أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي في 30 من شهر كانون أول 2008 على إغلاق كافة مداخل قرية كفر قدوم الجنوبية والجنوبية الغربية وذلك كخطوة تندرج ضمن سياسة العقاب الجماعي لأهالي قرية كفر قدوم نتيجة تعرض إحدى سيارات المستوطنين المارة بالطريق لإطلاق النار على يد مجهولين، يشار إلى أن الطرق التي شملها الإغلاق هي المدخل الجنوبي الغربي والذي يعتبر ممر رئيسي للقرية، حيث يعتبر المدخل الوحيد الذي يربط القرية بالقرى الفلسطينية المجاورة مثل قرية كور وقرية حجة بعد أن تم عزل القرية بتجمع مستوطنات ‘كدوميم’، بالإضافة إلى إغلاق الطرق الزراعية التي تربط القرية بالأراضي الزراعية التابعة له في محيط مستعمرة ‘ جلعاد زوهر’.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يعمد دائماً على إغلاق طرق القرية وهذه تعتبر ليست المرة الأولى بل تكررت عملية الاغلاقات أكثر من مرة خلال الأعوام الماضية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م ، حيث يعتبر الاحتلال منازل القرية والمواطنين مصدر تهديد لأمن مستوطناتهم ولذلك يعمد إلى التضييق على أهالي القرية بشتى الوسائل المختلفة حيث تعتبر عملية إغلاق الطرق الرئيسية والزراعية إحدى الطرق في تحقيق ذلك خصوصاً عندما يتعرض احد المستوطنين المارين عبر الطريق الالتفافي رقم 55 إلى الرشق بالحجارة، أو إلى أي هجوم آخر.
يشار إلى أن عملية إغلاق طرق القرية لها بالغ الأثر السلبي على حياة المواطنين في قرية كفر قدوم خصوصاً إذا ما علمنا أن قرية كفر قدوم أصبحت محاطة بكتلة مستوطنات كدوميم، وبالتالي أصبح المدخل الجنوبي الغربي الذي يربط القرية بقرية حجة هو المدخل الوحيد لقرية كفر قدوم وبإغلاقه سوف يؤدي ذلك إلى تعقيد عملية تنقل المواطنين خاصة المرضى منهم، كذلك فان إغلاق الطرق الزراعية سوف يؤدي إلى صعوبة تواصل المزارعين في قرية كفر قدوم مع أراضيهم الزراعية المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية.
تجدر الإشارة إلى أن قرية كفر قدوم تتعرض بشكل مستمر إلى حملة اعتداءات توصف بالشرسة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال على حد سواء، والتي تتمثل في عمليات اقتحام القرية بشكل متكرر خاصة من قبل أفراد جنود الاحتلال والذين يقتحمون بيوت القرية بشكل دوري ويتعمدون إلى التنكيل بأصحاب منازل القرية بحجة حماية امن المستوطنين في المستوطنات المجاورة، بالإضافة إلى ذلك يعمد المستوطنين إلى القيام بشن حملة اعتداءات واسعة على المزارعين أثناء تواجدهم بأراضيهم الزراعية لفلاحتها أو قطف ثمارها خاصة خلال موسم الزيتون، حيث شهد موسم الزيتون في عام 2008م حملة شرسة من قبل المستوطنين تمثلت بالاعتداءات على المزارعين والتي أصبحت تحدث بشكل يومي بالمنطقة،حيث تكرر مشهد قيام عصابات المستوطنين في الفترة الأخيرة بمهاجمة المزارعين على شكل مجموعات والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، بالإضافة إلى سرقة ما بحوزتهم من الآلات الزراعية، كذلك قيام المستوطنين بوضع الكرفات المتنقلة بطريقة عشوائية في أحواض اودله شرق قرية كفر قدوم تمهيدا لمصادرتها في المستقبل.
الموقع:
تقع قرية كفر قدوم على بعد 25 كم شرق مدينة قلقيلية، و تبلغ المساحة الإجمالية للقرية 20 ألف دونماً، منها 1382 دونماً عبارة عن المسطح العام للقرية، وهنالك ما يقدر 2500 دونماً عبارة عن أراضي رعوية، وهنالك 5000 دونماً خاضعة للمطامع الاستعمارية وخاصة مستعمرة ‘قدوميم’، وما تبقى من أراض فهي أراضي زراعية، والأراضي الزراعية 85% منها مشجر بالزيتون وما تبقى فهي أراضي مفتلحة.
تجمع مستعمرات كدوميم:
تقع مستعمرة ‘كدوميم’ على أنقاض معسكر الجيش الأردني القديم في الجهة الغربية والجنوبية من القرية، حيث تأسست في عام 1975، وتبلغ مساحتها نحو 1090 دونماً من أراضي كفر قدوم وقرية جيت المجاورة، يقطن فيها 3290 مستعمراً. يذكر أن سلطات الاحتلال أقدمت على السيطرة على التلال المجاورة للمستعمرة بطريق الخداع، لتأسس في عام 1982 نواة مستعمرة ‘كدوميم عيلت’ لتصادر اليوم ما مساحته 533 دونماً من أراضي كفر قدوم، حيث يقطن بها اليوم نحو 300 مستعمر.[1]
يذكر انه في بداية عام 1999، أقدم قطعان مستعمرة ‘كدوميم ‘على الاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي قرية كفر قدوم الشرقية ليؤسسوا مستعمرة ‘ جلعاد زوهر’ والتي تبلغ مساحتها اليوم نحو 753 دونماً ويوجد بها اليوم 1053 مستعمراً.
[1] المصدر: مجلس قروي كفر قدوم
أهالي القرية