في مسلسل تخبط بلدية الاحتلال في القدس … جاء تدمير جدار الأرض التي عليها خيمة أم كامل الاحتجاجية/ حي الشيخ جراح: أقدمت بلدية الاحتلال الإسرائيلي وحرس الحدود والوحدات الخاصة مصحوبة بجرافة كبيرة في الساعة 8:30 صباح 20 تشرين ثاني 2008 بتدمير الجدار – قضبان – الذي يحيط بأرض المواطن كمال عبيدات وشركائه التي استأجرتها المواطنة أم كامل – فوزية الكرد – وأقامت عليها خيمتها الاحتجاجية.
وأفاد المحامي مهند جبارة وكيل أصحاب الأرض لمراقب حقوق الإنسان والسكن في مركز أبحاث الأراضي: ‘استخدمت البلدية قانون ‘ نظافة المدينة’ الذي لم تستخدمه منذ 30 سنة لإزالة الخيمة والجدار ولم تعطي صاحب الخيمة 48 ساعة حتى ولا ساعة كفرصة للاستئناف لالتماس ضد الأمر، كان التصرف غير قانوني، وعند التوجه للمحكمة قال القاضي الجرافات أنهت عملها – أنهت الهدم. إن الأرض ملكية خاصة واستخدام هذا القانون فقط كوسيلة لتنفيذ سياسة واضحة، وقبل شهر كانت الخيم اليهودية وحجمها أضعاف خيمة أم كامل المتواضعة ولم تستصدر لا البلدية ولا أجهزة الأمن الإسرائيلية أمراً لهدمها وإزالتها، لهذا أقول إن أمر الهدم قرار سياسي وعنصري، واستعمال القانون كان بشكل غير أخلاقي.
تتخبط بلدية الاحتلال في القدس في تعاملها – مع خيمة اعتصام أم كامل، فمرة تدعي البلدية أنها غير قانونية ومرة أخرى أن صاحب الأرض أقام الجدار دون ترخيص مع أن الجدار مقام منذ عامين ولم تأبه بلدية الاحتلال به، ومرة ثالثة تدعي بلدية بأن الأرض للصالح العام ومرة رابعة وكما قال محامي البلدية: ‘ إن المخيم – يعني خيمة أم كامل – في الشارع’، ووصف المحامي محمد دحلة وكيل أم كامل سلوك البلدية بأنه عنصري : ‘ إن استعمال قانون نظافة المدينة وكأن البشر والخيمة قاذورات لا تستحق إشعار وفترة إخطار واستئناف وهذا مصادرة لحق الناس في ملكيتها لأرضها والتصرف بها’. إن تضامن الناس وحضورهم وحضور الإعلام أزعج بلدية الاحتلال وكشف سياستها العنصرية في الإخلاء والإحلال.
ومن ثم يقوم بهدم المعقل الأخير لأم كامل الكرد/ الشيخ جراح:
شرطة الاحتلال في القدس تداهم خيمة أم كامل صباح 16 و 17 و 18 و19 تشرين ثاني 2008 وتفرض عليها غرامة مالية في كل مرة بقيمة 430 شيكل مع محكمة بحجة عدم قانونية الخيمة، علماً بأنها مقامة على ارض ملكيتها خاصة وقد استأجرتها أم كامل لمدة عام.
وفي المرة الأخيرة 19/11/2008 قامت بلدية الاحتلال وشرطته بالهجوم على الخيمة وحققت انتصاراً عسكرياً بخلع الخيمة من مكانها، وفي كل مرة كانت البلدية تهدد بخلع الخيمة من مكانها، وقد استدعت المخابرات الإسرائيلية المواطن كمال عبيدات 3 مرات وفي المرة الرابعة قامت باعتقاله من أرضه إلى المسكوبية لممارسة ضغط عليه لأنه صاحب الأرض حتى يعود عن تأجير الأرض الأمر الذي لا يستطيعه لأن أم كامل استأجرت الأرض لمدة عام.
ويعود قلق السلطات الإسرائيلية إلى أن خيمة أم كامل رمزاً لقضية سكن الشيخ جراح ورمزاً للاحتجاج على الإخلاء القصري والاستيلاء على البيوت ورمزاً للإصرار على الحق في حيازة كل أسرة لبيتها. لا سيما وأن سيل المواطنين الفلسطينيين من القدس ومواطني ال 48 لم ينقطع من اليوم الأول احتجاجاً على سبيل ونهج اقتلاع الفلسطينيين من بيوتهم لزرع المستوطنين بمكانهم الأمر الذي يمثل خرقاً صارخاً يرقى لجريمة الحرب التي تستوجب الملاحقة الجنائية للجناة الإسرائيليين.
وعلى إثر ذلك نقل أبو كامل إلى المشفى:
يذكر أبو كامل الكرد المقعد صاحب البيت الذي استولت عليه الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين قد نقل إلى المستشفى للعلاج في 17 تشرين ثاني 2008 بسبب الأوضاع الصحية البدنية والنفسية التي أحاطهم الاحتلال الإسرائيلي بها، وتوفي في 22 تشرين ثاني 2008.
نعم مات محمد الكرد قهراً جراء استيلاء الاحتلال على بيته في القدس:
مات المواطن محمد الكرد – أبو كامل – الذي اخلي قهراً من بيته بنوبة قلبية في مستشفى ماريوسف في القدس في 22 تشرين ثاني 2008.
في جنازة وطنية شيع شباب القدس جثمان المواطن محمد كامل الكرد – أبو كامل – عن عمر 62 عاماً، بعد الصلاة عليه في المسجد الأقصى، مات أبو كامل بعد أيام من اقتحام حرس الحدود والوحدات الخاصة الإسرائيلية بيته في الساعة 3:30 ليل التاسع من تشرين الثاني 2008، حيث اخلي الكرد من بيته وعلى كرسيه المتحرك وبكل قسوة ثم دفع به إلى بيت الجيران التي أيقظتهم قوة الاحتلال العسكرية ‘ بشكل مرعب’ وقد دق بيتهم بالبنادق والأرجل، بينما دفعت قوات الاحتلال بزوجته فوزية الكرد – أم كامل – إلى الشارع بعدما قيدت يديها خلف ظهرها وعلى مرأى من زوجها أبو كامل.
ارتفع ضغط دم أبو كامل ونسبة السكر في دمه ودقات قلبه وأكد الأطباء الذين قاموا بمعاينته على حاجته للعلاج والعناية الطبية، لكن عز على أبو كامل فراق بيته وعائلته، وتفاقم وضعه الصحي فنقل إلى مستشفى ماريوسف للعلاج ، وظل أبو كامل متعلقاً ببيته وأسرته التي لا مأوى لها، طارد الاحتلال احتجاجات ودمرها، ثم دمر الجدار المعدني الذي يحيط بالأرض التي تقوم عليها خيمة الاحتجاج وجرفتها، هذه القسوة هذا الظلم من الاحتلال الإسرائيلي، وهذا الاستهداف وما سببه الإخلاء القصري والاستيلاء على البيت من تعذيب وهدر لكرامة الإنسان وسلب لأمانه زاد من معاناة محمد الكرد واغتصب منه حقه في الحياة فمات.
الشيء ذاته تكرر مراراً، حيث أن المواطن الفلسطيني أحمد حشيمة قد أصيب بنوبة قلبية اثر تدمير بيته الذي بناه ولم يسكنه بعد في المحيط الذي أقيم فيه معبر قلنديا، ومات غيظاً. وكأن قدر الفلسطيني أن يموت قهراً وظلماً من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي إن لم يمت برصاصة.