في الرابع من آذار 2009، كان أهالي خربة الطويل من جديد على موعد مع المعاناة المتكررة التي يسببها الاحتلال لهم والذي يقض مضاجعهم باستمرار، ويهدد هويتهم ووجودهم في المنطقة، مستخدماً ممارسات لا إنسانية بحقهم من غير مبرر أو ذنب يذكر، ففي الأمس القريب اقدم الاحتلال على إخطار 5 منشآت زراعية وسكنية في خربة الطويل بوقف البناء بحجة البناء في المنطقة المصنفة C من اتفاق أوسلو دون الحصول على التراخيص اللازمة من قبل الاحتلال، حيث يشار هنا أنها تعد ليست المرة الأولى التي يتم فيها إخطار المنشآت القائمة في تلك المنطقة بل بلغ عدد المنشآت التي أنذرت بوقف البناء في الخربة حتى تاريخ اليوم حوالي 20 منشأة زراعية وسكنية علاوة عن تلك التي دمرها الاحتلال من خيام تستخدم لوقاية رعاة الماشية من حر الصيف وبرد الشتاء بالإضافة إلى تدمير خزانات مياه الجمع التي يمنع الاحتلال أي احد من المزارعين الذين يقطنون المنطقة منذ عشرات السنين من استغلالها.
يشار إلى أن الاحتلال أمهل أصحاب تلك المنشآت حتى السادس والعشرين من شهر آذار 2009 من استكمال تراخيص منشآتهم علماً بأن الاحتلال لا يعترف بالأصل بتلك الخربة ويرفض رفضاً قاطعاً منح أي من التراخيص لأي مواطن في تلك القرية، وما لتلك الخطوة من إخطار المنشآت إلا تكتيك يخشى أهالي القرية أن يكون مقدمة لترحيلهم من تلك الأرض لصالح توسيع المستعمرات الثلاثة ‘جيتيت’ من الجهة الشرقية على بعد 3كم، و ‘معاليه افرايم’ من الجهة الجنوبية الشرقية على بعد 2.5كم ، و ‘الون موريه’ من الجهة الجنوبية.
يوضح الجدول التالي أسماء أصحاب المنشآت المخطرة وطبيعتها:
اسم المتضرر |
رقم الاخطار |
طبيعة المنشاة المنذرة |
المساحة بالمتر المربع |
|
باسم سليم بني جابر |
143203 |
غرفة زراعية |
6 |
|
143201 |
بركس زراعي |
24 |
|
143204 |
خزان جمع ماء |
60 كوب |
|
محمد عدنان رشايدة |
143205 |
غرفة زراعية |
8 |
|
143202 |
بركس زراعي |
36 |
|
مسجد خربة الطويل |
|
مسجد الخربة الوحيد |
60 |
|
المجموع |
104 |
|
معلومات عامة عن خربة الطويل:
تقع هذه الخربة والتي هي تابعة لأراضي عقربا شرق بلدة عقربا جنوب شرق مدينة نابلس، تحديداً على حوض رقم (10) من أراضي بلدة عقربا الزراعية، حيث تبعد عن مسطح البناء في بلدة عقربا حوالي 1,5 كم. هذه الخربة هي مجموعة من الخراب القديمة التي منها الإسلامية ومنها الرومانية مثل خربة تل الخشبة، خربة مراس الدين وخربة العرقان . وتحتوي على عدد من الآبار القديمة التي تنتشر في جميع أنحاء الأراضي الزراعية مما يدل على أن الخربة كانت مأهولة بالسكان منذ أقدم الأزمنة، حيث ساعد طبيعة المناخ المعتدل في فصل الشتاء على أن تكون أراضي الخربة صالحة للزراعة الشتوية المنتشرة بكثرة بالإضافة إلى وفرة المراعي بها ما شجع الكثير من المزارعين في بلدة عقربا على استغلال أراضيهم وحتى الإقامة بها ولا يوجد مزارع واحد من البلدة لا يمتلك أراض زراعية في هذه الخربة.
أهم مزروعات المنطقة القمح والشعير والبقوليات وبعض الخضروات البعلية، ناهيك عن ذلك فان أصحاب المواشي يستغلون المناطق الوعرة الجبلية منها في فصل الربيع لرعي مواشيهم التي يقدر عددها 30000 رأس من الأغنام، وحوالي 1500 رأس من الأبقار وهذه المواشي تعتبر سلة غذائية للألبان والأجبان لكافة أبناء الوطن، كما كانت المنطقة وما يجاورها من المناطق الغورية سابقاً سلة غذائية لإنتاج القمح الذي يسد حاجة مواطني البلدة، وما زاد عنه يباع في أسواق مدن فلسطين.
تحتضن الخربة حوالي 30000 دونماً من الأراضي الزراعية والرعوية، منها حوالي 8000 دونماً أراضي رملية جبلية لا تصلح للزراعة، و هناك 15 الف دونم تستخدم للزراعة الحقلية و المراعي و 7000 آلاف دونماً خاضعة للنشاط الاستعماري وإقامة المستعمرات. قسم قليل من هذه الأراضي تابع إلى ما يسمى بمنطقة B والقسم الأكبر تابع إلى ما يقال لها منطقة C ويوجد جزءاً من هذه الاراض مقام عليه مستعمرات إسرائيلية مثل مستعمرة جيتيت ( تأسست عام 1973، عدد المستعمرين لغاية عام 2005م 191مستعمر، المساحة الإجمالية 1720دونم، البعد عن الخط الأخضر 37كم ) ومستوطنة معالي أفريم ( تأسست عام 1970، عدد المستعمرين لغاية عام 2005م هو 1423مستعمر، المساحة الإجمالية 4778دونم)وامتداد مستوطنة ايتمار ( تأسست عام 1984م، عدد المستعمرين لغاية عام 2005م هو 651مستعمر، المساحة الإجمالية 7189دونم، البعد عن الخط الأخضر 28كم)
تجدر الاشارة أن أهالي خربة الطويل البالغ عددهم حوالي 500 نسمة يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة وتربية المواشي علماً بأن هؤلاء السكان ينحدرون من العائلات الرئيسية في بلدة عقربا و هي: بني جابر، بني امنيه، اديره، بني فاضل، بني جامع ، ميادمة.
من الجدير بالذكر، أن المزارعين ومربي الماشية في خربة الطويل يتعرضون إلى مضايقات كبيرة من قبل قوات الاحتلال والمستعمرين، من حيث مطاردة مواشيهم وآلياتهم الزراعية ويتعرضون للطرد من المنطقة أو السجن أو سحب بطاقات الهوية أو هدم البركسات الزراعية أو إتلاف خيام المزارعين وما تحويه من أثاث، حيث و أن سبق أن اقدم مستعمرو مستعمرة ‘الون موريه’ على سرقة اغنام المواطن عبد الله عبد الغني بني جابر وعددها 20 رأس في ربيع عام 2007م، ونتج عن تكرار اعتداءات المستوطنون أن قاموا بقتل عدد من المزارعين منهم محمد حمدان بني جابر (58عاما) و الشاب يحيى عطية بني منيه (18عاما) اثناء قيامهم برعي الاغنام في المناطق المحيطة بمستعمرة الون موريه .
بالإضافة إلى ما تقدم يعمد جنود الاحتلال إلى اغلاق معظم المداخل المؤدية إلى خربة الطويل في محاولة إلى التضييق على سكان الخربة من الجهة المحيطة بمستعمرة معاليه افرايم، هذا بالإضافة إلى التضييق عليهم في حفر ابار الجمع حتى رعي الماشية و استغلال الاراضي الزراعية. [1]