في الساعة الثامنة والنصف صباح 20 آب 2008، اقتحمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي برفقة قوة عسكرية ضخمة قرية الولجة في محافظة بيت لحم، متجهةً إلى حي عين الجويزة – موقع الحوّر، وذلك بعد ان أغلقت جميع مداخلها الرئيسية، وكان في الموقع جرافة وعمال فلسطينيون يقومون بشق شارع يؤدي إلى أقدم زيتونة في العالم – يبلغ عمرها 3000 عاماً – ويبلغ طول الشارع نحو 2كم يربط خلة الحوّر بمنطقة عين الجويزة حيث وصل في مراحل متقدمة من العمل و لم يتبقى سوى 200 متر فقط وتم شقه وبناء جدران استنادية في محيطه تمهيداً لفرد البيسكورس، إلا ان قوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت الموقع برفقة جيب عسكري من بلدية القدس، وطلبت من العمال وسائق الجرافة بوقف العمل بذريعة ان المنطقة تتبع لبلدية القدس الإسرائيلية ولا يحق لهم العمل فيها، وهددت بمعاقبة واعتقال كل من يحاول العمل في المنطقة، وسلمتهم أمراً صادراً عن وزارة الداخلية الإسرائيلية – قسم الوحدة القطرية للتفتيش على البناء يتضمن ( تقوم بتنفيذ عمل يتوجب الحصول على رخصة لذلك يتوجب عليك التوقف فوراً عن جميع أعمال البناء، وعليك المثول فوراً أمام المفتش وذلك لتوضيح الأمر عن البناء، وإذا لم تنفذ هذا الإنذار سوف نفكر في اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية ضدك).
هذا وفي الوقت الذي تعلن فيه إسرائيل منع شق طريق يوصل إلى موقع سياحي مهم يؤمه الفلسطينيون والأجانب، تقوم بإصدار أمر عسكري جديد يحمل الرقم (0/8/05/ش.م.ص) يقضي بشق طريق بطول 147 متراً وعرض ستة أمتار ليسهل وصول المستعمرين الإسرائيليين إلى البؤر الاستعمارية في غرب شمال الخليل، وتعطي الضوء الأخضر لبناء 400 وحدة استيطانية في مستعمرة ‘النبي يعقوب’ على مساحة 80 دونماً في موقع غابة مير على أراضي مدينة القدس.
وعندما تحاول المؤسسات والجمعيات الخيرية تطوير البنية التحتية في البلدة، تسارع بلدية القدس الإسرائيلية إلى وقفه بحجة ان هذه الأراضي تابعة لها، بينما لا تقوم بتقديم أي خدمة في القرية.
قرية الولجة المستهدفة منذ عام 1948
الاحتلال الإسرائيلي يلاحق ما تبقى من أراضي القرية وهي 2400 دونماً من أصل 17,793 دونماً :
يستهدف الاحتلال الإسرائيلي بالأمس واليوم قرية الولجة، فمنذ عام 1948 حتى يومنا هذا، لا تزال أطماع الاحتلال الإسرائيلي مستمرة لقرية الولجة التي تبعد مسافة 8.5 كم جنوب غرب مدينة القدس و 5.4 كم شمال غرب مدينة بيت لحم، حيث كانت تبلغ مساحة القرية آنذاك 17793 دونماً، احتلت إسرائيل منها ما مساحته 11793 دونماً من خلال اتفاقية الهدنة مع الجانب العربي الأردني برعاية بريطانية، وفي سنة 1967 أصبحت مساحة قرية الولجة 6000 دونماً، تمت مصادرة 500 دونماً لصالح شق شارع التفافي سنة 1996، كما تم اقتطاع 1000 دونماً من الحي الجنوبي للقرية لصالح مستوطنة جيلو في الفترة ما بين 1969 – 1997، وبهذا لم يتبقى للقرية سوى 4500 دونماً، يطمع الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة ما تبقى من أراضي لهذه القرية عن طريق بناء جدار عنصري وآلاف الوحدات الاستيطانية على مساحة تبلغ 2100 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات وخالية من السكان.
وان المسؤول عن بناء الوحدات الاستيطانية هي مؤسسة غير رسمية ‘ شركة ياعيل الاستعمارية’ تتواطأ معها المؤسسات الحكومية ، وتنوي بناء 2500 وحدة استيطانية، تستوعب 13600 مستعمر يهودي.
صورة 1+2 : الأراضي التي سيتم مصادرتها لصالح الجدار والمستعمرات الإسرائيلية – الولجة
وفي السادس من حزيران 2008 بدأت قوات الاحتلال بإجراء عمليات مسح في قرية الولجة بعد ان سلمت مجلس قروي الولجة إخطاراً يظهر فيه ترسيم مسار الجدار الإسرائيلي.
وفي كانون ثاني 2008 أعلن الاحتلال الإسرائيلي بناء 3000 وحدة سكنية استعمارية على أراضي القرية.
هل الاحتلال عنصري …؟:
يقول محمد أحد سكان عين جويزة : (( حقيقة علمية واجتماعية تقول ( انه لا يمكن للاحتلال إلا ان يكون عنصرياً) فهو لا يحترم حق الإنسان في تمتعه بحرية الحركة، واكبر دليل عندما قام بمنع شق شارع فلسطيني في عين الجويزة بينما يقوم بشق شبكات طرق واسعة للمستعمرين اليهود فعلى سبيل المثال – قام في الأول من كانون ثاني 2007 بشق طريق في أراضي قرية الولجة بطول حوالي 1000م لبناء مستعمرة على حساب 2500 دونماً من أراضي الفلسطينيين وضمها الى حدود بلدية الاحتلال في القدس، فالفلسطينيين لا يحق لهم تطوير بنيتهم التحتية ولا بناء مساكن على أراضيهم، ولا يحق لهم توسيع وتعبيد شوارعهم، وفي المقابل يحق للمستعمرين ما لا يحق لغيرهم من بناء وتطوير، فالاحتلال يحاول دائماً في مخططاته تسهيل حركة سير المستعمرين بإنشاء ( طرق مباشرة بين المستعمرات لقصر المسافة، وتوسيعها، وإضائتها الجيدة، وطرق آمنة) بينما طرق العرب ( ضيقة، غير آمنة لسير المركبات، تطيل المسافة والزمن أضعاف ما كانت عليه، زرعت بأكثر من 600 نوع من الحواجز وتفتقر للبنية التحتية التي تستوجبها هندسة الطرق) بل وعندما يحاول الفلسطينيون توسيعها وتحسينها يسارع الاحتلال بطباعة أمر عسكري لوقفها تحت حجج وذرائع واهية))
وفي إفادة السيد صالح خليفة رئيس مجلس قروي الولجة لباحثة مركز أبحاث الأراضي يقول:
(( انهينا المرحلة النهائية من شق طريق يوصل حي عين جويزة إلى موقع الحوّر بالتعاون مع جمعية الولجة الزراعية والذي يموله ‘ التعاون الايطالي’، ويوجد في الموقع شجرة زيتون تسمى بشجرة ‘ البدوي’ يبلغ عمرها نحو 3000 سنة وهي تعد أقدم شجرة زيتون في العالم، إلا ان الاحتلال الإسرائيلي أخطرنا بوقف العمل، فانه يريد ان يرى الأرض بدون السكان العرب، هذه الأرض ورثناها عن آباءنا وأجدادنا وهو الآن يقوم بمنع أي نشاط نقوم به بحجة ان البناء عليها ‘ غير قانوني’، ونحن في المجلس القروي نرفض هذا الأمر ونؤكد بأنه من حقنا ان نمارس أي نشاط على أرضنا دون عرقلته من الاحتلال، فالآن لم يتبقى للقرية سوى 2500 دونماً بعد ان صادر 3500 دونماَ وضمها للإدارة المدنية الإسرائيلية – مجمع عصيون-، وصادر آلاف الدونمات وضمها إلى داخل حدود بلدية القدس)).