في الوقت الذي تتصاعد فيه الأحاديث من الجانب الإسرائيلي لإعادة بعض أحياء من القدس الشرقية للفلسطينيين تتواصل المخططات الإسرائيلية لابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية بهدف ربط المستوطنات الإسرائيلية القائمة على أراضي محافظة القدس بعضها ببعض حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإصدار أمر عسكري جديد يحمل رقم 07/35/ت في التاسع من شهر تشرين الأول من هذا العام يهدف لمصادرة 387 دونم من أراضي الطور, العيزرية وأبو ديس لأجل إكمال مخطط ما أطلق عليه الإسرائيليين 'طريق نسيج الحياة' وهو طريق بطول 17 كيلومتر كان قد تم الإعلان عنه من خلال الأمر العسكري رقم 07/19/ت الصادر في الرابع من الشهر الحالي, حيث سيربط منطقة جنوب الضفة الغربية (بيت لحم و الخليل) مع منطقة الأغوار و مدينة أريحا في الجانب الشرقي من الضفة الغربية.
و بحسب الأمر العسكري الجديد, والذي يعتبر امتداداً إضافيا للأمر العسكري السابق المسمى 'نسيج الحياة' سيتم استكمال الجزء الآخر للطريق المذكورة و بطول 4.6 كيلومتر من نقطة حاجز 'الكونتينر' شمال- شرق مدينة بيت لحم مروراً بأراضي أبو ديس و العيزرية غرباً وحتى تجمعات الطور و الزعيم حيث سيتم ربط الطريق من خلال نفق في المنطقة هناك ليتم متابعة الطريق وصولاً إلى عناتا و حزما حيث سيرتبط بشارع قامت إسرائيل بشقه في الآونة الأخيرة بمحاذاة القاعدة العسكرية الإسرائيلية شرق عناتا. إن الهدف المنشود من هذا الأمر و بالتالي الشارع المنوي إقامته هناك تغيير مسار حركة تنقل الفلسطينيين بعيداً عن الشارع الالتفافي رقم (1) والذي يجري محاذاة مستوطنة معاليه أدوميم و ذلك إيذانا للشروع بعملية البناء الاستيطاني المقابل للمستوطنة المذكورة و هو ما يطاق عليه الإسرائيليين حي E1 و الذي يضم 3500 وحدة سكنية جديدة. جدول 1 يبين توزيع الاحواض المصادرة بحسب ما جاء بالأمر العسكري الإسرائيلي (07/35/ت).
جدول 1: توزيع الاحواض المصادرة بحسب ما جاء بالأمر العسكري الإسرائيلي رقم(07/35/ت)
|
التجمع
|
الحوض
|
المنطقة
المساحة المصادرة (بالدونم)
|
الطور
|
8
|
غابة نزل, رأس أبو سبتين
|
العيزرية
|
5
|
ظهر بروكة
|
6
|
المتمة, راس العزرية, شعب صبحي, عرقوب وجه الذيب, مرج الزييون
|
4
|
الحود, الحليلت, عرق عزبر
|
أبو ديس
|
4
|
دبر القرريط
|
المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – أريج 2007
إن المخطط الإسرائيلي الجديد يتزامن مع زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندالزا رايس للمنطقة بهدف دفع عملية السلام قدماً و بهدف الاتفاق على المراحل النهائية لمؤتمر السلام المزمع عقده في أنابوليس الشهر القادم و الذي رفض الإسرائيليين إن يتم بحث المواضيع المتعلقة بالعقبات الرئيسية للعملية السلمية و من بينها الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية و تحديداً في القدس الشرقية و إن إسرائيل إذ ترسل رسالة واضحة للراعيين لهذا المؤتمر و إلى رايس بأن أية اتفاقيات قد تنتج عن هذا المؤتمر لن تؤثر في مشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربية و في منطقة القدس الشرقية على وجه التحديد و التي تسعى إسرائيل إلى إحكام قبضتها على المدينة و بالتالي القضاء على فرصة قيام عاصمة للدولة الفلسطينية على أراضي القدس الشرقية. انظر الخارطة
تسويق آلاف الوحدات السكنية الجديدة في القدس
وقد تزامن صدور هذا الأمر العسكري الجديد مع إعلان رئيس بلدية القدس لوبوليانسكي تسويق 20 ألف وحدة سكنية جديدة للمستوطنين اليهود في المناطق الواقعة بين الأحياء العربية في محافظة القدس مما يؤكد عزم إسرائيل على المضي قدماً بمشاريعها الاستيطانية, ضاربة بعرض الحائط الاتفاقيات و المؤتمرات الدولية التي أكدت على ضرورة وقف كافة النشاطات الاستيطانية في المناطق الفلسطينية المحتلة و بالرغم من كافة الجهود الدولية لوقف البناء الإسرائيلي للوحدات السكنية. هذا و تشير الإحصائيات بأن إسرائيل قد كثفت عملية البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة, حيث قامت ببناء 122677 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات الإسرائيلية ما بين العام 2001 و العام 2007. وقد شهد العام 2007 على وجه التحديد حركة استيطانية توسعية مكثفة في كافة محافظات الضفة الغربية حيث تميزت بتركيزها على زيادة في عدد بناء الوحدات السكنية و التي بلغت 32064 وحدة سكنية حتى شهر أيلول من هذا العام . الشكل رقم (1) يبين زيادة عدد الوحدات السكنية في المستوطنات الإسرائيلية خلال الفترة 2001- 2007.