سلمت قوات الاحتلال الاسرائيلي في الثاني و العشرين من شهر أيلول من العام 2008 أمرا عسكريا جديدا يقضي بمصادرة أراض من قرية رامين شرق مدينة طولكرم لاغراض عسكرية. و جاء الامر العسكري الاسرائيلي الجديد الذي يحمل رقم (06/08/T) ليصادر 6.5 دونم من أراضي القرية و ذلك لتوسيع حاجز عناب العسكري المتواجد الى الغرب من قرية رامين و بالقرب من مستوطنة عناب الجاثمة على أراضي القرية. و كان الامر العسكري قد صدر بتاريخ الحادي عشر من شهر اب من العام 2008, الا انه بعد مضي ما يقارب فترة الشهر, سلمت قوات الاحتلال الاسرائيلي الامر لاهالي القرية في خطوة من شأنها أن تعيق عملية اعتراض أصحاب الاراضي على قرار المصادرة و بالتالي المضي قدما في مصادرتها.
نبذة عن حاجز عناب:-
يقع حاجز عناب الى الغرب من قرية رامين و الى الشرق من مستوطنة عناب الجاثمة بشكل غير قانوني على أراضي القرية. و كانت قوات الاحتلال الاسراءيلي قد أقامت حاجز عناب عقب اندلاع الانتفاضة الثانية في شهر أيلول من العام 2000 تحت ذريعة توفير الامن و الحماية للمستوطنيين الاسرائيليين القاطنيين في مستوطنة عناب . الا ان ممارسات جيش الاحتلال الاسرائيلي على حاجز عناب العسكري كانت دليلا واضحا على نية الجيش بممارسة جميع أنواع التنكيل و الاهانة بالمواطنيين الفلسطينيين الذين يودون عبور الحاجز قاصدين أعمالهم و ليس بغرض توفير الامن و الحماية. و يتكون حاجز عناب العسكري الاسرائيلي من كتل اسمنتية كبيرة متواجدة في المكان و تغلق الشارع بصورة تعيق مرور الفلسطينيين بشكل طبيعي, هذا بالاضافة الى كاميرات مراقبة, و أبراج تترصد حركة المواطنيين و بوابة حديدية تتحكم قوات الاحتلال الاسرائيلي في أوقات فتحها و اغلاقها. و يتعمد الجنود الاسرائيليين المتواجدين لحراسة الحاجز بإيقاف السيارات الفلسطينية و تفتيشها و احتجاز المواطنين و التدقيق في هوياتهم، مما يؤدي في أغلب الاوقات الى طوابير طويلة من السيارات تقف امام الحاجز منتظرة السماح لها بالعبور من كلا الاتجاهين.
قرية رامين و الاحتلال الاسرائيلي
تقع قرية رامين على بعد 11.5 كيلومترالى الشرق من مدينة طولكرم. يحيطها من الغرب مستوطنة عناب التي تم بنائها على حساب أراضي القرية في العام 1981, و الى الشرق قريتي برقة و المسعودية, من الجنوب الشارع الالتفافي رقم 557 و قريتي بيت ليد و صفارين و من الشمال قريتي عنبتا و كفر اللبد. تبلغ رقعة مساحة قرية رامين 8934 دونم يسكنها ما يقارب 2200 نسمة بحسب تعداد السكن و المساكن للإحصاء المركزي الفلسطيني في العام 2007 يعمل معظمهم في حقل الزراعة وخاصة الزيتون واللوز والحبوب ويهتم سكانها بتربية الماشية.
تصنيف الاراضي في قرية رامين بحسب اتفاقيات أوسلو
و بالرجوع الى اتفاقية أوسلو المؤقتة الموقعة في شهر أيلول من عام 1995 بين السلطة الوطنية الفلسطينية و إسرائيل, تم تصنيف ما مساحته 3654.4 دونما (41% من المساحة الكلية للقرية) من أراضي قرية رامين كمنطقة أ و هي الاراضي التي تقع تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة, بينما تم تصنيف ما مساحته 505.6 دونما (6% من المساحة الكلية للقرية) من أراضي قرية رامين كمنطقة ب (وهي المناطق التي تقع فيها المسؤولية عن النظام العام على عاتق السلطة الفلسطينية و تبقى لإسرائيل السلطة الكاملة على الامور الأمنية)، بينما تم تصنيف الجزء المتبقي من القرية 4774 دونما (53% من المساحة الكلية للقرية) كمنطقة ج (وهي المنطقة التي تقع تحت السيطرة الكاملة للجيش الإسرائيلي)، ومن الجدير بالذكر أن معظم الأراضي الواقعة في منطقة C هي الأراضي الزراعية والمناطق المفتوحة و مناطق المستوطنات. انظر جدول 1:
جدول رقم 1: تصنيف الغطاء النباتي في قرية رامين
|
المساحة (بالدونم) |
تصنيف الاراضي في قرية رامين |
4693 |
اراضي زراعية |
253 |
مصطحات مصطنعة |
682 |
مستوطنة اسرائيلية |
269 |
منطقة عمرانية فلسطينية |
3038 |
مناطق مفتوحة و غابات |
8935 |
المساحة الكلية |
المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية و الاستشعار
عن بعد – أيلول 2008
الاستيطان في قرية رامين
خلال العقود الاربعة الاخيرة, تبنت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سياسات عدة شأنها مصادرة الأراضي الفلسطينية لاغراض عسكرية مختلفة, كان اهمها بناء المستوطنات الإسرائيلية في الاراضي الفلسطينية بهدف ترسيخ الوجود اليهودي في المنطقة. و كانت قرية رامين قد خسرت جزء من أراضيها لصالح بناء مستوطنة عناب والتي اتت على 682 دونم من أراضي القرية. و يقطن المستوطنة اليوم ما يقارب ال 550 مستوطن اسرائيلي. هذا بالإضافة لشبكة من الطرق الالتفافية أسهمت بعزل جزء اخر من أراضي قرية رامين لربط مستوطنة عناب بمستوطنة أفني حيفتس من الغرب و المستوطنات الاسرائيلية الاخرى داخل الخط الاخضر و مستوطنة شفي شمرون من الشرق.
و كون موقع قرية رامين أحد رؤوس مثلث راساه الآخران مستوطنة ‘شافي شومرون’ الى الجنوب الشرقي من القرية و المقامة على أراضي قريتي الناقورة ودير شرف في نابلس ومستوطنة ‘عناب’ المقامة على اراضي عنبتا وشوفة ورامين وكفر اللبد وبيت ليد, لم تسلم قرية رامين من الانتهاكات الاسرائيلية على مدى عقود الاحتلال الاسرائيلي, بل توالت الاحداث تلو الاخرى بهدف مصادرة أكبر قدر ممكن من الاراضي الفلسطينية من أجل توسيع المستوطنات الاسرائيلية المحيطة. و كانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد شددت من قيودها على أهالي قرية رامين و ذلك بمنعهم من الوصول إلى أراضيهم القريبة من مستوطنة عناب و حرمانهم من ممارسة نشاطاتهم الزراعية و قطف ثمارهم الامر الذي أدى الى تدهور الحالة الاقتصادية في القرية بسبب اعتماد أهالي القرية على المنتوج الزراعي كمصدر للعيش و خاصة بعد اندلاع الانتفاضة الثانية في شهر أيلول من العام 2000.
ملخص:-
في الوقت الذي يعلن فيه وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، أمام المسؤولين الأميركيين بأن قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي قد خفضت من عدد الحواجز العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية بهدف ‘تخفيف معاناة الفلسطينيين’, يأتي الامر العسكري الاسرائيلي الجديد ليفند الادعائات الاسرائيلية و يرسخ وجود هذه الحواجز لتصبح حقيقة واقعة على الارض الفلسطينية.