كشفت مصادر اسرائيلية مضطلعة في 10-5-2007 ان لجنة التخطيط و البناء التابعة لبلدية القدس الاسرائيلية قد صادقت على خطة جديدة- قديمة تقضي ببناء ثلاثة احياء استيطابية يهودية جديدة داخل الحدود المعرفة اسرائيليا لمدينة القدس. و فقا لللجنة التي صادقت على الخطة الاسرائيلية , فان هذه الخطة جاءت لخلق تواصل جغرافي بين المستوطنات الاسرائيلية داخل حدود مدينة القدس و نظيراتها في شمال و جنوب المدينة كتجمع مستوطنات ‘غوش عتصيون’ و تجمع مستوطنات ‘بيت ايل’, بل و الاهم من ذلك ان الاحياء الاسرائيلية الجديدة ستعزز الخناق الاسرائيلي القائم اصلا داخل و حول المدينة, و ستكمل سلسلة المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية التي تحيط بالمدينة المحتلة.
ان الخطة الاسرائيلية الجديدة جاءت لتحل محل ‘ خطة صفدي ‘ الاسرائيلية المثيرة للجدل و التي سميت بهذا الاسم تيمنا بصاحبها و هو مهندس معماري اسرائيلي يدعى صفدي يعمل في بلدية القدس الاسرائيلية و الذي كان قد اقترح خطته قبل عام و التي تقضي بتوسيع حدود مدينة القدس لتتجه شرقا و غربا بمساحة 24,200 دونما من الاراضي التي من المفترض وفقا للخطة, ان يبنى عليها عشرين الف وحدة سكنية جديدة. هذا و قد قوبلت الخطة بموجة من الاعتراضات الاسرائيلية خصوصا من المؤسسات البيئية الاسرائيلية و التي عارضت فكرة التوسع العمراني للمدينة على حساب المساحات الخضراء و الاحراش الطبيعية داخل القسم الغربي للمدينة.
مستوطنة ‘جفعات يائيل’ الاسرائيلية جنوب غربي القدس
في العام 2004, اعلنت بلدية القدس الاسرائيلية عن مخطط جديد لبناء مستوطنة اسرائيلية جديدة, غير شرعية تدعي ‘جفعات يائيل’, هذه المستوطنة ستقام على مساحة تقدربخمسة الاف دونما من الاراضي الفلسطينية الخاصة التي صادرتها اسرائيل من اصحابها و التي تقع في منطقة الريف الغربي لمحافظة بيت لحم بالاضافة الى مدينة بيت جالا شمالي المحافظة و قرية الولجة و التي تقع في اقصى الشمال الغربي للمحافظة.
الجدير بالذكر ان المستوطنة الاسرائيلية المقترح بناؤها ووفقا للخطة , ستتكون من عشرين الف وحدة سكنية لاستيعاب ما يزيد عن 55000مستوطن اسرائيلي. على الارض , فان المستوطنة الاسرائيلية المقترحة ستكمل حلقة المستوطنات الاسرائيلية التي تحيط بجنوب مدينة القدس من ناحية و التي ستفصلها عن محافظة بيت لحم و جنوب الضفة الغربية من ناحية اخرى.
بالاضافة الى ذلك فان المستوطنة الاسرائيلية الجديدة ستغلق خط المستوطنات الاسرائيلية الذي يمتد من الاطراف الشمالية لمحافظة بيت لحم ابتداءا من مستوطنة ‘ابو غنيم’ المتداولة اسرائيليا ب’ هار هوما’ و الواقعة شرقي بيت لحم وصولا الى مستوطنة ‘ جفعات هاماتوس’ و مستوطنة ‘ جيلو’ شمالي بيت لحم ومن ثم الى مستوطنة ‘هار جيلو’ غربي المحافظة انتهاء الى المستوطنة المقترحةو التي ستشكل نقطة التئام حلقة المستوطنات و التي ستستمر تباعا لتتصل بتجمع مستوطنات ‘غوش عتصيون’ في الجنوب الغربي لمحافظة بيت لحم. انظر الخارطة رقم 1
خارطة للمستوطنة المقترحة
حي عطاروت الاستيطاني شمالي القدس
اما الموقع الثاني المقترح الذي سيقام عليه الحي الاستيطاني الجديد فيقع في منطقة عطاروت شمالي مدينة القدس و الذي , طبقا للخطة الاسرائيلية, سيتم فيه بناء 11000 وحدة سكنية جديدة حيث سيشكل الحي الجديد نقطة وصل بين مستوطنتي ‘كوخف ياكوف’ و ‘بيت ايل’ ( تقعان الى الشمال و الشمال الشرقي للحي المزمع بناؤه ) و ذلك من خلال نفق تحت الشارع الموجود شمال شرقي الحي في محيط معبر قلنديا. انظر الخارطة رقم 2
خريطة الحي الاستيطاني المخطط بناؤه
حي ‘شمعون هتسديك’ الاستيطاني في منطقة الشيخ جراح
صادقت لجنة البناء و التخطيط في بلدية القدس الاسرائيلية على مشروع البناء للحي الاستيطاني في العام 2005 و ذلك بعد ان تم اقرار شرعية عملية الاستيلاء على الاراضي و المباني المملوكة فلسطينيا في منطقة الشيخ جراح لصالح رجل الاستيطان الامريكي- الاسرئيلي ‘مسكوفيتش’ و كان قد تم الاعلان عنها كاملاك غائبين, و تقضي خطة البناء للحي بهدم المباني الفلسطينية و بناء 500 وحدة سكنية و كنيس يهودي.
القدس الكبرى
بعد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية بما فيها القدس, دابت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة على انتهاج سياسة تهويد القدس وبشكل اساسي من خلال تكثيف بناء المستوطنات و توسيع المستوطنات القائمة داخل حدود المدينة و حولها. وبمرور السنين, نفذت اسرائيل العديد من عمليات بناء مستوطنات جديدة في مدينة القدس و توسيع اخرى قائمة اصلا, وذلك لضمان غالبية و سيادة يهودية على المدينة المقدسة و تحقيق الحلم اليهودي ‘للقدس الكبرى’ كعاصمة ابدية و موحدة لدولة اسرائيل.
على الارض, عمليات البناء الاستيطاني الاسرائيلية غير الشرعية تركزت داخل البلدة القديمة و حول المدينة المحتلة خصوصا في مستوطنة ‘معاليه ادوميم’ شرقي القدس و مستوطنة ‘ جفعات زئيف’ شمالي القدس و اخيرا تجمع مستوطنات ‘غوش عتصيون’ جنوب غربي القدس ,داخل حدود محافظة بيت لحم. و تجدر الاشارة هنا الى ان المستوطنات الاسرائيلية الثلاث انفة الذكر تشكل 2.7% من المساحة الاجمالية للضفة الغربية, و تستوعب قرابة ال 70% من المستوطنين الاسرائيليين غير الشرعيين في الضفة الغربية. انظر الخرطة رقم 2
خارطة توضيحية للقدس الكبرى
السلام و المستوطنات لا يلتقيان معا
خلال سنوات العملية السلمية بين الفلسطينيين و الاسرائيليين , بدا واضحا ان اسرائيل غير معنية للوصول الى سلام شامل و دائم مع الفلسطينيين, و خصوصا بسبب التصعيد الاسرائيلي غير المبرر لعمليات البناء في المستوطنات الاسرائيلية و خصوصا في مدينة القدس حيث و صلت عمليات التوسع و البناء الاسرائيلي في المستوطنات في المدينة و حولها الى مستويات غير مسبوقة, اضافة الى جدار الفصل العنصري الاسرائيلي الذي ابتلع الاف الدونمات من اراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية و القدس.
بدون ادنى شك ,ان السياسة التي تنتهجها اسرائيل حيال عمليات التوسيع و البناء في مستوطناتها غير الشرعية اضحت احدى العقبات الاساسية في طريق السلام و التي تضعف كل الجهود الدولية و الاقليمية الرامية الى احلال السلام العادل و الدائم على اساس دولتين تعيشان بسلام جنبا الى جنب.
المستوطنات الاسرائيلية و الشرعية الدولية
ان قرارات الامم المتحدة قد اوضحت بشكل لا يقبل التاويل عدم شرعية البناء الاستيطاني في الاراضي المحتلة و التي تم اعتبارها مخالفة واضحة و و صريحة للقانون الدولي و قرارات الشرعية الدولية.
‘قرار مجلس الامن الدولي رقم 465 الصادر بتاريخ 1980’ والذي يعتبر ان كافة الاجراءات الت اتخذتها اسرائيل في الاراضي المحتلة و التي غيرت من الوضع الجغرافي و الميداني لهذه الاراضي المحتلة منذ العام 1967 بما فيها القدس, باطلة و غير قانونية و خصوصا تهجيراسرائيل للفلسطينيين من اراضيهم و تسكين المهاجرين اليهود القادمين الى اسرائيل بدلا منهم و ان هذه الممارسات تعتبر خرقا صريحا وواضحا لاتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في اوقات الحرب.
‘قرار مجلس الامن الدولي رقم 242 الصادر بتاريخ ‘1967 الذي يطالب اسرائيل بالانسحاب الكامل من الاراضي التي احتلتها اسرائيل في عدوانها عام 1967. و على ارض الواقع ان المستوطنات الاسرائيلية المنتشرة كالسرطان في الاراضي الفلسطينية تعتبر المعوق الاساسي لاي تسوية سلمية مستقبلية بين الطرفين.
تقرير ‘ميتشيل’ – ايار 2001 ذكر ان اهم خطوة يجب ان تتبعها اسرائيل لتسهيل الوصول الى سلام شامل بين الطرفين هي تجميد كافة النشاطات الاستيطانية في الاراضي المحتلة ووقف التوسع الطبيعي للمستوطنات القائمة اصلا.
‘في شهر ايار عام 2001 قال’رينيه كوسيرينج’ رئيس البعثة الدولية للصليب الاحمر الى اسرائيل و الاراضي الفلسطينية في مؤتمر صحفي عقد في 17-5-2001′ ان المستوطنات الاسرائيلية هي من حيث المبدا مساوية لجريمة الحرب. ( ملاحظة: ان نقل السكان القابعين تحت الاحتلال على يد الدولة المحتلة يعتبر عمل غير قانوني و يصنف على انه خرق صريح وواضخ للقانون الدولي).