدينة نابلس ( 9كم شمالاً) بمصادرة 10 دونماً و900 متراً من أراضي القرية تحديداً في حوض رقم 10 وحوض رقم 12، وذلك بهدف إقامة طريق استيطاني جديد يربط مستعمرة ‘شافي شمرون’ بالطريق الالتفافي رقم 60 ( طريق طولكرم _ نابلس الرئيسي) بالقرب من الحاجز العسكري الجديد والذي يطلق عليه حاجز الطنيب، حيث سيبلغ طول الطريق الجديد 500 متر وبعرض 30 متر، حيث يعتبر هذا الطريق الجديد بديلاً عن الطريق الاستيطاني الذي قام الاحتلال بشقه عام 2004م (صورة 1) والذي يقع على مسافة 30 متر من المنطقة التي سوف يتم شق الطريق الاستيطاني الجديد بها، علماً بان هذا الطريق الجديد يهدف إلى تحويل مدخل مستعمرة ‘شافي شمرون ‘ بالنسبة للمستعمرين وجعله خارج التجمعات الفلسطينية المجاورة في قرية دير شرف وقرية سبسطية. انظر الخارطة
يدعي الاحتلال الإسرائيلي أن الإخطار الموقع من قبل قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية والمشتمل على قرار وضع اليد يحمل رقم ( 05/ 182/ T) (صورة 2) تمديد وتعديل تم إصداره وتوزيعه في عام 2005، الأمر الذي نفاه رئيس المجلس القروي في قرية دير شرف السيد محمد حلاوة، واعتبره خطوة تهدف لسرقة الأراضي الزراعية من خلال ضرب القوانين والأعراف الدولية في وجه الحائط.
معلومات عامة عن مستعمرة شافي شمرون:
تقع مستعمرة ‘شافي شمرون’ على أنقاض معسكر الجيش الأردني في منطقة شمال مدينة نابلس على بعد 8كم عنها وعلى أراضي قريتي سبسطية ودير شرف، منذ عام 1967 تم الاستيلاء على معسكر الجيش الأردني المقام على أراضي قرية سبسطية، وقام جيش الاحتلال بتحويله إلى نقطة عسكرية تابعة له حيث كان المعسكر يعتبر نقطة ينطلق منها جيش الاحتلال لمداهمة القرى المجاورة والتنكيل بالفلسطينيين، وفي عام 1977م بدا طابع المعسكر ألاحتلالي بالتغيير بإقامة ووضع العديد من البيوت المتنقلة داخل المعسكر لإسكان المستعمرين هناك، حيث بدا طابع المعسكر بالتحول إلى مستعمرة إسرائيلية لتبدأ بالتطور مع الزمن لتصادر اليوم ما مساحته 2000 دونماً من حوض رقم 10 وحوض رقم 6 من قرية دير شرف
وحوض رقم 4 من قرية سبسطية، ويبلغ عدد المستعمرين اليوم القاطنين داخل المستعمرة قرابة 631 مستعمراً حسب إحصائيات OCHA، حيث يشار هنا إلى انه في عام 2005م شرعت قوات الاحتلال بإقامة ما أسمته بسياج امني يحيط بمستعمرة ‘شافي شمرون’ مما أدى إلى الاستيلاء على مئات الدونمات الزراعية لصالح إقامة ذلك السياج تحت وداخل موقع السياج على حساب المواطنين في قريتي دير شرف وسبسطية.
معلومات عامة عن قرية دير شرف:
تقع قرية دير شرف إلى الشمال الغربي من مدينة نابلس على بعد 9كم عنها، حيث يحيطها من الجهة الغربية قريتي بيت ليد و رامين و من الجهة الشرقية قرى بيت ايبا والناقورة وقوصين ومن الجهة الجنوبية قوصين وبيت ليد وكفر قدوم ومن الشمال قريتي الناقورة وسبسطية وتبلغ المساحة الإجمالية للقرية حوالي 7190 دونماً، منها 132 دونماً عبارة عن أراض مشاع تقع ضمن ما يسمى أراضي الدولة وما تبقى من أراض فهي أراض طابو مسجلة بأسماء المزارعين بالقرية، وهناك حوالي 1000 دونماً خاضعة للنشاطات الاستيطانية والمتمثلة بمستوطنة شافي شمرون، ويبلغ مساحة المخطط الهيكلي للقرية 455 دونماً، ويوجد بالقرية حوالي 3400 دونماً عبارة عن أراض بور غير مستغلة وما تبقى من أراض فهي مزروعة بالحبوب و اللوزيات و الزيتون.
يبلغ عدد سكان قرية دير شرف حسب إحصائيات عام 2008م حوالي 2900 نسمة يعتمد 40% على الزراعة كمصدر أساسي للدخل، ويوجد بالقرية عائلات رئيسية و هي: الحاره، العنتري، نوفل، فقها، موسى. بالإضافة إلى عائلات صغيره من اللاجئين الفلسطينيين تشكل حوالي 15% من مجمل السكان بالقرية.
يشار إلى انه يوجد بالقرية بئر ماء ارتوازي يضخ بمعدل 4 آلاف كوب يومياً، حيث يشكل هذا البئر مصدر أساسي للمياه في مدينة نابلس المجاورة بالإضافة إلى قرية قوصين والقرى المجاورة لها .
مكب النفايات يعد الأكثر خطورة: تعاني قرية دير شرف تعاني من مشكلة أساسية وهي مشكلة مكب النفايات (صورة 3 &4) الذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية من القرية على بعد 500 متر عن منازل القرية، حيث يشكل المكب مصدر للروائح الكريهة بالإضافة إلى انه مصدر لكثير من القوارض والأمراض المختلفة، علما بأن المكب يتربع على مساحة 150 دونماً وعلى بعد 300 متراً عن البئر الارتوازي بالقرية، مما يعني أن مياه البئر الارتوازي قد يتعرض للخطر في أي لحظة، حيث أن هذه المكبات تحتوي على مواد سامة وغير معالجة علمياً بالإضافة إلى أنها تلوث المياه الجارية والتي تصل مياهها إلى الأراضي الزراعية المجاورة، ويشار إلى أن حوض الماء المقام عليه المكب من أهم الأحواض في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك يشكل هذا المكب تهديدا لخمسة آبار ارتوازية تبعد مسافة 700م عن مكب النفايات حيث تزود هذه الآبار المواطنين بالمياه والتي تقع بالقرب من هذا الحوض المعروف بحوض عين كاحل والآبار الخمسة موزعة كالآتي بئر مياه نابلس الذي يغذي سكان مدينة نابلس (150 ألف نسمة) وبئران يغذيان قرية دير شرف وبئران يغذيان قرية بيت إيبا المجاورة (3 آلاف نسمة).. ( لمزيد من التفاصيل حول مكب نفايات المستعمرين في دير شرف اضغط هنا)
يشار إلى أن بدايات هذا المكب يرجع إلى بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م حيث استغل الاحتلال عملية تقطيع أواصل الأراضي الفلسطينية و صعوبة التنقل للمواطنين الفلسطينيين و قام بالاستيلاء على كسارة أبو شوشه غرب القرية محولا إياها إلى مكب للنفايات الصلبة ، إلا انه و بعد حين نتيجة لتحرك عدد من المنظمات الحقوقية تم توقيف العمل بالمكب حتى تم إستئناف العمل به مجدداً في بداية العام 2009 لتتفاقم المشكلة من جديد في انتظار حل جذري و سريع لها قبل فوات الأوان.[1]