أقدمت مجموعة من المستعمرين خلال شهر ايلول الماضي على تنفيذ سلسلة من التخريب وتقطيع أشجار الزيتون على طول الشارع الذي يربط المستعمرة بشارع 60 الالتفافي المحاذي لقرية اللبن الشرقي جنوب محافظة نابلس.
وقد قص المستوطنون نحو 30 شجرة زيتون مثمرة بصورة عشوائية تقع جميعها في منطقة حوض الباطن جنوب شرق القرية مما أدى إلى تلفها بشكل كامل. وتعود ملكية تلك الأشجار إلى السادة محمد عبد الفتاح شحادة (32 عاما) و السيد عبد الله عبد الرحمن دراغمة (71عاما). وتبعد الأشجار المقصوصة عن السياج الأمني المحيط بمستعمرة معاليه ليفونا مسافة نصف كيلومتر الى الشمال ومسافة 600 متر عن الطريق الالتفافي الموصل إلى المستعمرة والذي يربطها بشارع رقم (60) الالتفافي.
وفي سياق متصل أقدم مستوطنو معاليه ليفونا على تقطيع نحو 81 شجرة زيتون مثمرة تقع في وادي العيون غربي المستعمرة المذكورة وجنوب غربي القرية حيث تعود تلك الأشجار إلى السيد خالد سميح دراغمة (55عاما) و ذلك خلال شهر تموز الماضي.
شكوى وإهمال:
في أعقاب تلك الاعتداءات قام المزارعون المتضررون في القرية وبالتنسيق مع المجلس القروي بتقديم شكوى خطية إلى شرطة الاحتلال ضد المستعمرين بتهمة تقطيع أشجارهم إلا أن سلطات الاحتلال كعادتها تجاهلت الآمر بل قامت بطلب أوراق ثبوتية تؤكد ملكية المزارعين للأراضي المتضررة على أن تشمل شهادتي إخراج قيد وحصر ارث. وقد ضاعف هذا الإجراء من معاناة المزارعين بسبب أن تلك الأراضي المتضررة مسجلة بأسماء جميع الورثة وليست مسجلة باسم شخص معين الأمر الذي صعب عملية استخراج حصر الإرث، مما دفع شرطة الاحتلال إلى تجاهل الموضوع بشكل كامل.
النشاط الاستعماري في قرية اللبن الشرقية:
تتواجد على أراضي قرية اللبن الشرقية مستعمرتان تشكلان كابوسا مستمرا لأهالي القرية وهما مستعمرة معاليه ليفونا التي تقع في الجهة الجنوبية من القرية، بالإضافة إلى مستعمرة عيلي في الجهة الجنوبية الشرقية من القرية.
مستعمرة معاليه ليفونا: ( تأسست عام 1983م، عدد المستعمرين لغاية عام 2005م نحو 545 مستعمرا، المساحة البلدية 1942 دونما من بينها 251 دونما مسطح بناء – المصدر: مؤسسة سلام الشرق الاوسط- واشنطن) حيث تأسست كبؤرة استعمارية على أراضي اللبن في حوض الباطن، ثم ما لبثت إلى أن توسعت بشكل ملحوظ لتتمدد على أراضي قرية سنجل واللبن الشرقية وعبوين، و يعود تاريخ نشأة المستعمرة إلى حركة غوش امونيم الاستيطانية التي نشطت في مجال الاستيطان في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وبمبادرة عضو الكنيست اليميني الحاخام ‘حنان بورات’. و تقع المستعمرة على ارتفاع 789م عن سطح البحر على قمة جبل ‘الباطن’ حيث تحولت معظم أبنية المستعمرة من كرافانات مؤقتة إلى فيلات فاخرة تبلغ مساحة الواحدة نصف دونم. وتتوفر في المستعمرة المرافق التالية: حضانات للأطفال، مساكن للطلبة، مركز تعليم تكنولوجي وديني، مركز لتعليم اللغة العبرية، عيادة طبية، كنيس، مصنع الومنيوم كبير.
شرعت سلطات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى عام 2005 بإقامة حزام امني حول المستعمرة بحجة حماية امن تلك المستعمرة، مما أدى إلى مصادرة نحو 500 دونم من قرية اللبن الشرقية لصالح تلك المستعمرة، حيث كانت تلك الأراضي تزرع بالمحاصيل الموسمية والحبوب مما ادى الى حرمان عشرات العائلات من مصدر دخلها الوحيد. هذا علاوة على المضايقات اليومية التي يسببها المستوطنون تحديدا خلال موسم قطف الزيتون والحرمان من الوصول إلى الأراضي المجاورة للمستعمرتين المذكورتين.
مستعمرة عيلي:تأسست تلك المستعرة عام 1984م على جبل علي الذي سرقت اسمه وحرفته إلى عيلي وتوسعت منذ ذلك الوقت بشكل ملحوظ وما زالت تتوسع إلى الآن من خلال إضافة المزيد من الكرفانات إلى تلك المستعمرة. وتتربع المستعمرة اليوم على سبعة تلال تابعة لقرى قريوت وتلفيت و الساوية واللبن الشرقية، حيث تضم المستعمرة اليوم كلية دينية وفندقاً سياحياً ومقبرة. وبلغ عدد سكانها عام 2005 حوالي2420 نسمة ومساحة حدوها البلدية 2430 دونما من بينها 776 دونما مسطح بناء – المصدر: مؤسسة سلام الشرق الأوسط – واشنطن).
كما تضم مستعمرة عيلي محطة لتكرير المياه العادمة، حيث يذكر أن تلك المحطة أصابها خلال الفترة الأخيرة بعض الخلل، مما دفع سلطات الاحتلال إلى التخلص من المياه العادمة من خلال صرفها في أراضي قرية اللبن الشرقية من الجهة الشرقية، مما أدى إلى حدوث تلوث بيئي في المنطقة وإلى تلف العديد من المراعي والأراضي الزراعية في القرية.
وقد تقدم المجلس القروي في اللبن الشرقية بشكوى إلى ما تسمى الإدارة المدنية في بيت ايل بالقرب من رام الله تتضمن المشاكل التي سببتها تلك المياه العادمة على أراضي القرية، إلا أن الإدارة المدنية كعادتها وعدت بحل المشكلة قبل فترة ولم يحصل أي تطور حتى الآن، بل على العكس تفاقمت الأمور سوءا.
إغلاق الطرق الرئيسة في القرية، و منع الطلبة من الوصول إلى مدارسهم:
سعت سلطات الاحتلال منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م إلى التضييق بشتى السبل على سكان القرية والحد من حركتهم من والى قريتهم. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف عمدت إلى إغلاق كافة الطرق الرئيسية الشرقية المؤدية إلى شارع رقم (60) الواصل ما بين مدينة رام الله ونابلس وذلك بوضع مكعبات اسمنتية حيث استغلت سلطات الاحتلال حادثة مقتل احد المستوطنين على شارع رقم (60) في عام 2002 لإغلاق الطريق مما ضاعف المعاناة على أهالي القرية واضطرهم لسلوك طريق بديل بطول سبعة كيلومترات عبر قرية الساوية الواقعة الى الشمال من القرية للخروج من او الدخول الى قريتهم لأي غرض كان.
بالإضافة إلى ما تقدم، أقدمت سلطات الاحتلال منذ بداية انتفاضة الأقصى إلى منع طلبة المدارس من الوصول إلى مدارسهم التي تقع مباشرة على طريق رقم (60) وذلك تحت أسباب يسميها الاحتلال أمنية، مما دفع المجلس القروي إلى إنشاء طريق التفافية ترابية تربط الجهة الخلفية للمدرسة بالقرية.
معلومات عامة عن قرية اللبن الشرقية:
تقع قرية اللبن الشرقية في الجهة الجنوبية الغربية من محافظة نابلس، على بعد 20 كيلومترا جنوب مدينة نابلس، و تعتبر القرية أخر القرى الجنوبية في محافظة نابلس، حيث تحيط بالقرية عدة تجمعات وقرى فلسطينية و هي: الساوية وقريوت وعمورية وياسوف وسنجل وعبوين وسلفيت واسكاكا.
تبلغ المساحة الإجمالية للقرية نحو 12075 دونما، منها 150 دونما عبارة عن المخطط الهيكلي للقرية، بالإضافة إلى وجود 240 دونما عبارة عن أراضي سهلية تزرع بالخضار والحبوب على مدار العام، و 700 دونم خاضعة بشكل مباشر للنشاط الاستعماري على أراضي القرية و 200 دونم دمرت تحت طريق رقم (60) وما تبقى من أراضي فهي مزروعة باللوزيات و الزيتون و التين ( المصدر: نظام المعلومات الجغرافي في المركز).
توجد في القرية حمولتين رئيسيتان وهما: عوايسه وضراغمة، حيث يبلغ المجموع العام للسكان الان حوالي 2900 نسمة وتبلغ نسبة البطالة في القرية قرابة 51% بسبب إجراءات الإغلاق والحصار ومصادرة الأراضي. ويذكر أن 14% من السكان فقط يعملون في الوظائف الحكومية والخاصة وما تبقى يعتمدون على الزراعة كمصدر أساسي للدخل لديهم ( المصدر: المجلس القروي لقرية اللبن الشرقي).