بعد مررو عامين على اعلان قوات الاحتلال الاسرائيلي عن نيتها اقامة معبر مزموريا التجاري على أراضي قريتي الخاص و النعمان, شرقي مدينة بيت ساحور, تعود من جديد بأوامر عسكرية أخرى لمصادرة مزيد من الاراضي في المنطقة لتوسيع المساحة التي يقوم عليها المعبر التجاري ‘معبر مزموريا’.
ففي صباح يوم الاحد, الموافق الثاني من شهر أيلول لعام 2007 , قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بتسليم أهالي قريتي الخاص و النعمان أمريين عسكريين جديدين, يقضي أولهما و الذي يحمل رقم (31/07/ت) بمصادرة 22 دونما من الاراضي الزراعية في المنطقة ‘لاغراض عسكرية’ كما جاء في الاوامر العسكرية, لتوسيع منطقة المعبر, بينما يمنع الامر العسكري الثاني الحامل رقم (02/07/س) الدخول و المكوث في منطقة مساحتها 2.7 دونما واقعة بالقرب من منطقة المعبر باعتبارها منطقة مغلقة كما جاء في نص الامر العسكري الموقع من قائد قوات جيش الدفاع الاسرائيلي في منطقة يهودا و السامرة كما يقضي الامر العسكري بأن على كل شخص موجود في المنطقة المزمع مصادرتها مغادرتها فورا. انظر جدول رقم 1 لمزيد من التفاصيل
رقم الامر العسكري |
المساحة المصادرة |
التجمع |
الغرض |
أمر بشأن وضع اليد على أراضي رقم (31/07/ت) (يهودا و السامرة), 5767-2007 |
22 |
بيت لحم , بيت ساحور (قريتا الخاص و النعمان) |
اقامة معبر بمنطقة مزموريا |
اعلان بشأن اغلاق منطقة (02/07/س) (منع الدخول و المكوث) (يهودا و السامرة) 5767-2007 |
2.7 |
بيت ساحور |
اعلان منطقة مغلقة |
المجموع |
24.7 |
|
|
المصدر: نظم المعلومات الجغرافية – أريج
معبر مزموريا التجاري
كانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد سلمت أهالي قريتي الخاص و النعمان في الثالث من شهر أيلول من عام 2005 أربعة أوامر عسكرية اسرائيلية تحمل أرقام: (156/05/ت), (155/05/ت), (154/05/ت), و (52/05) تمهيدا لاقامة معبر مزموريا و طرق أخرى متصلة مع المعبر. هذا و قد بلغ مجموع الاراضي المصادرة كما جاء في الاوامر العسكرية 43 دونما من أراضي قرية النعمان و مدينة بيت ساحور كما هو مفصل بالجدول التالي:
رقم الامر العسكري |
مساحة الاراضي المصادرة |
الحوض |
اسم التجمع الفلسطيني |
الغرض |
154/05/ت |
9 |
13 |
قرية النعمان |
اقامة طريق تؤدي الى قرية الولجة |
155/05/ت |
30 |
13 |
قرية النعمان |
لاغراض عسكرية و اقامة معبر |
بيت ساحور |
156/05/ت |
4 |
13 |
قرية النعمان |
لتوسيع معبر مزموريا و اقامة طريق تؤدي الى قرية الخاص |
بيت ساحور |
52-05 |
|
13 |
خربة مزموريا |
لاقامة طريق تؤدي الى مستوطنة هار حوما (أبو غنيم) |
المجموع |
43 |
|
|
|
المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – أريج
و لم تكن خطة بناء المعبر وليدة العام 2005, ففي شهر تشرين أول من العام 2003, سلمت قوات الاحتلال الاسرائيلي أهالي قريتا الخاص و النعمان خارطة تبين رسما تفصيليا لمعبر سوف يتم بنائه في المنطقة بالاضافة الى بناء معسكر اسرائيلي لحماية المعبر التجاري والجدار العازل على ما مساحته 84 دونم من أراضي المنطقة الواقعة خلف الجدار . كما بينت الخارطة التي تسلمها أهالي القريتين, طريقا استيطانيا محاذيا لخط الجدار في المنطقة ليربط المعبر و المعسكر بالمستوطنات الاسرائيلية المقامة شرقي المدينة و تلك في شمالها و مستوطنات القدس. و كان أهالي القريتين قد تقدموا باعتراضاتهم لمحكمة العدل العليا الاسرائيلية على تلك المخططات الصادرة, الامر الذي أعاق بدء أعمال تنفيذ المخططات االاسرائيلية في المنطقة على الاقل حتى بداية الربع الاول من العام 2005 عندما اقتحمت الجرافات الاسرائيلية لاول مرة أراضي القريتين و شرعت بتنفيذ مخططاتها.
و الجدير بالذكر أن تجديد الاعلان عن بناء المعبر في شهر أيلول 2005, جاء بعد أشهر من شروع الجرافات الاسرائيلية بالعمل في المنطقة, حيث قام الجيش الاسرائيلي بتجريف مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية و أراضي الرعي في المنطقة و التي رافقها أيضا اقتلاع للعديد من أشجار الزيتون المثمرة لصالح بناء جدار العزل العنصري و التحصير لبناء المعبر.
المعابر الاسرائيلية في الضفة الغربية
يأتي الاعلان عن اقامة معبر مزموريا رسميا بعد عام تقريبا من اعلان حكومة اسرائيل عن نيتها بإقامة 10 معابر حدودية و 23 معبر ثانوي على مسار الجدار في الضفة الغربية (من الشمال الى الجنوب) لاستبدال الحواجز العسكرية الإسرائيلية الحالية المقامة على مداخل المدن و القرى الفلسطينية بهدف تخفيف وطأة احتكاك المدنيين الفلسطينيين مع الجنود الإسرائيليين على الحواجز الاسرائيلية . و تشمل هذه المعابر: معبر مزموريا شرقي بيت لحم, معبر ترقوميا في الخليل, معبر الجلمة في جنين, معبر شعار افرايم في طولكرم, معبر بيتونيا في رام الله, معبر حسام تصاهوب شمال منطقة الاغوار, معبر جيلو 300 في بيت لحم, معبري شعفاط و الزعيم شرقي مدينة القدس و معبر قلنديا في القدس. و كانت اسرائيل قد صنفت خمسة من هذه المعابر التي تنوي اقامتها للاغراض التجارية (منها معبر مزموريا) بهدف السيطرة على الحركة التجارية للفلسطنيين هذا بالاضافة الى سعيها للسيطرة على حركة مرور الفلسطنيين في الاراضي الفلسطينية بعكس ما تدعيه حيث أن بناء هذه المعابر على مسارالجدار في الضفة الغربية سوف يخلق واقع جديد على الارض الفلسطينية باعتبار قرار الحكومة السرائيلية باقامة هذه المعابر قرار أحادي الجانب يهدف الى تكريس خط الجدار كخط حدود سياسي بين إسرائيل و الأراضي الفلسطينية المحتلة.
و قد شهدت الاعوام الثلاث الماضية الكثير من النشاطات الاسرائيلية التي من خلالها تم تدشين عدد من المعابر الاسرائيلية في الضفة الغربية, منها معبري جيلو 300 في بيت لحم, و معبر قلنديا جنوب و شمال مدينة القدس بهدف عزلها عن باقي محافظات الضفة الغربية. و من جهة أخرى قامت الحكومة الاسرائيلية بتحويل عدد من الحواجز الاسرائيلية المقامة حاليا في الضفة الغربية الى معابر حدودية, منها حاجز حوارة في نابلس و حاجز تياسير في الاغوار, حيث قامت بتزويد هذه النقاط العسكرية بمعدات الكترونية حديثة و عدلت من البنية التحتية لهذه النقاط بهدف نقلها الى صورة المعبر الحدودي الذي من خلاله تسعى اسرائيل للسيطرة على جميع الجوانب الحية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
أوامر عسكرية سابقة في مدينة بيت ساحور
منذ اعلان اسرائيل عن البدء ببناء جدار العزل العنصري في شهر حزيران 2002, بدأت قوات الاحتلال الاسرائيلي بتوزيع الاوامر العسكرية على القرى المستهدفة من أجل مصادرة الاراضي لصالح بناء الجدار. و كانت قرية النعمان من القرى الاوائل في محافظة بيت لحم التي داهمها خطر الجدار و العزل العنصري, ففي شهر تموز من العام 2003, تسلم أهالي قريتا الخاص و النعمان أوامر عسكرية تقضي بمصادرة 136 دونما من الاراضي الزراعية في المنطقة لصالح بناء جدار العزل العنصري الذي هو جزء من جدار العزل الذي تبنيه اسرائيل حول مدينة القدس بهدف عزلها عن باقي محافظات الضفة الغربية.
و استمرارا لخطة العزل العنصرية و الاحادية الجانب, قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بتسليم أهالي قرية النعمان في 16 أيلول من العام 2003, أوامر عسكرية جديدة لمصادرة 47 دونما اضافية من أراضي القرية لاستكمال بناء الجدار. و لم تكتف قوات الاحتلال الاسرائيلي بهذا القدر من المصادرات حيث عادت بأوامر عسكرية جديدة في السادس و العشرين من نفس الشهر (أيلول 2003) لمصادرة 100 دونم أخرى لصالح شق شارع استيطاني بطول 1.2 كم و عرض 160 متر بمحاذاة خط الجدار ليكون حلقة الوصل ما بين شارع زعترة الالتفافي (شارع ليبرمان) التي شرعت الجرافات الاسرائيلية بشقه في شهر شباط 2002 و مستوطنة هار حوما (أبو غنيم) شمال القرية و مستوطنات القدس فيما بعد.
قرية النعمان و الجدار العازل
استكملت قوات الاحتلال الاسرائيلي بناء الجدار العازل على أراضي قريتي الخاص و النعمان مع نهاية الربع الثالث من العام 2006 . و يمتد الجدار بطول 1.1 كم على أراضي القريتين و يفصلهما عن بعضها البعض بعدما كانتا تشكلان توأما في المساحة و الحياة الاجتماعية و الخدمات الاخرى, كما أقامت قوات الاحتلال الاسرائيلي في شهر اب من العام 2006 بوابة حديدة على مدخل قرية النعمان لتضعها في معزل كبير و تفصلها عن القرى المحيطة بها و تتحكم كليا بحركة مرور سكانها (أكثر من 200 مواطن) و دخول البضائع و سيارات الخدمات الى القرية.
الخاتمة:-
ان ما تنفذه اسرائيل من سياسات العزل و الاستيطان بحق قرية النعمان و غيرها من القرى الفلسطينية في الضفة الغربية هو جزء من سلسلة الانتهاكات الاسرائيلية لقرارات الشرعية الدولية بداية برفضها الانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في العام 1967 , الى بناء المستوطنات و البؤر الاستيطانية, و شق الطرق الاستيطانية و انتهاءا بتشييد الجدار العازل على طول الضفة الغربية من شمالها الى جنوبها هذا بالاضافة الى ارتكاب العديد من الانتهاكات كهدم البيوت الفلسطينية و تقييد حرية الحركة و انتهاك حقوق الفلسطينيين كاملة و بخاصة حق تقرير المصير, و الحق في حرية الحركة و التنقل، و الحق في العمل ، و الحق في الوصول الى الأماكن الدينية والحق في الصحة، و الحق في التعليم، و الحق في العيش حياة كريمة.