في الساعة الخامسة صباح الثامن عشر من آذار 2008 فوجئ أهالي قرية العقبة شرق محافظة طوباس باقتحام عدد من دوريات جيش الاحتلال الإسرائيلي برفقة سيارة تابعة للجنة التنظيم والبناء الإسرائيلية قريتهم، وقام ما يسمى بضابط ‘ التنظيم’ بإخطار منزل المواطن سالم محمد جابر ’47’ عاماً بوقف البناء، والذي يأوي عائلته المكونة من 7 أفراد، وهو مكون من 3 غرف لا تلبي حاجة العائلة، هذا وقام بإخطار وقف العمل في الطريق الزراعي الذي يربط القرية بأراضيها الشمالية الشرقية، كما اخطر روضة الأطفال الوحيدة في القرية.
هذا وأمهلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصحاب المنشآت المنذرة بالهدم مدة أقصاها 16 يوماً (أي حتى الثالث من نيسان 2008) لإحضار الأوراق اللازمة لترخيص المنشآت وتقديمها إلى محكمة ‘بيت ايل’ الإسرائيلية في الوقت المحدد.
وكانت أنذرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أهالي القرية في بداية عام 2004 نحو 13 منشأة ومنزل بالهدم بحجة عدم الترخيص، ثم توالت بإصدار الإنذارات إلى ان وصل عددها حتى آذار 2008 – الإنذارات الحديثة – إلى 35 إنذاراً.
يذكر أن قسم البناء و التنظيم التابع للاحتلال الإسرائيلي أعاد خلال شهر أيار 2007 رسم و تحديد المخطط الهيكلي لقرية العقبة، حيث أن المخطط الجديد اخرج نحو 80% من بيوت القرية خارج المخطط الهيكلي للقرية، وهذا يعني ضمنياً إخراج بيوت نحو 25 عائلة خارج المخطط الهيكلي مما يترتب عليه تهجيرهم قصراً إلى خارج قريتهم باتجاه القرى و البلدات المجاورة.
إخطارات جديدة بالهدم خربة جبارة قضاء طولكرم:
أخطرت سلطات الاحتلال في 19 آذار 2008 منزلين في خربة جبارة قضاء طولكرم بالهدم بحجة عدم الترخيص، وبسبب قربهما من جدار الفصل العنصري، كما أنهما يقعان خارج المخطط الهيكلي الذي اقترحته سلطات الاحتلال لخربة جبارة في بداية عام 2008، و الذي جاء مخيب للآمال حيث حدد الاحتلال مساحة 75 دونماً كمخطط هيكلي للقرية من أصل 394 دونماً مساحة القرية، حيث أن بيوت القرية تتوزع على مسطح بناء 135 دونماً، مما يعني ضمنياً إخراج عدد كبير من المنازل خارج المخطط الهيكلي و اعتبارها منازل غير قانونية حسب وجهة نظر الاحتلال حيث يقدر عددها بتسعة منازل و التي سوف يكون مصيرها الهدم ، علماً بأن الاحتلال لم يراعي الحاجة الماسة للتمدد و التوسع لتلبية التزايد الطبيعي للسكان، في الأمس القريب أخطرت سلطات الاحتلال للمرة الثانية مدرسة القرية، بالإضافة إلى منزل المواطن ذياب عبد الله أبو صفية بالهدم، و في 19 آذار 2008 انذر منزل المواطن أكرم محمد طاهر عوض (24عاما) و منزل أخيه فؤاد محمد طاهر عوض (35عاما) بالهدم بحجة عدم الترخيص، ووقوع المنازل خارج المخطط الهيكلي الذي حدده الاحتلال، حيث أعطت سلطات الاحتلال أصحاب المنازل مهلة حتى العاشر من نيسان 2008 لإجراء التراخيص اللازمة لتقديمها إلى محكمة بيت أيل الإسرائيلية.
قرية الرأس لم تسلم من إنذارات الهدم:
أما قرية الرأس جنوب محافظة طولكرم فلم يسلم منزل المواطن يوسف علي مسعود بديرات (58سنة) من الإخطار بالهدم، بحجة قربه من جدار الفصل العنصري (200م) علماً بأن المنزل بني في عام 1996م أي قبل إقامة الجدار العنصري في المنطقة بستة سنوات، و المنزل الذي يأوي 8 أفراد و هو مكون من طابقين بمساحة 180م2 لكل طابق علما بان الطابق الأول هو فقط المجهز للسكن، ويتحدث المواطن يوسف بديرات لباحث مركز أبحاث الأراضي قصة معاناته مع الاحتلال قائلا: (( في عام 1996م قمت ببناء بيتي المكون من طابقين على الأرض التي ورثتها عن أجدادي و التي لا تبعد عن المخطط الهيكلي لقرية الرأس سوى 900م حيث نتيجة عدم مقدرتي المالية قمت بتجهيز الطابق الأول فقط وترك الطابق الثاني للمستقبل عندما تسمح ظروفي المادية بذلك، و في عام 1998م تم إنذار البيت بوقف البناء بحجة عدم الترخيص كونه يقع في المنطقة المصنفة ‘ C‘ من اتفاق أوسلو، حيث أعطيتُ مهلة أقصاها أسبوعين لاستكمال تحضير الأوراق اللازمة للترخيص و تقديمها إلى محكمة بيت إيل الإسرائيلية، و عندما قمنا بتحضير ما هو لازم من اجل ترخيص المنزل تفاجئنا بقرار المحكمة بعدم قبول الأوراق و رفض ترخيص المنزل، و في عام 2003 بعد الانتهاء من إقامة الجدار العنصري في المنطقة تم إنذار منزلي بالهدم بحجة قربه من الجدار العنصري رغم حصولنا على أوراق الترخيص اللازمة، وفي 18 آذار 2008 حضرت لجنة البناء والتنظيم إلى بيتي وأخطرت بيتنا بالهدم من جديد، حيث أعطينا مهلة أقصاها 15 يوماً فقط لإخلاء المنزل قبل تنفيذ قرار الهدم)).
و يكمل المواطن بديرات حديثه بحرقة:
وبعد إخطار منزلنا بالهدم عام 2003م حرم ابني خالد (31عاماً) و المتزوج و أب لطفلين من الحصول على ترخيص للوصول إلى منزله خلف الجدار العنصري بحجة أن المنزل غير قانوني وبالتالي لا مبرر له من الحصول على ترخيص لزيارتي، هذا وأصبح الجدار العنصري همّاً يومياً في حياتنا، حيث تفرض سلطات الاحتلال علينا إجراءات مشددة من حيث إدخال المواد الغذائية والتحكم في كميتها و نوعيتها، وتمنع أقاربنا بزيارتنا إلا بالحصول على تنسيق مسبق من قبل الاحتلال، بالإضافة إلى الحصول على التراخيص اللازمة، حتى لو احتجنا لنقل أية من أمتعتنا نحتاج لاستصدار ترخيص للشاحنة التي سوف تقل الأمتعة، علاوة على ما تقدم يحتاج أبناءنا يومياً لقطع مسافة 2 كم ذهاباً و 2 كم إياباً للوصول إلى بواية رقم ‘735’ المقامة على مدخل خربة جبارة في انتظار سماح جنود الاحتلال لنا بالمرور عبر البوابة باتجاه قرية الرأس، حيث سبق لنا التعرض للأذى من قبل جنود الاحتلال من خلال إجبارنا على إلقاء محتويات الحقائب التي بحوزتنا على الأرض بدعوى التفتيش، عدا عن الكلمات غير اللائقة التي يرددها جنود الاحتلال بحق الأطفال والنساء أثناء اجتيازهم للبوابة، لقد أصبحت حياتنا جحيم لا يطاق فنحن نعيش في سجن حقيقي بكل ما تعنيه الكلمة، والعالم من حولنا لا يكترث معاناتنا)).
والجدول التالي يوضح إحصاءات الإخطارات في شمالي الضفة الغربية:
المنطقة |
اسم الموقع |
عدد إخطارات الهدم |
الأغوار الشمالية |
العقبة |
35 |
قلقيلية |
عرب الرماضين الشمالي |
12 |
عزبة الطبيب |
12 |
طولكرم |
خربة جبارة |
2 |
خربة الرأس |
2 |
المجموع |
63 |