شهدت الأيام الماضية الأخيرة سلسلة اعتداءات نفذها مجموعة من المستعمرين في المستعمرات القائمة في محافظتي نابلس وقلقيلية بالتزامن مع اعتداءات المستعمرين في محافظة الخليل وخاصة خلال فترة إخلاء المستعمرين من مبنى فلسطيني نجح صاحبه في التماس قدمه للمحكمة العليا الإسرائيلية، ففي يوم الخميس 4 من شهر كانون 2008 أقدمت مجموعة من المستعمرين على كتابة كلمات مشينة بحق الرسول صلى الله عليه وسلم على جدران المساجد في قرى: كفل حارث، دير استيا، جينصافوط، كفر لاقف، عزون الشمالية وقرية النبي الياس، بالإضافة إلى تحطيم نوافذ عدداً من السيارات المتوقفة على جانبي الطريق وتحطيم زجاج سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
على طريق رقم 55 المحاذي لمستعمرة ‘ كرني شمرون’
كذلك قامت مجموعة من المستعمرين ليلة الثلاثاء الموافق 2/12/2008 بمهاجمة عدة قرى فلسطينية في مدينة نابلس والاعتداء على منزل المواطن أبو بسام النجار في قرية بورين المقابل لمدخل مستعمرة يتسهار بالحجارة مما أدى إلى كسر زجاج نوافذ سيارة المواطن بركات غالب نجار وهي من نوع روفر ( الزجاج الجانبي للسيارة )، وقام المستعمرون أيضاً برشق السيارات المسافرة عبر شارع جيت / حوارة / ( يتسهار ) مما أدى إلى تكسير عدة سيارات.
هذا وأفادت المواطنة هدى النجار بأن المستعمرين أضرموا النار في أشجار الزيتون على بعد 300 متراً من الشارع الاستعماري لمستعمرة ‘يتسهار’ مقابل منزل عائلتها وبعد قيام أسرة أبو بسام بإبلاغ الارتباط الإسرائيلي عبر الهاتف وصلت أعداد من الجيبات وسيارات حرس الحدود التي حاولت منع المستعمرين من الاعتداء على منزل أبو بسام والسيارات المسافرة عبر الشارع وبعد حوالي ساعتين تمكنوا من إبعاد المستعمرين من المكان.
كما وأفاد للسيد جمال ضراغمة رئيس بلدية قبلان لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ أقدم المستعمرون على ثقب عجلات السيارات المتوقفة في مدخل القرية وعددها حوالي 20 سيارة خصوصية (عجلتين على الأقل في كل سيارة) وإضرام النار في (بالات القش) المخصصة لإطعام المواشي وتعود للمواطن عبد الله محمد فائق صنوبر الذي يعمل في بيع هذا النوع من طعام المواشي وقد حرق حوالي 10 أطنان يقدر ثمنها بحوالي 10 آلاف شيقل. ‘
وفي إفادة أيضاً لعضو مجلس قروي الساوية : ‘ قام المستعمرين بثقب عجلات 8 سيارات ( عجلين على الأقل في كل سيارة ) وأيضا رسم نجمة إسرائيل على مسجد القرية وكتابة عبارات مسيئة للإسلام والمسلمين مثل ( محمد خنزير ) وقام عدد من الجيبات الإسرائيلية صباحاً بمصاحبة 2 جيب من الارتباط الإسرائيلي بمسح هذه العبارات والرسومات من على جدران المسجد والتي كتبت باللغة العبرية.’
وفي قرية اللبن :
توجه يوم الاثنين في الأول 2008 عند الساعة 12:00 ظهراً إنذاراً شفويا من قبل قائد الارتباط الإسرائيلي بنابلس لمدير ومعلمي المدرسة الثانوية في اللبن يفيد أنه إذا تعرضت سيارات المستعمرين المارة عبر شارع نابلس – رام الله لرشق بالحجارة سوف يقومون بإغلاق المدرسة لمدة 24 ساعة عن كل حجر يتم إلقاءه ففي حال رشق 5 حجارة على سبيل المثال سوف يتم إغلاق المدرسة مدة 120 ساعة وقد وصل قائد الارتباط المدني الإسرائيلي مع عدد من الآليات العسكرية .
هذا ما يعبر عن وجود شبكة علاقات وثيقة اقرب إلى التنظيم السري بين صفوف المستعمرين في كافة المستعمرات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967، فقد أصبحوا يتحركون بتناغم وبتوزيع ادوار، فقد توجه البعض منهم إلى الخليل لمنع إخلاء عمارة الرجبي، وقام البعض الآخر بنشر الفوضى والعدوان على القرى الفلسطينية المجاورة لهم في كل أرجاء الضفة الغربية، وكأن المستعمرين قد بدأوا يأخذون القانون بأيديهم لغرض أمر واقع يسعى إلى طرد الفلسطينيين من منازلهم وإحلال مستعمرين يهود مكانهم، علماً بأن سياسة الحكومات الإسرائيلية وجيش الاحتلال قد أعطاهم كل التسهيلات والمساعدات اللازمة لفرض هذا الوضع الشاذ مما يجهض أي اتفاق أو مشروع سلام قد يطرح لاحقاً.