شهدت الأيام القلية الماضية ازدياد وتيرة اعتداءات المستوطنين بشكل ملحوظ على المزارعين ورعاة الأغنام الفلسطينيين في قرية ياسوف، ففي الرابع من آب 2008 أقدم مجموعة من المستوطنين على الاعتداء على المزارع إبراهيم خليل ياسين (72عاماً) من قرية ياسوف من خلال التنكيل به وسرقة 23 رأساً من الأغنام كانت بحوزته، وذلك أثناء عملية رعيه الأغنام في منطقة الواد شمال غرب قرية ياسوف، وفي 11 آب 2008 أقدم مجموعة من المستوطنين على مطاردة مجموعة من المزارعين في نفس القرية أثناء قيامهم برعي الأغنام في الجبال المحيطة في قرية ياسوف والتي تنتشر بها عدد من البؤر الاستيطانية العشوائية مما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح مختلفة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الاعتداءات وغيرها أصبحت أحداثاً مألوفة ومقلقة للمزارعين في قرية ياسوف والقرى المجاورة، والتي منذ إقامة مستوطنة ‘تفوح’ على أراضيها إلى تاريخ اليوم والقرية تعاني من الاعتداءات المستمرة للمستوطنين على أراضيها الزراعية حيث ما حدث مع الحاج إبراهيم ياسين من خلال سرقة أغنامه وتواطؤ شرطة الاحتلال مع المستوطنين ضده في عملية سرقة الأغنام يشكل اكبر دليل على عنصرية وبشاعة الاحتلال حيث يروي الحاج إبراهيم قصته لباحث مركز أبحاث الأراضي:
الحاج ابراهيم ياسين, 72 عاما: ‘ اعمل مزارع في تربية المواشي وفلاحة الأرض منذ نوعه أظافري حتى تاريخ اليوم حيث تعودت كل يوم منذ الصباح الباكر على الخروج إلى رعي الأغنام في منطقة الواد التي تبعد عن البؤرة الاستيطانية تفوح B مسافة 4كم، علماً بأن رؤؤس الأغنام التي امتلكها معظمها قد توالد عندنا ولا يوجد أي رأس اشتريته حديثاً من الخارج، و في الرابع من آب 2008، بينما كنت أرعى الأغنام في منطقة الواد تفاجئت بقدوم 2 من المستوطنين كانوا على بعد مسافة 20م، حيث بدأوا بإلقاء الحجارة علي مما أدى إلى إصابتي بيدي اليمنى بجروح متوسطة، حينها قام نفس المستوطنين بإطلاق الرصاص الحي على الطريق الزراعي المحاذي للمنطقة التي أتواجد بها تحديداً باتجاه رعاة الماشية الذين كانوا يتواجدون بكثرة في المكان و ذلك لإرهابهم وإبعادهم عن المكان، وأثناء عملية قيام المستوطنين بمباغتتي تفاجئت بقدوم 3 مستوطنين آخرين والذين قاموا بدورهم بجر رؤوس الأغنام التي كانت بحوزتي حيث كان عددها 23 رأساً من الأغنام، قاموا بجرها باتجاه البؤرة الاستيطانية تفوح B أما المستوطنين الذين كانا في المكان والذين كانا يطلقان النار كانا يشكلان درع تغطية للمستوطنين الذين كانوا يسرقون الأغنام، الذين توجهوا أيضاً باتجاه مستوطنة ‘تفوح’ فيما بعد، عندها هرع مجموعة من شباب القرية الذين جاءوا لنجدتي وقاموا بإلحاق المستوطنين باتجاه البؤرة الاستيطانية إلا أن المستوطنين اخذوا بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي بغية إبعادهم عن المنطقة، بعد ذلك وبعد انسحابنا من المكان قام رئيس المجلس القروي في قريتنا بالاتصال على الارتباط الفلسطيني الذين حضروا إلى المكان، حيث توجهت برفقتهم إلى مدخل مستوطنة ‘تفوح’ حيث كان هناك عدد كبير من الجيبات العسكرية التابعة للاحتلال بالإضافة إلى عدد من المستوطنين كان من بينهم المستوطن الذي قام بسرقة أغنامي والذي استطعت تشخيصه وتذكره، حينها أخبرت شرطة الاحتلال الذين كانوا يتواجدون في المكان بأن احد المستوطنين الذين سرقوا الأغنام واحد منهم يتواجد في المكان إلا أن شرطة الاحتلال لم تكترث بالأمر بل طلبوا مني التوجه إلى شرطة ارائيل لتقديم شكوى هناك ، حيث اخذوا بالاستهزاء بي حينها، و قاموا بإركاب المستوطن الذي سرق الأغنام داخل جيب الشرطة و قاموا باصطحابه إلى داخل القرية بحجة البحث عن أغنام مسروقة لذلك المستوطن، حيث علمت في وقت لاحق أن المستوطن الذي سرق الأغنام برر فعلته بأن مزارعي القرية على حد زعمه قاموا قبل فترة قصيرة بسرقة قطيع من الأغنام منه، حيث قام المستوطن برفقة شرطة الاحتلال بتفتيش منازل القرية المنزل تلو المنزل في خطوة استفزازية لمشاعر مزارعين في القرية، علماً بأن عدد من مزارعي القرية حاولوا توضيح الصورة لشرطة الاحتلال الذين بدورهم استهتروا بالأمر ولم يكترثوا بكلام المزارعين، أما أنا عندما توجهت إلى مدخل مستوطنة ارائيل فقد أمضيت على مدخل مستوطنة ارائيل قرابة 4 ساعات الى حين السماح لي بالدخول، علماً بأن شرطة الاحتلال حاولوا أكثر من مرة إرجاعي من المكان إلا أن إصراري على استعادة حقي هو الذي دفعني للبقاء هناك ، ولم يراعي الاحتلال كبر سني ووضعي الصحي السيئ، بعد ذلك تم إدخالي إلى داخل مستوطنة ‘ارائيل’ باتجاه مركز شرطة ارائيل حيث عندما وصلت إلى هناك قامت شرطة الاحتلال بالاستهتار بالأمر وأمروني بالعودة للمنزل حيث أدعو أنهم سوف يتابعون الموضوع، علمت فيما بعد أن المستوطنين الذين قاموا بسرقة الأغنام قاموا تحت نظر شرطة الاحتلال بنقل قطيع الأغنام بواسطة شاحنة إلى خارج مستوطنة ‘تفوح’، وأن شرطة الاحتلال قامت بالتواطىء معهم بالموضوع)).
معلومات عامة عن قرية ياسوف:
تقع قرية ياسوف شمال شرق مدينة سلفيت تحديداً على بعد 7كم عنها، وهي في محافظة سلفيت. يبلغ مجموع السكان في القرية حتى بداية عام 2007م نحو 2000 نسمة بواقع 260 أسرة في القرية، يعتمد 87% على الزراعة والأعمال الحرة كمصدر أساسي للدخل لديهم وما تبقى فيعملون في الوظائف الحكومية والخاصة.
تبلغ المساحة الإجمالية للقرية نحو 8550 دونماً، منها 1000 دونماً عبارة عن مسطح القرية، منها 300 دونماً خاضعة بشكل مباشر للنشاط الاستعماري من خلال إقامة المستعمرات على أراضي القرية مثل مستعمرة تفوح المقامة منذ عام 1982 ( عسكرية و مدنية) و التي صادرت نحو 200 دونماً من أراضي القرية حتى عام 2005 وذلك في الجهة الشمالية من القرية، بالإضافة إلى النقاط الاستعمارية العشوائية والتي أقيمت منذ بداية الانتفاضة عام 2000م، و هي ‘رحاليم B’ الواقعة الى الجهة الجنوبية من القرية بالإضافة إلى مستعمرة تفوح الجديدة في الجهة الشرقية من القرية حيث تصادر البؤرتان الاستعماريتان ما مساحته 100 دونماً من القرية.