تمهيد:
بعد أن كان طريق الحواور ( Road2 ) هو المنفذ الشمالي الرئيسي الذي يربط محافظة الخليل بمحافظتي بيت لحم والقدس وبالتالي باقي محافظات الضفة الغربية كما ويربط الخليل وحلحول بكافة بلدات وقرى شمال وشرق محافظة الخليل، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي قام بشق طريق التفافي والمسمى بطريق رقم ‘ 60’ ( Street1 ( في عام 1996 ليربط المستعمرات الإسرائيلية المقامة على أراضي بيت لحم بمستعمرات ‘ كريات أربع’ وكرمي تسور’، ‘ خارصينا’، ‘ كرمل’، ‘ ماعون’… وغيرها من المستعمرات المقامة عنوة على أراضي بلدات وقرى محافظة الخليل، وأقام الاحتلال أبراج مراقبة وسواتر ترابية على مداخل مدينة حلحول، الأمر الذي يعرقل تنقل الفلسطينيين من والى المدن والبلدات والقرى الفلسطينية، ويعيق النسيج الاجتماعي بين الفلسطينيين.
قبل عام ‘ 2007’ قررت بلدية حلحول وبالتعاون مع وزارة الحكم المحلي تأهيل طريق واد أبو رجب ( Road3 ( يبلغ طوله 2.5 كيلو متر ويربط مدينة حلحول بالبلدات والقرى الغربية والشمالية المجاورة مثل بيت أمر وجالا، ويستفيد من شق الشارع نحو 50 ألف نسمة، ووصلت تكاليف الإنشاء حتى إعداد هذا التقرير نحو 150,000 دولار من توسيع وبناء جدران وفرد البيسكورس أي أن الشارع جاهز للتعبيد، وكانت سلطات الاحتلال تراقب وتحضر إلى الموقع باستمرار ومعها كاميرات مراقبة إلا أنها لم تخطرهم بوقف العمل.
وفي 12 و15 تشرين ثاني 2008 في المرتين حضر إلى الموقع أمن مستعمرة ‘ كرمي تسور’ وضابط من الارتباط الإسرائيلي ‘ مسؤول البنية التحتية’ برفقة قوة من الجيش الإسرائيلي، وأبلغ مقاول المشروع بالتوقف عن العمل في الشارع فوراً، وابلغهم بأن إذا كانت هناك أي آلية سيتم احتجازها واعتقال العاملين في المكان والبالغ عددهم ‘5’ بالإضافة إلى مهندس المشروع، ثم قام ضابط إسرائيلي بالاتصال برئيس بلدية حلحول الدكتور زياد رجب أبو يوسف وابلغه بالتوقف فوراً عن مشروع تعبيد الشارع، وعقّب أبو يوسف حول القرار التعسفي لباحثة مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ (( إن الاحتلال الإسرائيلي كان باستمرار يراقب عملنا وكثيراً من الأحيان يحضر إلى الموقع، لا نعرف ما هي نواياه !؟، حيث كان بإمكانه أن يخطرنا منذ أن بدأنا في المشروع قبل عام، لكنه أخطرنا بعد أن شارفنا على الانتهاء ولم يبقى سوى مرحلة تعبيد الشارع ، وتكبدنا خسائر فادحة من شق للشارع وبناء جدران وفرد البيسكورس وتكاليف الآليات والعاملين، لكن عرقلة الهيئات المحلية في مشاريعها واردة عند الاحتلال باستمرار للضغط عليها وعدم تمكنها من الاستمرار في العمل في المناطق المصنفة C)).’
وأفاد المهندس هاني مرعب وهو مهندس المشروع لباحثة مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ (( في يومي السبت والثلاثاء 12 و15/11/2008، حضرت قوة من الشرطة الإسرائيلية برفقة ضابط من الارتباط الإسرائيلي مسؤول قسم البنية التحتية، وتحدث معنا شفوياً بوقف العمل فوراً وإلا سيتم احتجاز الآليات واعتقال العاملين في المكان، وأخلينا الموقع، وبعدها قمنا بالاتصال بالارتباط المدني الفلسطيني في محافظة الخليل لينسق مع الارتباط الإسرائيلي قسم لجنة التنظيم والبناء في بيت ايل وتم تحديد 26 تشرين ثاني موعداً لتقديم الأوراق اللازمة حول مخططات الشارع)).’ انظر صورة رقم 3
وفي إفادة للمواطنة أم محمد: ‘(( اسكن هنا منذ 4 سنوات، وكنت أتمنى أن يتم تأهيل الطريق حيث أننا عانينا كثيراً ، ففي الصيف من الغبار والشتاء من الطين وعدا عن ذلك يصعُب علينا أن نوصل الأغراض إلى البيت كون الطريق – وعرة- إلا أن البلدية وقبل عام قامت بتأهيل هذا الشارع وسررنا جميعاً بشقه، ونتمنى أن يعبد في أسرع وقت، إلا أن فرحتنا لم تكتمل … كيف تكتمل وهناك من ينغص حياتنا دائماً !؟، فالاحتلال لا يريد أن يرى فلسطينياً على هذه الأرض ألا يكفي بأنه صادر أرضنا للمستعمرة ويحرمنا من الوصول إلى الجزء المتبقي منها ، والآن يحرمنا بحقنا من أن نسير على شارع معبد.. واسع.. وإضاءة، ولا دخل له فيه حيث انه يبعد عن المستعمرة مساحات واسعة ولا يهدد حياة احد، انظري إلى شوارع المستعمرة والطرق التي تشق لصالح بيوت صغيرة متنقلة تقام على أرضنا… انه لظلم كبير)). ‘
مطالب بلدية حلحول:
ناشدت البلدية العالم والمؤسسات الحقوقية والجهات المعنية القيام بدورها الكامل للضغط على الجانب الإسرائيلي للحد من وضع العراقيل أمام الهيئات المحلية للقيام بعملها على أكمل وجه، والكف من عمليات الاستيلاء على المزيد من الأراضي ووقف الهجمة الاستيطانية المسعورة وخاصة في المناطق المصنفة C، ونطالب بدعم الهيئات المحلية معنوياً ومادياً لتوفير الخدمة اللازمة للمناطق المهمشة ‘ C’ كونها مناطق منازع عليها.
نبذة عن مدينة حلحول:
تقع مدينة حلحول على بعد 7 كم من شمال مدينة الخليل، وتبلغ مساحة حلحول الإجمالية 39 ألف دونماً منها 9000 دونماً للمدينة والباقي أراضي زراعية مزروعة بأشجار العنب واللوزيات والخوخ، وترتفع عن سطح البحر 1050 متر وتعتبر أعلى نقطة في الضفة الغربية، ويقدر عدد سكان حلحول تقريباً نحو 22,413 نسمة حسب الإحصائيات لعام 2007.
صورة 5: مدينة حلحول
تعريف بمستعمرة ‘كرمي تسور’:
تقع مستعمرة كرمي تسور على أراضي بلدتي حلحول ( شعب الحاج، وادي الأمير، شعب معيصر، شعب أبو يوسف) وبيت أمر ( تلة ظهر جالس)وعلى بعد 9 كم شمال مدينة الخليل. ونشأت سنة 1984 على مساحة بناء، تقدر بـ نحو 160 دونماً، وعدد سكانها نحو 713 نسمة. وتعتبر هذه المستعمرات التي كانت مرشحة للتفكيك خلال السنوات الأولى بعد اتفاقية أوسلو.
والشارع المذكور في باطن هذا الوادي ولخدمة المستعمرين يتم منع تعبيد الشارع
ماذا بعد !؟
في الوقت الذي تتوسع فيه مستعمرة ‘ كرمي تسور’ وتتمدد فيه على أراضي بلدتي بيت أمر وحلحول تقوم سلطات الاحتلال بمنع شق شارع فلسطيني يفضي إلى قرى وبلدات فلسطينية، وهناك 3000 دونماً أصبح أصحابها لا يستطيعون الوصول إليها بعد أن منعهم الجيش الإسرائيلي وامن مستعمرة ‘ كرمي تسور’ من الوصول إليها، وإذا سُمح لهم بالدخول عليهم مراجعة الإدارة المدنية الإسرائيلية للحصول على تصريح مسبق يتخلله شروطاً تعجيزية.
إن مركز أبحاث الأراضي إذ يدين منع تعبيد هذا الشارع ويحذر من مواصلة العقوبات الجماعية بلا مبرر، ليطالب إدارة الاحتلال الإسرائيلي بالسماح لتعبيد هذا الشارع ويناشد كافة المسؤولين في العالم وفي مقدمتهم الاتحاد الأوروبي إلى التحرك السريع والفوري للضغط على حكومة الاحتلال بالكف عن سياستها ضد الفلسطينيين.