في العام 1977، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 تشرين الثاني يوما' للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني بقرار رقم 32/40/ب و ذلك للتذكير بقرار الجمعية رقم 181 للعام 1947 الخاص بتقسيم أرض فلسطين التاريخية إلى دولتين: فلسطينية و يهودية. و بعد 59 عام، ما زال القرار الأكثر مساءلة بين قرارات الجمعية العامة صادرا' مع وقف التنفيذ حيث عمدت الحركة الصهيونية إلى إجهاض القرار من خلال سعيها الدؤوب إلى تشريد و شرذمة و حرمان الشعب العربي الفلسطيني من إنشاء دولته المستقلة على مدار عقود من الزمن حيث سعت إسرائيل إلى إلغاء الحقوق السياسية و التاريخية للشعب الفلسطيني من على أرضه فرفضت الاعتراف بالحقوق التاريخية و القيادة السياسية إلى أن أدركت بأن الشعب الفلسطيني و قيادته السياسية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية هم أكبر و أقوى من جميع ما قامت به من مؤامرات ضد الشعب و قيادته و هم الذين أثروا القضية الفلسطينية بتضحياتهم المستمرة حيث استطاعوا أن يفرضوا حضورا' على كافة الأصعدة الإقليمية و الدولية حتى أدركت إسرائيل و العالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني هو أكبر من أن يتم احتوائه في مؤامرة فرغم كل القيود و العقبات و العقوبات التي فرضها الاحتلال على الشعب الفلسطيني و رغم اعتقال مئات الآلاف من أبناء هذه الأرض الرؤوم و قتل الآلاف منهم و التي كانت دماءهم التي تسيل بمثابة الماء الذي يروي الأرض، لم يستطع الاحتلال إخضاع و إركاع الشعب الذي أكّد على مدار عقود الكفاح و الانتفاضة تلو الأخرى بأنه شعب قادر على حماية مشروعه الوطني و هو ما أدركته إسرائيل و العالم أجمع, فتعاظمت حركة التأييد الدولي للشعب الفلسطيني و سعيه للحصول على حقوقه التاريخية في الأرض و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و القدس عاصمة لها مع التأكيد على أن قرار الجمعية العمومية رقم 194 و الذي يدعو لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم هو جوهر القضية الفلسطينية و أنه حق لا يسقط بالتقادم و أن القضية الفلسطينية و قضية اللاجئين الفلسطينيين هي مسؤولية الأمم المتحدة الدائمة حتى يتم تنفيذ قرارها بإنشاء دولتين مستقلتين جنب إلى جنب و هو ما يدعو دول العالم الحر إلى أن يكون هناك موقف أكثر صرامة و حزما' في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية التي ما زالت و بعد عقود من الزمن تضرب بعرض الحائط ما عليها من استحقاقات أمام المجتمع الدولي, كذلك يجب الإشارة إلى أن ما قامت به إسرائيل بشكل أحادي الجانب و هو الانسحاب من قطاع غزة ما هو في حقيقة الأمر إلاّ مناورة إسرائيلية أخرى و ليس طريقا' نحو السلام كما كان يعتقد البعض او كما حاولت إسرائيل إقناع العالم به, حيث استمرت إسرائيل في نشر الرعب في المناطق الفلسطينية المحتلة بما في ذلك قطاع غزة و استمرت بفرض سيطرتها الكاملة على الفلسطينيين و استمرت حملات الاعتقال و الاغتيال و المحاصرة و الهدم و بناء المستوطنات و مصادرة الأراضي و بناء جدار الفصل العنصري و الذي تسعى إسرائيل من خلاله للسيطرة على ما قدره 42% من أراضي الضفة الغربية و هنا تجدر الإشارة بأن إسرائيل و برغم ما تدعّي من قيامها بالانسحاب من قطاع غزة إلاّ أنها ما زالت على أرض الواقع تحتل 17% من مساحة القطاع. هذا بالإضافة إلى التحكّم المطلق في حركة فلسطينيّ القطاع باتجاه الحدود. كما تجدر الإشارة هنا بأن إسرائيل تسعى لإبقاء سيطرتها في الضفة الغربية على النحو التالي:
-
555 كم² (9.8%) من مساحة الضفة الغربية سيتم عزلها خلف جدار الفصل العنصري على الجانب الغربي من الضفة الغربية.
-
1555 كم² (27.5%) من مساحة الضفة الغربية سيتم عزلها في منطقة ما يعرف باسم ( منطقة العزل الشرقية) و هي تمتد على مدى 200 كم على طول نهر الأردن.
-
254 كم² (4.5) من مساحة الضفة الغربية تبقى تحت السيطرة الإسرائيلية و هي على شكل ممرات ما بين منطقة جدار العزل الغربي و منطقة العزل الشرقية.
و من هنا تنبغي اليقظة بأن لا يتحوّل يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني إلى يوم الذكرى العالمي للشعب الفلسطيني و بأن لا يصبح هذا اليوم مناسبة تمر مرور الكرام، فالفلسطينيون اليوم في أمّس الحاجة إلى تضامن حقيقي يقيهم سعي إسرائيل إلى المساومة على وجودهم و عليه يجب التشديد على ما يلي:
-
التمسّك بالشرعية الدولية و القرارات الدولية و على رأسها قرارات الأمم المتحدة 181 و 194 و 242 و 338 مع التأكيد على الرفض القاطع لإسقاط أي من تلك القرارات و أهمها إلغاء حق العودة.
-
تكريس الإجماع الوطني على حق الفلسطينيين في الحصول على وطن مستقل.
-
دعم صمود اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم على أرض فلسطين و الشتات.
-
تكريس الجهود للضغط على القوى الدولية لدفع إسرائيل إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين.
-
التأكيد المطلق على رفض أي حلول من شأنها تجزئة القضية الفلسطينية أو إيجاد كيان مسخ بغير حدود مستقلة و ترابط جغرافي.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)