أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الفترة القريبة الماضية إلى حدوث العديد من الفيضانات و إلى إتلاف العشرات من الدونمات الزراعية المزروعة بالخضار والمزروعات الحقلية تعود ملكيتها لعائلة نزال وعائلة السمان في مدينة قلقيلية التي تقع بالقرب من الجدار الفاصل شمال غرب مدينة قلقيلية، حيث أن ذلك الجدار العنصري يحتوي على العديد من مضخات المياه التي بدورها تعمل على نقل مياه الأمطار المتجمعة بالقرب من الجدار العنصري في الجانب الإسرائيلي إلى أراضي مدينة قلقيلية، ناهيك على المياه المتجمعة بالقرب من الجدار العنصري في الجهة الفلسطينية من الجدار العنصري، حيث انه بسبب صعوبة تصريف تلك المياه بسبب الرمال والأتربة التي تغلق الفتحات في السياج المقام على تلك المضخات (العبّارات) التي تتجمع المياه على شكل برك في المكان مما يؤدي إلى غمر الأراضي الزراعية و إتلاف الممتلكات وتخريب البيوت القريبة من المكان.
يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ترفض معالجة فتحات تصريف مياه الأمطار والمياه العادمة المقامة على الجدار العنصري في المنطقة الشمالية الغربية من مدينة قلقيلية والتي هي أصلاً تخدم فقط الجانب الإسرائيلي عبر تصريف مياههم العادمة إلى أراضي مدينة قلقيلية إضافة إلى ذلك يرفض الاحتلال فتح أي من فتحات تصريف لمياه الأمطار أسفل جدار الفصل العنصري تخدم الجانب الفلسطيني رغم عدة مناشدات تقدمت بها العديد من المؤسسات الحقوقية والصليب الأحمر الدولي، حيث أن ارتفاع المياه وصل في بعض هذه المناطق إلى أكثر من (100) سم، وذلك بسبب تجمع المياه أسفل الجدار العنصري، مما دفع بلدية قلقيلية إلى عمل خنادق بالقرب من الجدار الفاصل في محاولة لتقليل اثر تلك المياه العادمة.
تجدر الإشارة إلى أن مديرية زراعة قلقيلية حذرت من أن استمرار تجمع مياه الأمطار في المنطقة حيث من شان ذلك مضاعفة حجم الكارثة، وخاصة مع تواصل سقوط الأمطار في المدينة بغزارة، والخشية من اتساع المناطق الزراعية المغمورة بالمياه، وبالتالي تضاعف حجم الكارثة، حيث أشارت المديرية، أن ما بين (300 إلى 400) دونماً، تضم زراعات مكشوفة ودفيئات وبيارات حمضيات، غمرت بالمياه، مما أدى إلى تلف غالبيتها وخاصة الزراعات المكشوفة والدفيئات، وذلك بسبب انحباس الأوكسجين عنها.
في محافظة قلقيلية، بدأت قوات الاحتلال بإقامة الجدار في العام 2002 كجزء مما سمي المرحلة الأولى، ويسير الجدار في محافظة قلقيلية ضمن مقطعين، المقطع الغربي على الحدود مع الخط الأخضر وقد أنهت قوات الاحتلال العمل به، والمقطع الشرقي يضم الكتل الاستيطانية الواقعة إلى الشرق من المحافظة وهو قيد الإنشاء حالياً، وفيما يلي شرح مفصل عن المقطعين:
أولاً- المقطع الغربي: يمتد الجدار على أراضي المحافظة محاذياً للخط الأخضر، بحيث يبدأ من قرية فلامية في أقصى شمال المحافظة ضاماً مستوطنة تصوفين، ويتوغل في الوسط محاصراً مدينة قلقيلية وقرية النبي الياس من الشمال والجنوب والغرب ضاماً التكتل الاستيطاني ‘ألفيه منشة’، ومن الوسط يستمر بالتعرج حتى أقصى الجنوب حيث يلتف حول قرية عزون عتمة ضاماً مستوطنة ‘اورانيت’ و’مستوطنة شعاري تكفا’.
وقد أنهت قوات الاحتلال العمل بهذا المقطع، فبلغ طوله 53 كم بعرض يتراوح بين 55- 120 متراً، بحيث عزل نحو 41.960 دونماً من أراضي المحافظة بين الجدار والخط الأخضر، ودمر ما يقارب 4.000 دونماً زراعياً لأرضيته ويبلغ عدد المزارعين المتضررين من الجدار حوالي 2500 مزارع. وبلغ عدد الآبار الارتوازية التي عزلت خلف الجدار 19 بئراً، منها بئر واحدة تم تدميرها بالكامل، فيما لحقت أضرار بـ 42 بئراً أخرى.
كما دمر جدار الفصل العنصري مساحة البيوت البلاستيكية والتي بلغت 41 دونماً فيما عزل 700 دونماً أخرى من الدفيئات خلف الجدار، وبلغ عدد الأشجار التي تم تجريفها لإقامة الجدار40880 شجرة، كما عزلت 179481 شجرة خلف الجدار. وبلغ عدد المشاتل التي تضررت من إقامة الجدار37 مشتلاً، فيما عزلت خمسة مشاتل أخرى خلف الجدار، كما عزل الجدار11 بركساً للدجاج، تضم أكثر من50 ألف طير.
يشار إلى أن عدد البوابات التي أقامتها قوات الاحتلال في الجدار، بلغ 22 بوابة، وهي في أغلب الأوقات مغلقة، ويتم فتح بعضها في أوقات قصيرة ومحددة، الأمر الذي يجعل وصول المزارعين إلى أراضيهم غير منتظم، ويؤدي إلى خسائر كبيرة. وقد عزل الجدار الفاصل أربع قرى فلسطينية، وثلاثة تجمعات للبدو، عزلت بالكامل خلف الجدار، والقرى المعزولة هي: عزون عتمة، رأس طيرة، مغارة الضبعة، وواد الرشا، أما التجمعات البدوية التي عزلت خلف الجدار فهي: عرب أبو فردة، عرب الرماضين الشمالي، وعرب الرماضين الجنوبي.
ثانيا- المقطع الشرقي: و هو قيد الإنشاء حاليا ويهدف هذا المقطع إلى ضم اكبر عدد ممكن من الأراضي الزراعية في المحافظة لصالح المستوطنات الشرقية وهي تجمع مستوطنات ‘معاليه شمرون’ و ‘غنات شمرون’ و ‘كرني شمرون’ إضافة إلى مستوطنة ‘عمونئيل’ بحيث يتم جعلها وحدة استيطانية واحدة من خلال إقامة جدار مشترك بين تلك المستوطنات ضاماً بذلك المئات من الدونمات الزراعية في المنطقة. [1]
[1] مصدر المعلومات الواردة اعلاه: مكتب محافظ قلقيلية .