سلمت قوات الاحتلال الاسرائيلي بتاريخ 10/7/2007 اهالي مدينة بيت جالا امراً عسكرياً جديداًٍ يحمل رقم ( 75/07/ ت) يقضي بمصادرة أراضي جديدة بالقرب من منطقة دير كريمزان و ذلك من اجل استكمال مخطط بناء جدار العزل العنصري على اراضي المدينة, علماً بانها قد امهلت اصحاب هذه الاراضي مدة 7 يوماً من تاريخ تسلمهم الامر العسكري لتقديم الاعتراض عليه خطياً امام محكمة الصلح الاسرائيلية في تل ابيب.
و وفقاً لدراسة تحليلية اجرتها وحدة المعلومات الجغرافية بمعهد الابحاث التطبيقية – القدس (اريج), تبين أن 1.5 كم أخرى من الجدار سوف يتم بناءها على أراضي مدينة بيت جالا و بالتحديد بالقرب من دير راهبات كريمزان حيث سيقطع الجدار من خلال الأمر الجديد الشارع المؤدي إلى كريمزان و الذي يربط دير الراهبات و دير كريمزان بمدينة بيت جالا و باقي مدينة بيت لحم. كما سيقوم المقطع الجديد للجدار بعزل منزلين فلسطينيين تعود ملكيتهما لكل من يسرى العرجا و فؤاد نبيه قيسية من مدينة بيت جالا. و تبلغ مساحة الاراضي المهددة بالمصادرة بحسب ما جاء في الامر العسكري 23.3 دونما تقع جميعها ضمن أراضي مدينة بيت جالا المصادرة عقب العام 1967 عندما وسعت اسرائيل من نطاق حدود بلدية القدس لتشمل جزء من أراضي بيت جالا و غيرها من المناطق الفلسطينية. انظر الخارطة
وكانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قد سلمت مواطني بيت جالا في الاعوام الماضية أوامر عسكرية تقضي ببناء الجدار في منطقة النفق[1] و دير كريمزان, ففي التاسع و العشرين من شهر كانون أول من العام 2006 سلمت قوات الاحتلال الاسرائيلي أهالي المدينة أمرا عسكريا يحمل رقم ( 06 /01/ت) و يقضي بمصادرة 9 دونمات من اراضي مدينة بيت جالا الواقعة في محيط منظقة شارع الانفاق. و جاء هذا الامر العسكري ليستبدل جزء من الامر العسكري الاسرائيلي رقم 32/04/ت الصادر في شهر نيسان العام 2004 و الذي يقضي بمصادرة 175.6 دونما من أراضي بيت جالا و بالتحديد في محيط منطقة النفق جبل كريمزان و الامر العسكري الاسرائيلي رقم 57/04/ت الصادر في شهر ايار من العام 2004 و الذي يقضي ببناء جزء اخر من الجدار في ذات المنطقة.
و منذ بداية العام 2007, شرعت الجرافات الاسرائيلية بتنفيذ مخطط الجدار في المنطقة حيث قامت بتركيب مقاطع اسمنتية كبيرة الحجم في المنطقة المحاذية لشارع الانفاق في اطار تنفيذ المخطط الاسرائيلي الذي يهدف الى عزل شارع الانفاق عن باقي اراضي مدينة بيت جالا و منع الفلسطينين من استخدامه قطعيا ليصبح تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة.
كما سلمت قوات الاحتلال الاسرائيلي في شهر اذار من العام 2006 أمرا عسكريا رقم 66-06 يقضي بمصادرة 90 دونما من أراضي مدينة بيت جالا و الولجة لشق طريق عسكري يمتد من الجزء الشمالي لدير كريمزان, بمحاذاة الجانب الشرقي لخط الجدار المزمع بنائه على أراضي قرية الولجة لربطة بشارع القدس الذي يصل مستوطنة هار جيلو عبر الشارع الالتفافي رقم 436 و تجمع مستوطنات غوش عتصيون بالقدس.
و قد تزامن اصدار هذا الامر العسكري مع الذكرى الثالثة لقرار محكمة لاهاي الدولية الصادر في التاسع من تموز من عام 2004 و الذي يقضي بعدم شرعية الجدار التي تقوم اسرائيل ببناءه في الاراضي الفلسطينية المحتلة و محاولتها فرض أمرا واقعا رغم ما يحمله من انتهاك فاضح للقانون الانساني الدولي و الذي دعت فيه الى وقف العمل بالجدار و هدمه و إبطال القوانين المتعلقة بتشييده و ضرورة تعويض الفلسطينين عن الخسائر التي لحقتهم من جراء بناءه.
ان استمرار اسرائيل بمصادرة الاراضي الفلسطينية لصالح بناء جدار العزل العنصري و بناء المستوطنات و الطرق الالتفافية وغيرها يعتبر أيضا تجاهل علني لاحد أهم قرارات الشرعية الدولية, قرار رقم 242 الصادر عن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عام 1967 و الذي بنص على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي التي احتلتها في عدوان 1967 و الذي يؤكد أيضا ‘عدم جواز الاستيلاء على الاراضي بالحرب، والحاجة الى العمل من أجل احلال سلام دائم وعادل حيث تستطيع كل دولة في المنطقة أن تعيش فيه بأمان’.
[1] يعتبر شارع الانفاق نقطة الوصل بين المستوطنات الاسرائيلية الواقعة غرب مدينة بيت لحم (مستوطنات مجمع غوش عتصيون) و المستوطنات الاسرائيلية الواقعة شمال مدينة بيت جالا ( مستوطنات جيلو. هار جيلو و جفعات هماتوس) و تلك المقامة داخل مدينة القدس, حيث قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بشق شارع الانفاق عقب اتفاقيات اوسلو في العام 1995 على حساب أراضي مدينة بيت جالا بهدف ربط المستوطنات الاسرائيلية بعضها ببعض.