في الثاني من تموز 2008 أقدم مجموعة من المستوطنين أثناء اقتحامهم لقرية كفل حارس بحجة زيارة المقامات الدينية على إلقاء عدد كبير من الحجارة بشكل عشوائي و كثيف صوب المنازل الفلسطينية و المقامات الدينية في قرية كفل حارس مما أدى إلى تحطيم زجاج و نوافذ عدد من المنازل، بالإضافة إلى التعمد على قطع أسلاك الكهرباء في القرية مما تسبب في حدوث الكثير من المشاكل يرافقها الحرب النفسية التي مارسها المستوطنين تجاه الأطفال والنساء في القرية من خلال إطلاق النار بشكل عشوائي تحت جنح الظلام.
وفي الرابع من تموز 2008 أقدم عدد من المستوطنين بحماية من جيش الاحتلال أثناء زيارة المقامات الدينية في القرية على الاستيلاء على ثلاثة مساكن تعود إلى المواطنين: شريف بوزيه وعطا الله خير الدين علماً بأن تلك المساكن غير مأهولة بالسكان مما أدى إلى إلحاق ضرر كبير في تلك المساكن نتيجة تحويلها لنقاط مراقبة لحماية المستوطنين، وذلك من خلال تحطيم أبواب تلك المساكن وكتابة عبارات مسيئة على جدرانها.
اعتاد المستوطنين على زيارة المقامات الدينية الموجودة في قرية كفل حارس و ذلك منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967م وذلك بواقع مرتين خلال العام الواحد، وهي ذكرى تأسيس الكيان الإسرائيلي بالإضافة إلى العيد الديني عند الإسرائيليين المعروف باسم ‘هوشعنا’، علاوة على الزيارات العشوائية التي يقوم بها المستوطنين بين الفترة و الأخرى، حيث يتعمد المستوطنون المس بالممتلكات الخاصة بأهالي القرية أثناء عملية الزيارة، إلى بث روح الخوف في نفوس الأطفال والنساء بالقرية، علماً بأن المستوطنون يأتون بواسطة حافلات كبيرة تحت حراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى فرض منع التجول على القرية وشل حركة تنقل المواطنين وذلك لحماية المستوطنين الذين يزورون المقامات الدينية في القرية، حيث يلجأ المستوطنين أثناء عملية الزيارة إلى كتابة عبارات معادية للعرب على المقامات الدينية وجدرانها، وشهد مطلع عام 2007 عملية تحطيم تسعة قبور فلسطينية تقع بالقرب من مقام النبي ذو الكفل، حيث قام المجلس البلدي في حينه بتقديم شكوى رسمية إلى الارتباط الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية والتي بدورها لم تحرك ساكناً في سبيل كبح جماح المستوطنين.
وفي التاسع من تموز 2008 أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على مداهمة قرية كفل حارس وذلك تحت حجج واهية وهي منع إلقاء حجارة على الطريق العام رقم 505 حيث عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إغلاق مداخل القرية بشكل كامل بواسطة السواتر الترابية مما أدى إلى تعطيل حركة تنقل المواطنين داخل القرية وبين القرى المجاورة علاوة على التسبب في شل الحركة الاقتصادية داخل القرية من خلال إغلاقها و فرض حالة منع التجول على القرية، حيث تجدر الإشارة هنا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يقدم بين الفترة والأخرى على اقتحام البلدة والتنكيل بالسكان بحجة حماية المستوطنين الذين يزورون المقامات الدينية من جانب وبحجة منع إلقاء حجارة على الشارع العام من جانب آخر.
بالإضافة إلى ما تقدم، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي عملية إغلاق مدخل قرية كفل حارس الرئيسي مسببةً في ذلك في معاناةً كبيرة لأهالي القرية من خلال صعوبة التنقل وزيادة تكاليف المواصلات بالإضافة إلى الأعباء النفسية الناتجة من جراء الحصار وإغلاق مداخل القرية الرئيسية.
معلومات عامة عن قرية كفل حارس:
تقع قرية كفل حارس إلى الشمال الغربي من مدينة سلفيت، حيث يبلغ عدد سكان القرية حوالي 3500 نسمة، حسب إحصائيات عام 2007م، و تبلغ المساحة الإجمالية للقرية حوالي 10,000 دونماً، حيث فقدت القرية قرابة 1000 دونماً لصالح توسيع مستوطنة ‘ارائيل’، ويوجد في القرية 3 مقامات دينية وهي: (مقام النبي يوشع، و مقام ذو الكفل، و مقام ذو النون)، حيث تعتبر تلك المقامات مهمة للمسلمين و لليهود على حد سواء.