أعلنت قوات الاحتلال الاسرائيلي في الثامن و العشرين من شهر حزيران 2007 عن اعادة ترسيم المنطقة العازلة على طول امتداد الحدود الشمالية و الشرقية لقطاع غزة بطول 58 كم حيث تم توسيع عرض المنطفة الامنية للمرة الثانية و بشكل أحادي الجانب من قبل اسرائيل لمسافة 1.5 كم في الجانب الفلسطيني على طول الشريط الحدودي للقطاع, بدءا من أقصى الشمال الغربي و انتهاءا بمعبر كرم أبو سالم في الجنوب الشرقي.
و يأتي ذلك التغيير خلافا لما نص عليه اتفاق أوسلو في العام 1994 بين اسرائيل و منظمة التحرير الفلسطينية و الذي تم على اثره تحديد عرض المنطقة العازلة ب 500 متر على طول 58 كم بداية من الحدود الشمالية الغربية للقطاع و حتى منطقة شرق رفح في الجنوب. غير أن اندلاع انتفاضة الاقصى الثانية في العام 2000 أعطى الاسرائيليين الذريعة لتوسيع عرض المنطقة العازلة و التي تراوحت بمساحات مختلفة تم تحديدها في أيلول العام 2005 على أثر النسحاب ‘اعادة الانتشار’ الاسرائيلي من القطاع حيث أضحت عرض مساحة منطقة العزل ما بين 600-1000 متر. هذا و قد كانت اسرائيل قد أعدت خطة على أثر الانسحاب ‘اعادة الانتشار’ في العام 2005 لاقامة منطقة أمنية بعرض 5كم على طول الشريط الحدودي المحيط بقطاع غزة حيث تطلب ذلك اخلاء مناطق سكنية فلسطينية شمال القطاع منها بيت لاهيا و بيت حانون, الا ان الخطة لم يتم تطبيقها, حتى عاودت قوات الاحتلال الاسرائيلي بمرسوم جديد لهذه الخطة في أواخر شهر حزيران 2007.
و في دراسة تحليلية لمعهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج), تبين أن مساحة المنطقة العازلة / الامنية التي تنوي اسرائيل اقامتها على طول الشريط الحدودي في القطاع ستقتطع 87 كم², منها 29 كم² كانت اسرائيل قد أحكمت السيطرة عليها فور اتفاقيات أوسلو الموقعة بين الجانبين الفلسطيني و الاسرائيلي في العام 1994 و التي توسعت لاحقا عقب الانسحاب الاسرائيلي ‘اعادة الانتشار’ في العام 2005 الى 61 كم² مما يشير الى أن المساحة الجديدة التي ضمتها اسرائيل الى المنطقة الامنية 26 كم². على اثر ذلك تسيطر اسرائيل على ما قدره 24% من مساحة القطاع (362 كم²) ليكون ما تبقى (275 كم²) للفلسطينيين البالغ عددهم بحب الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني حوالي 1.5 مليون نسمة أي بكثافة سكانية تبلغ 5447 شخص لكل كم2 و هي النسبة الاعلى في العالم.
و من الجدير ذكره أنه و منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في شهر أيلول من العام 2000, صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي من عدوانها على الممتلكات الفلسطينية في قطاع غزة, و بالتحديد شمال القطاع، حيث قامت بأعمال التدمير والتخريب للأراضي الزراعية كما جرفت مساحات واسعة من الاراضي الفلسطينية المحاذية للشريط الحدودي و منعت الفلسطينيين من دخولها لتزيد من مساحة رقعة المنطقة الامنية الخاضعة لسيطرتها.
و في شهر كانون أول من العام 2005, أعلنت اسرائيل عن زيادة رقعة المنطقة الامنية في شمال قطاع غزة عندما قامت برمي اخطارات ورقية للسكان الفلسطينيين القاطنيين شمال القطاع تحذرهم بضرورة اخلاء المنطقة خلال 12 ساعة تمهيدا للاستيلاء عليها. و بلغت مساحة المنطقة أنذاك بحسب ما جاء في الاخطارات ما يقارب 8 كم² لتصبح مساحة المنطقة المسيطر عليها من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي 61 كم². انظر الخارطة
السيطرة الإسرائيلية على المعابر البرية
و لم تكتف اسرائيلي بهذا القدر حتى بعد انسحابها من قطاع غزة في شهر أيلول من العام 2005, فقد أحكمت سيطرتها على جميع المعابر البرية بينها و بين الفلسطينين في قطاع غزة و سيطرت على حركة مرور السكان و البضائع و المواد التموينية من و الى القطاع مما زاد من سوء الاوضاع الاقتصادية في القطاع. و يبلغ عدد المعابر الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية سبعة, التالي وصف موجز لكل معبر و استخداماته
معبر بيت حانون (معبر أيريز) شمال قطاع غزة: و يقع شمال غرب مدينة بيت حانون، شمال محافظة غزة الشمالية، و يخدم هذا المعبر لنقل البضائع أولا، كذلك يستخدم كممر لسكان قطاع غزة باتجاه اسرائيل و الضفة الغربية و كنقطة عبور لعمال قطاع غزة الى داخل إسرائيل و منطقة ايريز الصناعية قبل اغلاقها.
معبر الشجاعية (معبر ناحال عوز): و يقع على الناحية الشمالية الشرقية لقطاع غزة و يستخدم لادخال الوقود الى قطاع غزة.
معبر المنطار (معبر كارني): معبر تجاري رئيسي لمحافظات غزة حيث يتم من خلاله ادخال البضائع التموينية من اسرائيل و الضفة الغربية الى القطاع, كما يتم من خلاله تصدير البضائع من قطاع غزة الى الخارج (الضفة الغربية, اسرائيل و مصر و مناطق أخرى في العالم).
معبر العودة (معبر صوفا التجاري) يقع شرق مدينة رفح (في الجنوب), عند الخط الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل حيث يستخدم في نقل مواد البناء من إسرائيل إلى قطاع غزة. كما يستخدم جزيئا كمعبر لمرور العمال الفلسطينيين.
معبر كيسوفيم(القرارة) و يقع شرق بلدة القرارة إلى الشمال من خانيونس, جنوب قطاع غزة.
معبر رفح: و يقع في أقصى جنوب شرق قطاع غزة و يعتبر المعبر الوحيد بين قطاع غزة و مصر. و يستخدم معبر رفح لمرور البضائع و السكان من و الى القطاع.
معبر كرم أبو سالم (معبر كيريم شالوم): و يقع هذا المعبر جنوب قطاع غزة, على الحدود بين مصر و اسرائيل. و يستخدم هذا المعبر بشكل مؤقت لمرور البضائع من مصر لقطاع غزة و بالعكس بعد أن تخضع لعملية تفتيش اسرائيلية.
السيطرة الإسرائيلية على المعابر البحرية
بتاريخ 18 حزيران من العام 2005, أعلنت اسرائيل عن بناء حاجز بحري من شواطئ شمال غرب غزة باتجاه البحر بطول 950 متر, جزء منه (150 متر) يتكون من الخرسانة المسلحة محفورة في قاع البحر الرملي بعمق 1.8 متر في الماء, في حين يتكون باقي الحاجز (800 متر) من سياج عائم داخل البحر المتوسط. يذكر أن العمل على الحاجز البحري قد انجز مع أواخر العام 2005.
ان السياسات الاسرائيلية في قطاع غزة تبين المطامع الاسرائيلي في القطاع بالرغم من مزاعم الانسحاب و الذي هو أقرب لاعادة الانتشار. فبالرغم من عدم تواجد الجيش الإسرائيلي على الجزء الاكبر من أرض القطاع الا أن بقاء جيشها المحتل على ما مساحته 24% (87 كم2 ) من قطاع غزة و سيطرتها المطلقة على جوانب الحياة المختلفة و استمرار احتلالها للضفة الغربية يبقي صفة المحتل عليها وفقًا للقانون الدولي و تماشيا مع اتفاق اوسلو الذي الضفة الغربية و قطاع غزة ‘وحدة جغرافية واحدة’ و عليه فان انسحاب اسرائيل الجزئي من القطاع لا يعتبر تحررا من الاحتلال الاسرائيلي بقدر ما هو نقطة انطلاق لاستكمال عملية تحرر أشمل لكافة الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في العام 1967.