أعلنت سلطات الاحتلال يوم الخميس الموافق 4/9/2008 عن إزالة عشرة حواجز عسكرية بالقرب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وبعد جولة ميدانية على الحواجز المعلن عن إزالتها تبين أنها تقع في الجهة الجنوبية من مدينة الخليل وتحديداً على الشارع الالتفافي (رقم 60) و حول أطراف بلدة يطا.
ولدى معاينة هذه ( الحواجز ) تبين ان معظمها ما هو إلا سدات ترابية تصل بين الشارع الالتفافي وأراضي المزارعين كانت سلطات الاحتلال قد عملتها لمنع اقتراب المواطنين من الشارع الالتفافي، حيث أوضح المزارعون في منطقة يطا ان فتح هذه السدات الترابية ما هو إلا (ذر للرماد في العيون ولم تكن بالحجم الذي ضخمه الإعلام الإسرائيلي).
ومع ذلك فانه بعد إحصاء هذه ( الحواجز ) تبين أن عددها ( 8 ) وليست ( 10 ) كما أعلنت سلطات الاحتلال، وما هي إلا أكوام ترابية، وليست ذات قيمة كبيرة ، لان حاجة المواطنين هي إزالة الحواجز العسكرية الدائمة التي تقطع أوصال البلدات والقرى بمحافظة الخليل، وتمنع الأهالي من التنقل بسهولة – قبل إغلاق مدخل بلدة السموع مما يجبر أهالي السموع للمرور عبر بلدة يطا وثم الريحية وثم الفوار ثم دورا ثم الخليل – في حين المدخل المغلق كان يربطها بالشارع الرئيسي المدخل للخليل مباشرة. وينطبق هذا أيضاً على مدخل بلدة دير رازح وكرزا وأبو العسجا وغيرها الكثير.
أما هذه السدات الترابية طبلوا لفتحها فهي في المناطق التالية :
1- السدة الترابية في منطقة وادي حورة شمال بلدة يطا على مقربة من الشارع الالتفافي ( رقم 60 ) وهي عبارة عن سدتين ترابيتين على مقربة من بعضهما البعض كانتا تغلقان الطريق الزراعي الواصل بين أراضي المواطنين والشارع الالتفافي والتي – حسب المزارعين – لم تكن بذات الأهمية ( لاحظ مواقع السدتين على الخريطة المرفقة تحملان الأرقام 1+2، ولاحظ صورة السدة رقم -1-)، وهنا تم احتساب حاجزين على حساب سدة ترابية واحدة، ولم يشاهد حركة أي مواطن عبر هذه السدات.
صورة 1: السدة الترابية في منطقة وادي حورة شمال بلدة يطا والتي ازالها الاحتلال الإسرائيلي
2- السدة الترابية الواقعة في منطقة زيف شرق بلدة يطا والتي كانت تفصل الشارع العام في بلدة يطا عن الشارع الالتفافي رقم ( 60 )، حيث شوهدت حركة السيارات على هذا الطريق، التي وصفها السائقون المارين على هذا الشارع بإعادة الحياة الى منطقة زيف نظرا لسهولة الوصول بين قرية زيف وبلدة يطا الأم ، واعتبر المواطنون إزالة هده السدة التربية بأنها السدة الوحيدة وذات الأهمية من بين السدات الترابية التي تم الإعلان عن إزالتها، ( موقع السدة على الخريطة رقم (4) ولاحظ صورة رقم – 4-).
3- السدة الترابية الواقعة بمحاذاة الشارع التفافي والتي تصل الشارع الالتفافي بأراضي قرية زيف الزراعية ،حيث تبين ان من قام بفتح هذه السدة هم المواطنون ولا يمكن سلكها إلا عبر الجرارات الزراعية ومن خلال فتحة ضيقة عملها المزارعون ، في حين بقيت أكوام التراب والسدات الترابية التي وضعها الاحتلال في مكانها وتعيق حركة المواطنين باتجاه أراضيهم (موقع السدة على الخريطة رقم (3) ، ولاحظ صورة رقم -3-) .
4- السدة التربية الواقعة بمحاذاة الشارع الالتفافي وفي منطقة ( بيار العروس ) شرق بلدة يطا، إذا تم إزالة هذه السدة الترابية التي وصفها احد المواطنين بأنها لا تخدم إلا بعض بيوت وتسهل وصول المزارعين الى أراضيهم (موقع السدة على الخريطة رقم (5) ، ولاحظ صورة رقم -5-) .
5- الحاجز على مدخل قرية البويب شرق بلدة يطا اذ تم فتح السدة الترابية المحاذية للشارع الالتفافي والتي كانت تغلق مدخل قرية البويب شرق بلدة يطا ، ولم تشاهد أي حركة للمواطنين عبر هذه الفتحة نظرا لسلوك المواطنين طرقا بديلة كانوا قد استحدثوها منذ اغلاق مدخل القرية (موقع السدة على الخريطة رقم (6) ، ولاحظ صورة رقم -6-) .
6- عمل فتحة في الجدار الترابي الموصل بين الشارع الالتفافي وأراضي المزارعين من أهالي قرية البويب، حيث تم إزالة كمية قليلة من التراب، وكما وصفها احد المزارعين ‘ بأنها لم تكن بالسدة الكبيرة أو الحاجز التي يستحق الإزالة ، وتم احتسابه لدى الاحتلال على انه إزالة لحاجز ، كما هو موضح في الصورة (موقع السدة على الخريطة رقم (7) ، ولاحظ صورة رقم -7-).
7- السدة الترابية الموصلة بين الشارع الالتفافي واحد احياء قرية البويب ، حيث كانت السدة الترابية تغلق شارعا زراعيا غير معبد، (موقع السدة على الخريطة رقم (8) ، ولاحظ صورة رقم -8-).
8- من خلال الخريطة التي تحدث عنها الإعلام والتي توضح موقع إزالة ما اسمته قوات الاحتلال بالحواجز تم البحث عن حاجزين ترابيين في منطقة قرنة الراس وقرية الديرات شرق بلدة يطا ، فلم نجد أي آثار لإزالة حواجز أو ازالة سدات ترابية ، وبعد متابعة احد الشوارع الزراعية المشار إليه انه تم إزالة حاجز عليه لم يعثر على اية سدة ترابية وتبين ان هذا الشارع الزراعي يقع في وادي سحيق يصعب حتى على السيارات المرور عليه ولم نجد أي اثر لحاجز عسكري إسرائيلي تم إزالته أو حتى تم إقامته في المكان( صورة رقم 9 )، خريطة رقم ( 9 ، 10 ).
9- أما مدخل بلدة السموع التي يبلغ عدد سكانها حوالي 20 ألف نسمة والتي ذكرناها سابقاً فقد قامت جرافات الاحتلال بفتحها لساعات أمام الإعلام ثم عادت وأغلقتها في نفس اليوم.
من خلال هذه المتابعة الميدانية الدقيقة للتحري عما أعلنه الاحتلال من إزالة الحواجز العسكرية العشرة تبين ان ما تم إزالته هو (8 ) سدات ترابية ، احد هذه السدات الترابية يمكن احتسابه من المواقع المهمة التي تم فتحها وهو في منطقة زيف ، بينما السبعة الأخرى لم تكن سوى طرق زراعية توصل المزارعين لأراضيهم ، حتى ان بعضها يصعب وصفه ب ( إزالة سدة ترابية ) نظرا لصغر كومة التراب التي أزيلت، في حين بقي ( حاجزان ) أعلن عن إزالتهما وتم تعيينهما على خريطة من مؤسسة دولية، لكن بعد البحث والتحري تبين أنهما حاجزان وهميان.
وهذا يعني بصورة قاطعة ان الوعود السياسية الإسرائيلية بإحداث تسهيلات على الأرض لصالح الفلسطينيين. هي وعود وهمية، ففي الوقت الذي ضخموا فيه تأثير هذه السدات التي لم تغير شيء في حياة سكان خرب فلسطينية تعيش في أطراف بلدة يطا، قاموا بإغلاق خمسة طرق زراعية جديدة في قرى إذنا وبيت عوا والبرج غربي مدينة الخليل لإغلاق الطرق الزراعية التي تؤدي إلى الأراضي الفلسطينية المتبقية خلف جدار الضم والتوسع العنصري – ( لاحظ تقرير مركز أبحاث الأراضي حول – الاحتلال يغلق طرقاً زراعية في محافظة).