أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي في يوم الخميس الموافق 19 من حزيران 2008 على تنفيذ عملية مداهمة واسعة في مدينة قلقيلية، حيث تركزت العملية في حي شريم و حي داوود جنوبي المدينة، حيث يدعي جيش الاحتلال أن الهدف من العملية هو ملاحقة ما اسماهم بالمطلوبين، ففي حوالي الساعة الرابعة فجراً قام الجيش الإسرائيلي بمحاصرة مجموعة من المنازل الفلسطينية المكتظة بالسكان من خلال إغلاق جميع الطرق الرئيسية والفرعية لتلك المنازل بالإضافة إلى تحويل عدد من أسطح المنازل المجاورة إلى ثكنات عسكرية.
تجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم القنابل الصوتية واخذ يستخدم مكبرات الصوت في المناداة حيث كانوا يرددون (أولاد أم توفيق اخرجوا) وتبين لاحقاً انه لا يوجد احد ولا حتى اسم ‘أم توفيق’ بالأصل، مما خلق حالة من البلبلة بالمنطقة ولم يخرج أحداً من المنازل، بعد ذلك بـ 15 دقيقة قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق الرصاص الحي من عيار 16 و عيار 250 باتجاه المنازل بالإضافة إلى إطلاق قنابل ثقيلة من نوع energy صوب عمارة سكنية تعود لورثة عقل حسنين، حيث أن عملية إطلاق الرصاص و القنابل كانت بشكل مكثف وعشوائي وبعلم جنود الاحتلال أن المنطقة المستهدفة هي منطقة مكتظة بالسكان المدنيين العزل لا سيما الأطفال والنساء.
صورة 1: الرصاص الحي على أرضية منزل أحد أبناء ورثة عقل حسنين
صورة 2: الآثار التي سببها الرصاص في جدران بناية ورثة عقل حسنين
حيث كانت العمارة المستهدفة يوجد بها 19 شخصاً بينهم 11 فرداً أعمارهم تقل عن 16 عاماً، حيث تضررت العمارة السكنية المكونة من ثلاثة طوابق بمساحة إجمالية 250م2 بشكل كبير علاوة على الأضرار التي لحقت بالبنايات المجاورة، ولم يكتف جنود الاحتلال بذلك بل عمدوا إلى اقتحام العمارة السكنية التابعة لورثة عقل حسنين وتم خلال عملية الاقتحام العبث و تحطيم كافة أثاث الشقق والغرف في العمارة السكنية بالإضافة إلى تحطيم كافة المرافق الصحية بالشقق، و تم التنكيل بسكان العمارة والاعتداء بالضرب على قسم كبير منهم، بالإضافة إلى مصادرة بعض الممتلكات مثل أجهزة حاسوب عدد أربعة من السكان القاطنين في العمارة، كذلك هو الحال في العمارات السكنية المجاورة والتي هي أيضاً لم تسلم من مداهمة الجنود لها وبث الرعب بين القاطنين بها وتخريب محتوياتها بحجة البحث عن ما يسميهم الاحتلال ‘مطلوبين’.
صورة 3+ 4 +5: آثار التدمير الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي أثناء عملية المداهمة في بناية ورثة حسنين
تجريف بناية مهجورة:
هذا وأقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على عملية تجريف بناية سكنية تقع بجانب العمارة السكنية التي يقطنها ورثة عقل حسنين، حيث استعان جيش الاحتلال بذلك على بلدوز مما أدى إلى تدمير المبنى بالكامل و المقدرة مساحته 300م2، علماً بأن البناء قديم ومهجور.
صورة 6: ركام وحطام خلفه الاحتلال الإسرائيلي في بناء قديم ومهجور
تجدر الإشارة هنا، انه و خلال عملية المداهمة تم اعتقال 6 مواطنين فلسطينيين بالإضافة إلى تخريب عدد من السيارات كانت متوقفة إلى جانب الطريق، علاوة على التخريب الذي طال المنشآت السكنية نتيجة عملية إطلاق الرصاص العشوائي صوب المنشآت السكنية، مثل تخريب وإتلاف الخزانات المائية التي أصيبت بعيارات نارية مما أدى إلى ثقبها، بالإضافة إلى تخريب أثاث المنازل بشكل متعمد، كذلك مصادرة بعض محتويات المنازل، و تم نقل عدد كبير من المواطنين إلى المستشفى الحكومي بمدينة قلقيلية نتيجة إصابتهم بالخوف وحالات نفسية التي صاحبت المواطنين نتيجة عملية التخريب و المداهمة.
صورة 7: السيارات الفلسطينية التي دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي
يشار هنا إلى أن الطريقة التي تعامل بها جنود الاحتلال خلال عملية المداهمة و البحث عن ما اسماهم مطلوبين تتنافى مع الأعراف و المواثيق الدولية في زمن الحروب و التي تنص على عدم التعرض للمدنيين العزل مهما كانت الأسباب، إلا أن جيش الاحتلال رغم ذلك واصل عدوانه تحت ذريعة الأمن التي يستخدمها دائماً.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة قلقيلية تتعرض بين الحين والآخر إلى عملية مداهمة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتعمد هذا الجيش إلى اقتحام المحال التجارية والمنازل بالإضافة إلى الاستيلاء على محتوياتها بحجة منع أعمال –إرهابية- حسب ادعائه، حيث كانت آخر عملية من هذا القبيل في بداية شهر حزيران الحالي حيث تمت عملية مداهمة واسعة النطاق في مدينة قلقيلية والتي أسفرت عن تحطيم محتويات 60 منزلاً و منشأة بالإضافة إلى إصابة 15 مواطناً برصاص الاحتلال علاوة على تخريب وتكسير السيارات التي كانت متوقفة إلى جانب الطريق.