في يوم السبت 13 أيلول 2008 قامت مجموعة من المستوطنين باعتداءات ضد أهالي قريتي عصيرة القبلية ومأدما جنوب نابلس, أسفرت عن إصابة 8 مواطنين بجراح, بحجة إصابة مستوطن تعرض للطعن في مستوطنة ‘شلهيفت’ المجاورة لمستوطنة ‘يتسهار’ .
مما أدى إلى إصابة ثمانية من المواطنين وهم: وفاء محمد صدقي صبح ( 17 عاماً) إصابة باليد اليسرى, وراضي حسين عصايرة ( 42 عاما) رصاصة مطاطية في الوجه, وياسين قاهر حسين ( 26 عاماً) عيار ناري في القدم اليسرى، ابراهيم محمد حمد 29 عاما، راضي جميل طاهر20 عاما، محمد احمد داوود 7 اعوام، راسم عبد الفتاح احمد 32 عاما، عبد الفتاح أحمد 60 عاما، احمد لطفي أحمد 25 عاما، نور الدين ياسين قاهر حسن 26 عاما.
يشار الى ان المستوطنين هاجموا عشرات المنازل في قرية عصيرة القبلية، حيث تم تدمير منزل المواطن قاسم صالح بالكامل مساحته تقدر 280م2 ، إضافة الى تدمير سيارته بعد ان هاجم عشرات المستوطنين المنطقة الشرقية للقرية إضافة الى اقتحام منازل عبد الباسط محمد احمد وإبراهيم مخلف وجمال يوسف ومحمد داوود واحمد داوود واحمد عبد الله، حيث ان هذه المنازل تقع بالقرب من مستوطنة يتسهار على بعد 200م2 وكانت القريتان تعرضتا لاعتداءات المستوطنين بالتزامن مع اقتحامهما من قبل قوات الاحتلال التي شنت حملة دهم وتفتيش بحجة البحث عن منفذ عملية الطعن في المستوطنة المجاورة. يشار الى أن جنود الاحتلال فرضوا منع التجول على عصيرة القبيلة, التي تعرضت منازلها لاعتداء المستوطنين, وإطلاق النار العشوائي فيها حيث وفر جيش الاحتلال الحماية للمستوطنين.
وفي يوم الأربعاء 10 أيلول 2008، أقدم مجموعة من مستوطني مستوطنة يتسهار الواقعة على أراضي المواطنين في قرى حوارة وعصيرة القبلية وبورين الواقعة على بعد 15كم جنوب غرب مدينة نابلس على إحراق 9 دونمات زراعية تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من قرية عصيره القبلية تحديداً في حوض العقد الشرقية، مما أدى ذلك إلى إتلافها بشكل كامل، حيث يعقب السيد حسني شريف صالح رئيس المجلس القروي في قرية عصيرة القبلية لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
(( في حوالي الساعة15 من يوم الأربعاء تفاجئنا بقدوم مجموعة كبيرة من المستوطنين وقيامهم بمهاجمة الأراضي الزراعية الواقعة في الجهة الشرقية الجنوبية من قرية عصيرة القبلية حيث أن هذه الأراضي الزراعية تبعد مسافة 200م من بيوت المواطنين في قرية عصيرة تبعد مسافة 150م من مستوطنة ‘ يتسهار’، حيث قام المستوطنون بإطلاق عدة أعيرة نارية في الهواء لإبعاد المزارعين عن المكان، و ذلك بهدف بث روح الخوف في نفوس سكان البيوت الفلسطينية في المناطق المجاورة، ثم قام هؤلاء المستوطنين خلال هذه العملية بإضرام النيران في عدد من الأراضي الزراعية في المنطقة، حيث يشار إلى إن الأراضي التي تم إحراقها هي أراض غير مستغلة من فترة طويلة رغم خصوبتها، حيث يمنع الفلسطينيين من استغلالها أو زراعتها، بسبب قربها من محيط مستوطنة يتسهار، علمًا بان تلك الأراضي كانت في الماضي تشكل مصدر دخل لكثير من العائلات في قرية عصيرة القبلية و لكن و بعد إقامة مستوطنة يتسهار اخذ المستوطنين بشكل دوري على مهاجمة السكان الفلسطينيين، حيث تم في نفس الموقع خلال الأعوام العشرة الماضية الاعتداء على مزارعين من خلال حرق محاصيلهم الزراعية و من خلال الاعتداء عليهم بالضرب المبرح)).
صورة 1 +2: الأراضي الزراعية التي تم حرق أشجارها – عصيرة القبلية
تجدر الإشارة هنا، إن عملية الحرق والاعتداء على الأراضي الزراعية من قبل المستوطنين من مستوطنة يتسهار تكررت أكثر من مرة منذ بداية العام الحالي، حيث في بداية شهر آب 2008 أقدم المستوطنين على إحراق نحو 100 دونماً من الأراضي الزراعية في قرى بورين وعصيره القبلية، بالإضافة إلى إحراق منزل يعود لعائلة النجار في قرية بورين، و في شهر تموز 2008 تكرر نفس الحادث من خلال القيام باقتلاع أكثر من 1000 شجرة زيتون وتين مثمرة تعود لأهالي قرية بورين و عصيرة القبلية، حتى آبار جمع المياه لم تسلم من اعتداءات المستوطنين، ففي شهر آب الماضي أقدم المستوطنين على تجريف الساحة المحيطة ببئر النبع التي تقع على بعد 160م من مستوطنة يتسهار من الجهة الجنوبية الشرقية للمرة الثالثة على التوالي خلال العامين الماضيين مما أدى إلى تلوث مياه النبع التي تغطي حاجة 10% من مياه الشرب لقرية عصيرة القبلية، علماً بان قرية عصيرة القبلية حتى تاريخ اليوم تعاني من عدم وجود شبكة مياه قطرية، مما الحق ذلك أضرار فادحة لأهالي القرية، علاوة على المضايقات اليومية التي يتسبب بها المستوطنون على الشارع الالتفافي رقم 6 والذي يمر بالقرب من قرية عصيرة القبلية وبورين وذلك من خلال رشق السيارات المارة بالحجارة إلى الاعتداء على المزارعين ورعاة الماشية بالضرب في حالة تواجدهم بالقرب من المكان.
يشار إلى إن الاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين في مستوطنة يتسهار لها بالغ الأثر السلبي على نفوس المواطنين في القرى المجاورة، فاعتداءات المستوطنين تسببت إلى تحويل ما يزيد من 1500 دونماً من قرية عصيرة إلى أراضي غير مستغلة بسبب قربها من المستوطنة و بالتالي بات المزيد يخشون اعتداءات المستوطنين عليهم في حالة فكروا في زراعتها واستغلالها، هذا علاوة على وجود 1400 دونماً تقريبا من أراض عصيره القبلية البالغ مساحتها الإجمالية حوالي 15000 دونماً أراضي تقع تحت المصادرة لصالح عملية توسيع مستوطنة يتسهار، علاوة على ذلك يوجد 7 بيوت من قرية عصيرة القبلية تعود لعائلتي صالح و مخلوف يعيش بها قرابة 60 نفراً وتقع على مسافة 200 متراً من مستوطنة يتسهار حيث أن أصحاب هذه المنازل المقامة منذ عام 1980-1988 م يعانون من مضايقات يومية ومن اعتداءات مستمرة من قبل المستوطنين حيث خلال بداية العام الحالي قام المستوطنين بأكثر من مرة بالاعتداء على منازلهم ومحاولة حرقها بالكامل بالإضافة إلى قيامهم برشق زجاج البيوت بالحجارة ومحاولة التنكيل بالأطفال والنساء من اجل إجبارهم على الرحيل علماً بان تلك المنازل الفلسطينية مقامة قبل إنشاء مستوطنة يتسهار، حيث يعقب السيد قاسم محمد حسن صالح و الذي يسكن بالقرب من مستوطنة يتسهار لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ لقد تحولت حياتنا إلى جحيم لا يطاق، حيث أننا وصلنا إلى مرحلة نخشى بها التجول خارج منازلنا ليلاً خوفاً من قيام المستوطنين بالاعتداء علينا بالضرب، علاوة على ذلك لا نسلم من قيام المستوطنين بسرقة أغنامنا حتى الثمار في أراضينا الزراعية يسرقونها بانتظام من غير رادع’.
نبذة عن تاريخ وموقع المستوطنة:
أقيمت مستوطنة يتسهار عام 1983 على أراضي المزارعين الفلسطينيين في قرى بورين وعصيرة القبلية جنوب غرب مدينة نابلس وذلك كنواة استعمارية صغيرة على التلال التابعة لتلك القرى، ومن ثم أخذت المستوطنة بالتوسع لتصادر عشرات الدونمات الزراعية من قرى ( بورين، عصيره القبلية، عوريف، مادما، حواره) حيث يبلغ مسطح البناء في المستعمرة نحو 158دونماً والمساحة الإجمالية للأراضي المصادرة للمستوطنة نحو 1800 دونماً، وتقع ضمن الحوض الطبيعي رقم (8) على أجزاء من قطع الأراضي المسماة (سلمان الفارسي، المرج، جبل الندى، خليل سلامة المهر) حيث يوجد في المكان الذي أقيمت على أراضيه المغتصبة مقام القائد المسلم سلمان الفارسي والجبل المحيط عرف بجبل سلمان الفارسي نسبة له.
نبذة عن قرية عصيرة القبلية:
تقع إلى الجنوب من مدينة نابلس ، وعلى بعد 12كم، و تبلغ مساحة أراضيها نحو 6447 دونماً منها 322.5 دونماً مساحة بناء، وصادر الاحتلال الإسرائيلي لصالح مستعمرة يتسهار نحو 525 دونماً من أراضيها، وتحيط بأراضيها أراضي قرى فرعطا وتل وجماعين وعوريف، ويبلغ عدد سكانها نحو 2675 نسمة.
خلاصة:
في كل يوم تثبت الأحداث ان الاستيطان اليهودي على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية ( بما فيها القدس الشرقية) تشكل قنابل موقوتة ستفجر أي اتفاق أو تسوية سياسية قد تحدث بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فالمستوطنين هم أناس خارجون عن القانون ويسمح لهم بعمل كل ما يشاؤون ضد الفلسطينيين – والجيش الإسرائيلي يقوم بحمايتهم وتغطية اعتداءاتهم أثناء تعرضهم للفلسطينيين وحقولهم ومزارعهم وبيوتهم وأبناءهم. وهذا ما يؤكد بأن السلام والاستقرار لن يحدث أو يستمر في ظل وجود مستوطنات أو مستوطنين يهود على الأراضي الفلسطينية.