يقع مكب النفايات المخصص لنفايات المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي محافظة قلقيلية مثل ‘ تسوفين، ألفيه منشيه، مجمع مستوطنات شمرون، معاليه، جنات ، كارنيه’ وعلى بعد 2كم عن مسطح البناء في قرية جيوس ( من الجهة الجنوبية) وعلى بعد 1.5كم عن مسطح البناء في قرية عزون الشمالية ( من الجهة الشمالية) تحديداً على الطريق العام الواصل بين القريتين.
وأقيم مكب النفايات على أراض جيوس الجنوبية الشرقية تحديداً على حوض رقم (2) بمحاذاة طريق طولكرم – قلقيلية الرئيس عام 1980م، وذلك على قطعة ارض مساحتها (10) دونمات مملوكة للمواطن جمال عبد النبي من بلدة جيوس، حيث استولت عليها سلطات الاحتلال بالقوة.
عشرون عاماً والاحتلال الإسرائيلي يكب نفاياته في قرية جيوس :
بدأت عملية إلقاء النفايات بالمكب بشكل رسمي عام 1989م وذلك بإلقاء كم هائل من المخلفات الصناعية والكيميائية من المصانع الإسرائيلية المقامة داخل الخط الأخضر في تلك المنطقة، حيث أن تلك المخلفات معظمها مواد مسرطنة مشعة، وبهذا فان الاحتلال يتخلص منها بإلقائها في الأراضي الفلسطينية وبالقرب من الأحياء السكنية الفلسطينية بعيداً عن المستعمرات والتجمعات الإسرائيلية والأراضي داخل الخط الأخضر.
من ابرز الأضرار التي يؤثر بها المكب على أهالي جيوس وعزون هو أن المكب يحتوي على العديد من المواد السامة والمخلفات الصلبة والسائلة الكيماوية وهذه المخلفات تؤثر على حياة الناس، وتعمل على تلويث خطير للأراضي الزراعية المجاورة، فضلاً عن تلويث مباشر للمياه الجوفية المخصصة للاستخدام المنزلي والزراعي، علاوة على الروائح الكريهة التي تبعث من المكان بالإضافة إلى أن الأطفال يلعبون في منطقة قريبة من المكب من يجعلهم عرضة للتأثر بشكل مباشر بتلك المخلفات.
صورة 1+2: مكب نفايات المستعمرين على أراضي الفلسطينيين
مع تزايد وتيرة تجميع النفايات في تلك المنطقة وتزايد آثارها السلبية على الأهالي هناك، قامت المجالس القروية والمحلية في قرى: ‘عزون وجيوس وصير’ بتقديم احتجاج إلى ما تسمى الإدارة المدنية في ذلك الوقت، إلا أن عملية الاحتجاج لم تلقى صدى من قبل الاحتلال بحجة أن مكب النفايات يقع على بعد 2كم عن حدود المخطط الهيكلي لقرية جيوس، و 1,5كم عن المخطط الهيكلي لبلدة عزون، ومع قدوم السلطة الفلسطينية عام 1993م شرعت المجالس القروية والبلدية ووزارة الحكم المحلي بتقديم احتجاجات إلى سلطات الاحتلال موضحة تأثير المكب السلبي على حياة كل الكائنات الحية في المنطقة. حيث وعدت سلطات الاحتلال في حينه في النظر في القضية، وبالفعل تم وقف استخدام المكب عام 2000م والسبب الحقيقي وراء ذلك هو امتلاء المكب وعدم قدرته على استيعاب نفايات جديدة.
قريتي عزون الشمالية وجيوس متضررتان من مكب النفايات:
يشار إلى أن القريتين عزون الشمالية وجيوس متجاورتين علماً بان مكب النفايات بالأصل مقام على أراضي جيوس إلا أن الخطر الأكبر يؤثر على بلدة عزون كون الحوض المائي للبلدة مجاور لمكب النفايات ويوجد بئر ماء ارتوازي مجاور لمكب النفايات على بعد 500 متر عنه.
اكتشاف مواد مسرطنة في بئر عزون الشمالي سببها المكب :
تجري بلدية عزون باستمرار ‘ منذ عام 2000م إلى اليوم’ بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية تحليل للمياه الجوفية الموجودة في بئر عزون الشمالي ( 60كوب/ساعة) والذي يبعد مسافة 500 متر عن مكب النفايات، حيث تبين من التحليل الأولي والذي اجري في جامعة النجاح الوطنية عام 2001م إلى ارتفاع نسبة الرصاص في المياه مع العلم أن تلك المادة هي مادة مسرطنة وتساعد على نشوء خلايا سرطانية في الجسم ( 670mg/kg H2o). حيث دعا ذلك رئيس بلدية عزون إلى إضافة كميات من مادة الكلور إلى الماء بهدف تنقيتها إلا أن تلك المادة من شأنها القضاء على التلوث الميكروبي للماء وليس التلوث الكيميائي الذي تسببه المواد الكيميائية الموجودة في المكب.
الأمراض التي سببها المكب للقرى المجاورة له:
أقدمت وزارة شؤون البيئة الفلسطينية عام 2004م إلى دراسة واقع مكب النفايات في المنطقة، حيث تبين أن الملوثات المتخمرة الموجودة في المكب أدت إلى تلويث المنطقة بشكل كامل، وهذا يعني زيادة الإصابة بالأمراض من ضمنها: شلل العضلات واضطراب الرؤيا وارتفاع ضغط الدم وأمراض جلدية بسبب انتشار الحشرات بكثرة في المنطقة ومن بين تلك الأمراض حساسية في قصبات التنفس وعلى المدى البعيد حدوث سرطان الرئة، وأيضا القرحة في المعدة وفقر الدم بسبب ارتفاع نسبة الكالسيوم في الماء.
17 مادة كيميائية موجودة في المكب تحتوي على عناصر محرمة دولياً:
أثبتت تحاليل وزارة شؤون البيئة بوجود 17 مادة كيميائية موجودة في المكب، من ضمنها مواد محرمة دولياً تؤثر بشكل مباشر على الغطاء النباتي والثروة الحيوانية في المنطقة، بالإضافة إلى أنها تؤثر مستقبلاً على المياه الجوفية كذلك البيئة الخارجية بشكل عام، ومن بين هذه المواد السامة الاسبست، وفكتين، بيروكسين، بوتاسيوم عضوي، فتاليت، ميتوليت.
يذكر أن سلطات الاحتلال حين أقامت المكب لم تكترث لوجود الفلسطينيين بالقرب من المكب أو وجود أطفال يلعبون في المنطقة المحيطة بالمكب، حيث يؤدي ذلك إلى انتشار واسع للكلاب الضالة والخنازير البرية والتي من شأنها إتلاف المزروعات وبث الرعب والخوف في نفوس الأهالي في القرى المجاورة.
عزون الشمالية سجلت اعلى نسبة لمرضى السرطان:
ووفقاً لمعطيات وزارة الصحة الفلسطينية لعام 2006م تعتبر بلدة عزون الشمالية من أكثر البلدات على مستوى شمال الضفة في انتشار حالات السرطان بين أهاليها حيث سجل أكثر من 100 حالة من الإصابة بالسرطان، وهنالك نحو 19 حالة وفاة بذلك المرض، حيث يعود لمكب النفايات اثر واضح في ارتفاع تلك النسبة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وعرف من بين الأطفال الذي كان ضحية هذا المكب (الطفل عدنان معزوز شبيطة ’12’عاماً) من بلدة عزون لقي مصرعه في مرض السرطان قبل فترة، كذلك الشاب إبراهيم يوسف ابوزهرة (23عاما) أيضا لقي مصرعه بذلك المرض، كذلك توجد حالات تتعالج من هذا المرض وهناك بعض الحالات وصفت بالمستعصية مثل حال السيدة عاقلة فايق عبد العزيز( 54 عاما) والتي تتلقى علاجاً في الأردن بسبب إصابتها بسرطان في الدماغ، بالإضافة إلى ما تقدم توجد حالات كثيرة من تشوه الأجنة أثناء فترة الحمل في البلدة.
يشار هنا إلى أن بلدية عزون الشمالية، وجهت عدة كتب إلى مؤسسات حقوقية وإنسانية للتدخل ووضع حل لهذا المكب الذي أصبح بؤرة للأمراض والتلوث في المنطقة المحيطة.
الموقع:
تقع بلدة عزون على الطريق الواصل بين مدينتي نابلس و قلقيلية و المعروف بطريق رقم 55، على بعد 23كيلومترا غربي مدينة نابلس، و 9 كيلومتر شرقي مدينة قلقيلية، 22 كيلومترا جنوبي مدينة طولكرم، و يصلها بمدينة رام الله طريق معبد يمتد جنوبا إلى قرى كفر ثلث و مسحة و دير بلوط و بيرزيت، حيث كانت في عهد الأردن طريقا عسكرية، و بذلك فان بلدة عزون تتوسط مجموعة كبيرة من القرى:
شمالا: صير، جيوس، كفر جمال، كفر عبوش، كفر زيباد، كفر صور.
جنوبا: كفر ثلث، سنيريا، مسحة، بديا، الزاوية.
غربا: النبي الياس، عسلة.
شرقا: كفر لاقف، جينصافوط، حجة، باقة الحطب، اماتين، فرعطة، جيت، كفر قدوم، صرة، جيت.