تعديلات الجدار الفاصل تلتهم المزيد من أراضي خربة جبارة
في الخامس والعشرين من تشرين ثاني 2008 تسلم المجلس القروي في خربة جبارة إخطاراً بمصادرة أراض في خربة جبارة، والقرار موقّع من قبل قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية، حيث يقضي الإخطار بمصادرة 587 دونماً و 700 متراً من أراضي خربة جبارة الغربية بهدف إقامة مقطع من الجدار الفاصل في الجهة الشمالية الغربية والغربية من خربة جبارة وبالتالي عزل القرية عن مدينة الطيبة المحتلة عام 1948م.
يشار إلى أن الإخطار الجديد يحمل رقم ( 04/90/T) تعديل مسار الحدود في قرية جبارة في الأحواض الطيبة، الرأس، فرعون،علماً بأن هذا الإخطار هو تمديد لإخطار سابق صدر في عام 2007م يهدف لتعديل مسار الجدار الفاصل في قرية جبارة بناء على قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية نتيجة لالتماس تقدم به أهالي قرية جبارة ضد الجدار الفاصل المبني منذ عام 2002م والمحيط بالقرية والذي يعزل القرية بشكل تام عن محيطها الفلسطيني، فكان رد المحكمة في حينها بتعديل مسار الجدار ليصبح في الواجهة الغربية للقرية، علماً بأن في حال تنفيذ الجدار الجديد سوف يقضي على مئات الأشجار المزروعة حديثاً في القرية.
الموقع:
تتبع خربة جبارة لمدينة طولكرم وفي الجنوب منها وعلى بعد 6 كم من مركزها، و يبلغ عدد سكان القرية نحو 350 نسمة، حيث يعود أصول سكان القرية بالأصل (80% إلى قرية الرأس المجاورة، 20% إلى قرية فرعون جنوب غرب مدينة طولكرم و إلى مدينة الطيبة المحتلة منذ عام 1948).
يوجد في خربة جبارة أربع عائلات رئيسة وهي: جبارة، عوده، عوض، أبو صفية، ينحدرون بالأصل إلى قرية الرأس المجاورة، حيث كان اعتماد 95% من السكان قبل عام 2002م أي قبل إقامة الجدار العنصري على الزراعة وتربية الدواجن علما بأن خربة جبارة بناءاً على معطيات وزارة الزراعة الفلسطينية لعام 2002م تعد من أكبر التجمعات الريفية على مستوى محافظة طولكرم يوجد بها مربي للدواجن ، حيث كان بها أكثر من 78 مزرعة لتربية الدواجن يوجد بها حوالي مليون فرخ من الدواجن، بالإضافة إلى وجود نحو 100 دونماً مزروعة بالمزروعات المحمية، كان اعتماد أصحابها في تسويق منتجاتهم إلى داخل الخط الأخضر بالإضافة إلى أسواق الضفة الغربية.
من الجدير بالذكر هنا، أن 90% من أراضي خربة جبارة هي بالأصل مسجلة في المالية في دائرة الأراضي بمحافظة طولكرم تحت رقم حوض رقم (2) من أراضي قرية الرأس المجاورة و بالتالي فهي تابعة من حيث السكان والأراضي إلى قرية الرأس المجاورة، و ما تبقى من أراض 10% مسجلة باسم أحواض قرية فرعون في محافظة طولكرم، و من هنا بدأت معاناة سكان خربة جبارة بعدم اعتراف سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى زمن ليس ببعيد بالخربة كقرية مستقلة إذ كانت سلطات الاحتلال تعتبرها لغاية شهر آب عام 2006م تجمع غير معترف به تابع لقرية الرأس.
خربة جبارة و معاناتها مع الاحتلال:
تركزت معاناة أهالي خربة جبارة في إقامة جدار الفصل العنصري في محيط الخربة في شهر تموز من عام 2002 م، وذلك من 3 جهات : الشمالية والشرقية والجنوبية وبالتالي عزلها بشكل كامل عن الأراضي الفلسطينية، و من ثم تحويل حياة سكان الخربة إلى جحيم لا يطاق، حيث يشار هنا أن جدار الفصل العنصري كان له بالغ الأثر السلبي على حياة سكان خربة جبارة و المتمثلة بالتالي:
تدمير ما يزيد عن 150 دونماً من أراضي خربة جبارة تحت موقع الجدار العنصري، حيث يبلغ طول الجدار العنصري الذي يحيط بخربة جبارة حوالي 3 كم، بعرض 70-80 متراً.
بالإضافة إلى ذلك أدى جدار الفصل العنصري إلى عزل 350 شخصاً خلف الجدار العنصري، حيث حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق بالإضافة إلى ذلك أصبحت عملية تقديم الخدمات الأساسية لسكان خربة جبارة صعبة للغاية حيث تحتاج الأطقم الطبية بالإضافة إلى أي من مؤسسات المجتمع المدني إلى تنسيق أمني مسبق للسماح لها بالعبور عبر البوابات الرئيسية إلى خربة جبارة، حيث تجدر الإشارة هنا إلى أن سلطات الاحتلال أقامت حول الجدار العنصري الذي يحيط بخربة جبارة بوابتين، وهما البوابة رقم 22 في الجهة الشمالية من الخربة و التي كانت مفتوحة حتى تاريخ شهر آب من عام 2006م، حيث تم إغلاقها بشكل كامل حتى هذا اليوم ؟
أما البوابة الثانية فتحمل رقم 753 حيث كانت تفتح منذ إقامتها وحتى تاريخ شهر آب من عام 2006م بواقع 3 مرات يومياً بواقع ساعة واحدة في كل مرة، و ذلك من7 صباحاً و حتى 8 صباحاً، و من 1 مساءاً و حتى 2 مساءاً و من 5 مساءاً و حتى 6 مساءاً ، حيث يشار هنا إلى أن طلبة المدارس كانوا يعانون معاناة شديدة و ذلك بسبب عدم توفر مدرسة في القرية تمكن الطلبة الدراسة بها مما اضطر الكثير من الطلبة إلى التوجه إلى مدرسة قرية الرأس المجاورة حيث دعاهم ذلك الانتظار لساعات طويلة تحت حر الصيف وبرد الشتاء لانتظار جنود الاحتلال فتح البوابة لهم للمرور والخروج عبر بوابة رقم 753 من وإلى خربة جبارة باتجاه قرية الرأس المجاورة، حيث قام الصليب الأحمر بإقامة خيمة على مدخل البوابة الحديدية لتمكين الطلبة للانتظار تحتها لحمايتهم من الظروف الجوية السائدة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن سلطات الاحتلال وبعد إغلاق البوابة رقم 22 بشكل تام أقدمت على فتح البوابة رقم 753 على مدار الساعة بحيث لا يسمح لأحد بالمرور منها إلا حاملي هوية خربة جبارة. . .
بالنسبة إلى القطاع الزراعي فالضرر الأكبر يتركز على هذا القطاع، حيث أدى الجدار العنصري إلى تدمير قطاع الدواجن حيث انخفضت مزارع الدواجن بشكل كبير، بالإضافة إلى تضرر قطاع الزراعة المحمية بسبب الإغلاق الذي فرض على القرية حيث أدى إلى صعوبة تسويق المنتجات الزراعية إلى داخل أسواق الضفة الغربية و/ أو الأسواق الإسرائيلية المجاورة، مما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة و الفقر في قرية جبارة . انظر الامر العسكري